الخبراء الاستراتيجيون الذين شاركوا في حرب أكتوبر ينصحون كل أم بأن تعمل علي غرس القيم الوطنية لدي أطفالها, وأن تجعل من احتفالنا بأعياد النصر المجيد والعبور العظيم نقطة انطلاق لتعليم أبنائها معاني العزة والكرامة, وحب الوطن. من بين هؤلاء الخبراء الاستراتيجيين اللواء أ.ح. كمال عامر محافظ مطروح الأسبق الذي يصف انتصار أكتوبر بأنه منظومة عمل جماعي أساسها الانتماء لمصر, ويمكن للأم أن تجعل هذا الانتماء المحرك لسلوك أبنائها, وأن تعلمهم التمسك بالعلم والقيم والأخلاق الحميدة دون تطرف أو غلو, وأن يجيد كل منا عمله في كل وقت, وفي كل مكان, فنحن المسئولون أساسا عن الحفاظ علي تاريخ بلدنا. بينما يقول اللواء أ.ح. صادق عبدالواحد: إن روح أكتوبر هي جوهر الروح المصرية, التي تظهر وقت الشدائد عندما نكون أمام تحد كبير, وتجلت في حرب أكتوبر من خلال التوحد في اتجاه هدف واحد مطلوب تحقيقه علي المستوي القومي, فظهرت الروح المصرية وروح الإيثار والتحدي وإنكار الذات بين جميع فئات الشعب. هذه الروح مطلوبة الآن حتي تواجه الأسر والمجتمع كل السلبيات الاجتماعية, والتحديات الاقتصادية والسياسية, نحقق بها ذاتنا ورفاهيتنا وقوتنا. ولأن الإنسان ليس ابن الساعة, فيجب أن نبدأ معه منذ الصغر, ونقدم له قدوة أمام عينيه, ونعلمه الاعتزاز بهويته, والقيم الرفيعة ليعمل علي تحقيق ذاته, ويعيش مواطنا محترما. كما أننا لا نستطيع إنكار دور المرأة في مساندتها ودعمها للرجل, حتي إنه في أثناء العمليات الحربية وبعدها وجدنا المقاتلين الذين أصيبوا في الحرب وفقدوا بعض أطرافهم لم تتخل عنهم زوجاتهم لأنهم أبطال. ويقول اللواء أ.ح عبدالحميد عرفة: إن حرب أكتوبر علمتنا وحدة الصف, وهذا ما يجب أن يتعلمه أفراد الأسرة أيضا حتي يجتازوا جميعا الصعاب وهم يد واحدة. ويضيف: يجب أيضا أن يشعر الشباب بأن ما ينعمون به من أمن واستقرار كان وراءه آلاف الشهداء والأبطال الذين قدموا حياتهم فداء للوطن, وسعدت عندما وجدت في هذه الأيام بعض شركات الموبايلات تضع صور مقاتلين بدلا من الفنانين, ويلعب الأطفال والشباب بألعاب لحرب أكتوبر, وبذلك ننمي في أذهانهم فكرة العسكرية, ونحرص علي تعريفهم التاريخ العسكري والبطولات التي تحققت. ويجب أن نعلم أبناءنا معني التضحية من أجل المجموع, ولا أنسي من المواقف الصعبة في أثناء حرب أكتوبر عندما كنا100 جندي وضابط, فعدنا99 فقط, وكان الشهيد الوحيد حسين محمد عبدالله هو الجندي المسئول عن حمايتي في أثناء القتال, وكيف أنه ضحي بحياته من أجل حماية قائده وزملائه. أما اللواء أ.ح. أيمن سيد أحمد قائد كتيبة دفاع جوي في حرب أكتوبر فيقول: إن أهم الدروس المستفادة في هذه الحرب, والتي يمكن أن يتعلمها أبناؤنا في حياتهم ودراستهم ضرورة الإعداد الجيد والحصول علي المعلومات الدقيقة, والإخلاص في العمل, وأن المعاناة لا تعني العذاب, لكن تعني الإصرار علي تنفيذ الهدف. كما أحب أن أشير إلي دور المرأة في تحقيق النصر, فكانت تقوم في البيت وحدها بدور كل من الرجل والمرأة, وتتحمل الأعباء حتي يعود زوجها بالنصر مرفوع الرأس. ويري اللواء أ.ح. عبدالجابر أحمد علي المشرف العام علي المنتخب العسكري لكرة القدم, أن روح أكتوبر هي العزيمة والإصرار علي تحقيق الفوز, وبرغم فارق الأسلحة والإمكانات فإن الجندي المصري هو خير جنود الأرض, وهو الذي استطاع استرداد الأرض والعرض بأبسط الأسلحة, والإيمان بالله والوطن, وأن العقلية المصرية هي التي قادت هذه المعركة بخطة مصرية100%. وعن دور المرأة في الحرب قال: كانت جنديا وقائدا داخل المنزل, فدورها كان أساسيا ومحوريا, فلن أستطيع العمل في الجبهة بذهن صاف إذا كنت منشغلا بشيء آخر, فالمرأة هي صانعة البطولة.