في البلاد المتقدمة مابين الساعة التاسعة صباحا والرابعة بعد الظهر تكون الشوارع والمواصلات العامة شبه شاغرة ومهجورة اللهم من كبار السن فكل فرد قابع في عمله حيث العمل هو أرفع مراتب العبادة. أما عندنا فالحياة صاخبة وزاعقة ليلا ونهارا في زحام ومزاحمة دائمة مثيرة, ومهيجة للاعصاب حيث تحرض علي السهر والضوضاء فقنوات التليفزيون التي تعمل علي مدار الساعة بينما هناك في البلاد المتقدمة تتوقف قبل منتصف الليل حتي صباح اليوم التالي حرصا علي راحة المواطن. لقد أصبحنا بلدا لا تنام ونسهر مع مايناهز300 قناة فضائية ناطقة بالعربية وعلي مدار الساعة بما ليس له مثيل في أية لغة أخري فدول الاتحاد الاوروبي27 دولة حيث تتكلم كل دولة لغتها الخاصة.. يحتاج الانسان البالغ الي ثماني ساعات نوم متوالية حتي يستطيع العمل في صباح اليوم التالي علي أكمل وجه فهل جاء الأوان ونضع حيز التنفيذ ما دعا إليه مؤتمر جنيف عام1866 من أجل يوم مكون من(8) ساعات عمل.(8) ساعات راحة ونوم, و(8) ساعات ثقافة وتعليم لقد سجل التاريخ انتفاضة عمال شيكاغو في الأول من مايو عام1886 وهو اليوم العالمي للعمال وتحتفل به كل دول العالم. وكان قد صدر تشريع بتحديد ساعات الدوام في مصر علي أن تنتهي الساعة التاسعة مساء وهذا منتهي الكرم ولكن مات هذا التشريع وذهب في طي النسيان.. نريد ثقافة وتهيئة بيئة العمل فهل من عودة لهذا التشريع وتفعيله بمنتهي الحزم والعزم وحتي يعود الهدوء الي مصر ويستريح الشعب حتي يتمكن من التفكير والعمل بكفاءة. رحم الله بيرم التونسي صاحب مطلع القصيدة الشهيرة: ياأهل المغني دماغنا وجعنا.. دقيقة سكوت لله. د. منصور حسن عبد الرحمن