تتصدر قضية القدس اليوم( الخميس) أجندة الدورة ال134 لمجلس جامعة الدول العربية المعقودة علي المستوي الوزاري, وقد سبقتها اجتماعات تحضيرية علي مستوي المندوبين, وعرضت الجامعة العربية مذكرات شارحة حول مايجري في القدس والانتهاكات الاسرائيلية والعدوان علي المدينة وأهلها. وأكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة أن هناك قرارات تتناسب مع حجم التحديات وخطورة الأوضاع في القدسالمحتلة, مقترحا في تصريحاته دائما أهمية استمرار الجميع سواء المواطنون والمثقفون والنقابات والمجتمع المدني العربي والاسلامي بالتصدي والوقوف في مواجهة الاجراءات الاسرائيلية, لافتا إلي مايقوم به24 تنظيما يمينيا متطرفا لهدم المسجد الأقصي واقامة الهيكل المزعوم, بخلاف مايتم من تدريس الطقوس اليهودية داخل الهيكل, وكذلك مايضخ أموالا من المتعصبين والمتزمتين والأصوليين العنصريين في اسرائيل والولاياتالمتحدة لدعم المخطط الاسرائيلي وهي الأموال المعفاة من الضرائب. وفضلا عن هذا حذر السفير محمد صبيح من أن اسرائيل تواصل تصعيد حربها علي الاقتصاد الفلسطيني ومؤسسات القدس, وصاحب هذا مصادرة مساحات ضخمة من الأراضي الخصبة والزراعة وفك ارتباط القدس مع اقتصاد الضفة الغربية وإلحاقه بالاقتصاد الاسرائيلي. وعقب السفير صبيح قائلا إن القدس خط أحمر فلايوجد سلام بدون القدس, فالقدس مدينة الحرب والسلام, وأنه من الأفضل أن تكون قضية سلام ومع تأكيد إعطاء أولوية القدس في أجندة القمم العربية السابقة والقمة القادمة في سرت, من منطلق أن القدس هي القضية الحاكمة لنجاح أو فشل عملية التسوية السلمية, فإن السفير محمد صبيح أطلق دعوة عربية حارة وجادة تدعو إلي استمرار الجميع سواء المواطنون والمثقفون والنقابات والمجتمع المدني العربي والاسلامي بالمشاركة مع صناع القرار العربي لمواجهة تداعيات المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية حتي لاتصب في صالح الجانب الاسرائيلي وعلي حساب الحقوق الفلسطينية المقدسية المشروعة وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية. وفي سياق دعوة السفير محمد صبيح يمكن مشاركة كل رموز المجتمع المدني العربي علي مختلف تخصصاتهم لمناصرة قضية القدس, وعلي سبيل المثال دعوة رجال القانون العربي لصياغة وثيقة الدفاع عن القدس تحسبا لعرضها علي التحكيم شأنها شأن حائط البراق في بداية الثلاثينيات من القرن العشرين, وشأنها شأن طابا في الثمانينيات. ووثيقة الدفاع عن القدس تؤازر عروبة القدس باجتهادات قانونية علي شكل سيناريوهات للتفاوض, قائمة أساسا علي تأكيد الحق العربي التاريخي في القدس وبقاء السيادة الإقليمية علي القدسالشرقيةللفلسطينيين. ويصاحب هذا دور الاعلاميين والصحفيين لمناصرة قضية القدس بالكلمة المكتوبة والكلمة المسموعة والكلمة المرئية. ويتحقق بهذا كسب المزيد من الرأي العام العالمي. والمؤرخون العرب بمؤلفاتهم يبادرون بالاهتمام علي نطاق واسع بالتأليف والتحقيق والتوثيق والنشر لتأكيد عروبة القدس منذ القرون الأولي للحضارة العربية, والوعي بعروبة القدس لدي الجيل الجديد يعد محورا رئيسيا لمواجهة زعماء اسرائيل والرد علي أكاذيبهم وتفنيدها, فقد عاصر العرب من أحداث القدس وتاريخها القديم والوسيط والحديث ما لم تعاصره أمة أو طائفة أخري من المحتلين والغاصبين والغزاة والعبرانيين. والجغرافيون العرب تبرز مسئوليتهم الأولي في الحفاظ علي هوية القدس العربية, وما أحوجنا الي كتابات ودراسات هؤلاء الجغرافيين لواقع المدينة المقدسة تحت الاحتلال الاسرائيلي, وهي كتابات ودراسات قليلة وشحيحة ولاتجاري اهتمامات الجغرافيين والرحالة العرب في العصور السابقة. والمعماريون العرب عليهم مسئولية إنقاذ الطابع الحضاري للقدس بإعداد وتوفير قاعدة معلومات عربية موثقة تنقل لاحقا الي لغات العالم الحية لتتعرف شعوب الأرض بكاملها علي كل الحقائق المحيطة بأقدس مدينة علي سطح المعمورة. ومن الأهمية بمكان ان يشارك هؤلاء جميعا ابتداء من الاعلاميين الي المعماريين وغيرهم مشاركة جماعية علي المستوي المحلي والعربي والاقليمي والدولي حتي تلقي قضية عروبة القدس اهتمامات وتعاطف الرأي العام العالمي, ويتحقق مانادي به السفير محمد صبيح من منطلق ان تعبئة الرأي العام العالمي سوف تكون السند الأساسي للمقدسيين العرب من ناحية وللمفاوضيين العرب من ناحية أخري. هذا فضلا عن تشكيل أداة ضغط علي كل وسيط دولي سواء الاتحاد الاوروبي أو الولاياتالمتحدة أو اللجنة الرباعية.