منذ اندلاع نيران الازمة المالية العالمية في عام2008 والتي دبت شرارتها الاولي في وول ستريت تأثرا بمدرسة شيكاغو التي تبيح جميع نظريات الاقتصاد الحر دون قيود. ويتابع المستثمرون في البورصة أداء مؤشر السوق الامريكية داوجونزDJ لدرجة أنه أصبح قبلة لمستثمري أسواق المال في مصر, يبنون قراراتهم الاستثمارية بيعا وشراء وفق تحركاته صعودا وهبوطا. وأضحت ظاهرة داوجونز المحرك الاساسي للحالة النفسية للمتعاملين بغض النظر عن مدي قوة الاوراق المالية التي يضاربون عليها وكذا المراكز المالية للشركات. خبراء أسواق المال يحذرون من سلوك القطيع وراء مؤشر السوق الامريكية, خاصة مع نهاية جلسة تداول الجمعة من كل أسبوع, والتي تؤثر علي قراراتهم الاستثمارية, فإذا صعد داوجونز في تعاملات الجمعة دبت الحياه يوم الاحد أول تعاملات البورصة المصرية, وإذا خيب داوجونز آمال المتعاملين يوم الجمعة وتراجع أصيب غالبية المستثمرين بالذعر وتخلصوا من أسهمهم, في سيناريو أشبه بأسد ينقض علي فريسته. ويقول عبدالرحمن لبيب عضو الجمعية البريطانية للمحلليين الفنيين أن المستثمرين في سوق المال المصري يعولون في قراراتهم الاستثمارية علي تحركات مؤشرات أسواق المال العالمية خاصة أسواق أمريكا في المرتبة الأولي وأوروبا في المرتبة الثانية. ويوضح أن هناك تساؤلا يفرض نفسة دائما, هل يمكن بناء قرار استثماري في إحدي أسواق المال بناء علي تحرك سوق آخر؟, وأصحاب هذا الفكر يؤكدون أن الاقتصاد الأمريكي يمثل40% من حجم الاقتصاد العالمي ويؤثر في أداء اقتصاديات الدول وبالتالي تتأثر حركة أسواق المال العالمية بأي تغير يطرأ علي مدرسة شيكاغو والذي يمكن قياس أداء مؤشراتها من خلال سوق المال الأمريكية. ويشير الي أن المدقق في هذا الفكر يجد منطقيتة, ولكن يعيبه التطبيق الخاطئ, فالدورات الاقتصادية عبارة عن حركات طويلة الأجل تستغرق سنوات, أما تذبذب سوق المال فهو حركة مستمرة علي فترات زمنية مختلفة سواء كانت قصيرة أو متوسطة أو طويلة الأجل, لذا لا بد من معرفة ما هو معامل الارتباط بين السوق المصرية والامريكية وكيفية قياسه وتطبيقاته العملية حتي لا يتم بناء قرارات استثمارية خاطئة. ويضيف أن معامل الارتباط بين أي سوقين هو رقم متحرك بين واحد وسالب واحد ولا يظل ثابتا طوال الوقت, وعندما يكون معامل الارتباط أكبر من الصفر أي في يتحرك في المنطقة الموجبة يكون الارتباط طرديا, أما حينما تكون القيمة سالبة وأقل من الصفر يكون الارتباط عكسيا. وينوه الي أن حساب معامل الارتباط المتحرك يحتاج الي تحديد فترة زمنية معينة وفق طبيعة الاستثمار, وهل هو قصير أم متوسط أو طويل الأجل, والمتابع لحالة مؤشر البورصة المصريةEGX30 ومؤشر داو جونز الصناعي للسوق الأمريكيDJ خلال الفترة من يناير وحتي سبتمبر يجد أنه يتحرك ما بين المنطقة الموجبة والمنطقة السالبة وإن كان يبقي في المنطقة الموجبة كثيرا عن بقائه في المنطقة السالبة أي أن الارتباط بين السوق المصري والسوق الأمريكي يكون ارتباطا ايجابيا أكثر من نصف الوقت ولكنه ليس طوال الوقت, ففي بعض الأوقات نجد أن الارتباط يكون عكسيا, وان لم يستمر لفترات طويلة. وينصح لبيب المستثمرين بعدم النظر إلي تحركات سوق معين في أتخاذ قرار استثماري في سوق آخر. ويري تامر جمال عضو الجمعية المصرية للمحلليين الفنيين أن ارتباط البورصة المصرية بالسوق الامريكية كان في أشد حالاته في عام2008 حيث الازمة المالية العالمية وتراجع هذا الارتباط في عام2009 الي أن أصبح ضعيفا جدا لدرجة الانعدام في2010. ويوضح أن تعاملات الاسبوع الاول من شهر أكتوبر كشفت هذا الضعف مع هبوط مؤشر داو جونز مقابل صعود مؤشر البورصة المصرية. وينصح المتعاملون بعدم السير وراء مؤشر البورصة الامريكية لانها لا تتحرك بشكل عنيف وبالتالي لا يمكن اتخاذ قرارات استثمارية صحيحة بناء علي أداء مؤشر داوجونز. ومن جهته يقول حسام أبوشملة محلل أسواق المال إن تداولات يوم الاحد من كل أسبوع في البورصة المصرية تكون في معظم الاحوال ضعيفة بسبب عطلة كافة الاسواق الامريكية والاوروبية والاسيوية بسبب حالة الترقب. ويوضح ارتباط المستثمرين في البورصة المصرية بأداء مؤشر داوجونز مجرد حالة نفسية بعد نزيف الخسائر الذي طال محافظهم عقب الازمة المالية العالمية في2008 والتي بدأت من أمريكا. ويضيف أن ارتفاع أسعار الذهب والبترول والاسهم معا يدعو الي القلق وينذر بعملية تصحيح قوية وهو ما زاد من متابعة المستثمرين لاتجاه الاسواق الامريكية. ويشدد علي ضرورة متابعة المستثمرين للمراكز المالية للشركات التي يحتفظون بأسهمها بهدف اتخاذ قرارات استثمارية رشيدة حتي لا يتعرضوا لخسائر فادحة نتيجة قرارات غير مدروسة.