قرار إسرائيل عدم تمديد وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية لمدة ثلاثة أشهر أصاب المجتمع الدولي بخيبة أمل فبعد عشرة أشهر من تجميد البناء في المستوطنات. عادت صباح الإثنين قبل الماضي الألات والمعدات الثقيلة للعمل في أنحاء الضفة الغربية لبناء مئات الوحدات السكنية. في مستوطنة آرييل يتم العمل لبناء حي جديد يستوعب من تم إخلاؤهم من نتساريم, والبيان الذي أصدره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو يعرب فيه عن أمله أن يستمر أبومازن في محادثات السلام التي بدأت منذ أربعة أسابيع قوبل بالسخرية حتي من داخل إسرائيل نفسها, فقد علقت صحيفة هاآرتس علي ذلك بقولها إنه لاتوجد سخافة أكبر من توسيع المستوطنات في ذروة محادثات السلام التي تهدف إلي إقامة دولة فلسطينية فتوسيع المستوطنات يقوض أسس أي تسوية سياسية ويطلق يد الاحتلال علي الفلسطينيين في الضفة الذين تسلب أراضيهم ويعانون يوميا بسبب الحواجز التي اقيمت لحماية المستوطنين ورفاهيتهم. وتضيف الصحيفة أن نيتانياهو يصر علي استئناف البناء في المستوطنات في نهاية أشهر التجميد العشرة في الوقت الذي يجري فيه مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس علي أساس خطة دولتين لشعبين, موقفه هذا يثير الشكوك في مدي مصداقيته, فإذا كان نيتانياهو يريد حقا إقامة دولتين, فإن عليه أن يوقف الاستيطان علي الأقل إلي أن يتم الاتفاق علي الحدود المستقبلية ويتضح أين يمكن لإسرائيل أن تبني وما هي المناطق التي ستخلي. ويوم الأحد الماضي أقام المستوطنون احتفالا بانتهاء فترة التجميد التي استمرت عشرة أشهر ألقي فيه داني ديان رئيس مجلس يشع للمستوطنين كلمة هاجم فيها الحكومة الإسرئيلية وقال ان وضع قيود علي عمليات البناء في المستوطنات بالضفة الغربية هو هدم وتدمير لأسس ومبادئ الصهيونية, زعيم آخر من زعماء المستوطنين يدعي شومرون جرشون طالب بتدعيم نيتانياهو والوقوف بجانبه ليصمد أمام الضغوط الداخلية والخارجية, وأضاف أن شعب إسرائيل وحزب الليكود سيقفون إلي جانبه إذا استمر في هذا النهج, فتجميد البناء كان خطأ كبيرا. ومن المتوقع خلال الشهور المقبلة بناء ما يتراوح بين500 و600 وحدة سكنية ووضع حجر الأساس لبناء حي جديد وفي كريات أربع يتم بناء34 وحدة استكمالا لمشروع كان قد توقف بسبب قرار تجميد البناء وفي منطقة كيدوميم يتم بناء90 وحدة سكنية وخلال الأيام المقبلة يعتزم مجلس يشع للمستوطنين ممارسة ضغوط قوية علي نيتانياهو للحصول علي تصريح ببناء مساكن جديدة في الضفة الغربية بالاضافة ل492 وحدة سكنية تمت الموافقة عليها قبل عام. ويدرك الكثيرون في إسرائيل أنه في نهاية المطاف ستقوم الدولة الفلسطينية وسيتم إزالة البؤر الاستيطانية وهو ما عبر عنه الكاتب إيتان هابر في صحيفة يديعوت أحرونوت حين كتب يقول:' غدا أوبعد غد أوبعد سنة أو خمس سنين أو عشر سنين سنعود إلي حدود1967 وستقسم القدس ستكون الأحياء العربية وعددها21 تحت سلطة فلسطينية والأحياء اليهودية تحت سلطة إسرئيلية وسيتم إجلاء عشرات الالاف من المستوطنين'. وما يحدث الآن دفع الوزير ميخائيل إيتان إلي مطالبة حزب كاديما الانضمام لحكومة نيتانياهو لتشكيل ائتلاف موسع لمواجهة الضغوط التي سيمارسها الفلسطينيون والمشاركون معهم في المفاوضات والمجتمع الدولي والتي ستتزايد في الأيام المقبلة حزب كاديما من جانبه قال ردا علي دعوة ميخائيل إنه لا توجد في إسرائيل هذه الأيام سياسة واضحة بل تخبط في اتخاذ القرارات من جانب نيتانياهو. أما زعيمة كاديما تسيبي ليفني فقد سبق وأعلنت أن كاديما يمكنه الانضمام لحكومة نيتانياهو إذا كان جادا في التوصل إلي اتفاق سلام. وفي خطابه في قمة واشنطن الأخيرة وعد نيتانياهو بتحقيق تسوية مع عباس والآن عليه أن يفي بوعده, وبدلا من التراجع أمام ضغوط المستوطنين عليه أن يمدد التجميد ويدخل في مفاوضات مكثفة للتوصل الي حل أما إذا واصل التردد في محاولة لارضاء الجميع مؤيدي التسوية ومعارضيها فإن الخاسر في النهاية هي إسرائيل.