رسالة الشرق الأقصي ابتسام سعد: أكثر من20 ألف كيلو متر قطعناها في رحلتنا مع المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة التي شملت سنغافورة وماليزيا واندونيسيا, وهي الرحلة التي دشنت عهدا واتجاها جديدا للسياسة الاقتصادية المصرية. حيث أعلن المهندس رشيد أن بوصلة الصادرات المصرية ستركز خلال الفترة المقبلة علي ركيزتين اساسيتين الأولي الدول الصاعدة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية والثانية الدول العربية. واختار المهندس رشيد اندونيسيا محطته الثانية خلال الزيارة للإعلان عن هذا التوجه الجديد..نعود الي البداية في ماليزيا فقبلهاحرص المهندس رشيد علي الاجتماع قبيل سفره مع أعضاء الجانب المصري في مجلس الأعمال المصري الماليزي برئاسة الدكتور شريف الجبلي, وايضا مع المجالس التصديرية ومنظمات الاعمال,وذلك لشرح برنامج زيارته وأهدافها والاستماع أيضا لرؤيتهم والتعرف علي أي مشاكل أو صعوبات تواجههم وذلك للاستفادة من لقاءاته مع كبار المسئولين الماليزيين لحل تلك المشاكل. وكان لافتا في هذه الاجتماعات أن المهندس رشيد ركز علي شرح فرص وأفاق التعاون بين مصر والدول الأسيوية حيث أوضح إن هدفه فتح أسواق جديدة للسلع المصرية في أسواق هذه الدول والتي تمثل كتلة سكانية كبيرة في أسيا تزيد علي ال263 مليون نسمه خاصة أن صادراتنا لهذه الدول لا تتناسب مع الإمكانات الاقتصادية والكثافة السكانية لهذه الدول خاصة اندونيسيا باعتبارها أكثر الدول الإسلامية سكانا. التجربة الماليزية وقال رشيد انه يستهدف من زيارته لتلك الدول الاستفادة من خبراتها في بعض المجالات الاقتصادية التي تتميز بها مثل التجربة الماليزية في تنمية و تطوير قطاع التجارة الداخلية وإقامة الأسواق المنظمة وتنمية بعض القطاعات الصناعية والتجربة الاندونيسية في تطوير صناعة الملابس والمنسوجات. اهتمام المهندس رشيد لقي صداه لدي قيادات القطاع الخاص حيث أوضح الدكتور شريف الجبلي رئيس مجلس الأعمال المصري- الماليزي أن وفدا كبيرا من رجال الأعمال المصريين أعضاء المجلس حرصوا علي مرافقة المهندس رشيد خلال جولته الآسيوية, مشيرا إلي أن رجال الأعمال المصريين بحثوا مع نظرائهم في اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة فرص زيادة الصادرات المصرية من المنتجات الغذائية وكذلك الأدوية ومواد البناء والمنتجات الكيماوية. حفاوة المسئولين الأسيويين لمسناها في كلمات رئيس الوزراء الماليزي السيد نجيب عبد الرزاق والذي أشاد بنجاح الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه حكومة الدكتور احمد نظيف في تقليل الآثار السلبية للازمه الاقتصادية العالمية واستمرار عملية التنمية الاقتصادية والذي تؤكده مؤشرات النمو الايجابي في مختلف القطاعات الاقتصادية. اندونيسيا المحطة الثانية وكانت المحطة التالية في زيارتنا الأسيوية اندونيسيا اكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان والمكونة من أرخبيل هائل من الجزر أكبرها جزيرة سومطرة واليها توجهنا حيث انتهز المهندس رشيد تلك الزيارة للإعلان عن أن توجه مصر الاقتصادي القادم سوف يتخذ أبعادا جديدة تتمثل في الاهتمام بالدول ذات الاقتصاديات النامية الصاعدة مثل الهند والصين واندونيسيا وماليزيا وجنوب أفريقيا بالإضافة إلي دول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والأرجنتين وشيلي. وأضاف رشيد أن الذراع الأخري لهذا التوجه يتمثل في الأسواق العربية القريبة التي لابد من تفعيل التعاون معها, مشددا علي أهمية التعاون العربي العربي بنفس الطريقة التي تعاملت بها الدول الأوروبية والأسيوية مع بعضها البعض وتغليب المصلحة العامة علي الخلافات مهما كان حجمها, معلنا عن وجود خطة في وزارة التجارة للتحرك تجاه دول الجوار في المنطقة خلال المرحلة المقبلة وتفعيل التعاون المشترك وذلك لخلق بيئة قوية وتعاون أفضل وإيجاد بيئة تنافسية قوية مع التكتلات العالمية الأخري. وقدم السفير احمد القويسي سفير مصر في جاكرتا رؤية للسوق الاندونيسية مشيرا إلي أن الوجود المتواصل للمسئولين المصريين في جاكرتا يضمن استمرار تنامي الفرص الاستثمارية وإقامة المشروعات المشتركة خاصة وان الإنتاج المصري يلقي إقبالا في اندونيسيا, ووصف القويسي العلاقات بين البلدين بأنها ممتازة كما وصف العلاقات الاقتصادية بأنها جيدة ولكنها لا ترقي لحجم العلاقات التاريخية والسياسية المتميزة حيث أن حجم التبادل التجاري يبلغ نحو1.1 مليار دولار نصيب صادرات مصر منها نحو200 مليون دولار. وكشف محمد بركه رئيس مجلس الأعمال المصري الاندونيسي عن وجود مباحثات بين رجال الأعمال الاندونيسيين وشركائهم المصريين للتوسع في المشاريع حاليا في مصر والبالغ عددها13 مشروعات في مجالات صناعه الزجاج والمفروشات والملابس الجاهزة. سنغافورة المعجزة أما المحطة الثالثة من الزيارة فكانت سنغافورة تلك المعجزة الاقتصادية التي يتسابق الجميع لتقليدها, ودائما ما تبهر العالم شرقا وغربا بكم الأفكار والمبادرات العديدة لتنمية الأعمال, ولأهمية تلك البلد فان مصر حريصة كما يقول المهندس رشيد علي عقد اتفاق تعاون اقتصادي شامل بين البلدين, وفي هذه الزيارة المهمة نجح المهندس رشيد في الاتفاق مع الجانب السنغافوري علي إطلاق مفاوضات لعقد هذا الاتفاق خلال الثمانية عشر شهرا المقبلة علي أن تبدأ المفاوضات بالقاهرة في شهر ابريل المقبل.