توالت سلسلة من الاجتماعات التحضيرية في نيويورك حول الأهداف الإنمائية الألفية والطاقة والمناخ, وذلك تمهيدا لانعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا بحضور رؤساء وقادة حكومات140 دولة. واجتمع زعماء العالم لاستعراض جهود الأممالمتحدة لخفض مستويات الفقر والمرض بحلول2015 مطالبين الدول المانحة المثقلة بنقص في الميزانيات إلي مراجعة الاستراتيجية لضمان ألا تضيع أموال المساعدات هباء. وستوجه القمة التي تستمر ثلاثة أيام نداء لتكثيف الجهود للوفاء بأهداف الألفية للتنمية التي أطلقت قبل عشرة أعوام. وعلي الرغم من اتفاق الدول علي أهداف خفض الفقر خلال السنوات الخمس المقبلة إلا أن الدول الغنية التي تعاني من ارتفاع البطالة وتنامي الدين العام تريد أن تركز المناقشات علي تحقيق أفضل نتائج للتنمية من برامج مكافحة الفقر. ومن بين أهداف الألفية الثمانية, تتفق الأممالمتحدة علي أن هدف خفض الفقر والجوع وعدد الذين يعانون من عدم الحصول علي مياه شرب نظيفة بنسبة50% سيتحقق بالفعل, بينما تباين حجم التقدم الذي تحقق في الأهداف الأخري والتي تتراوح ما بين تقديم العون للمرأة والمواليد والحلول البيئية المستدامة. وعرقلت الأزمة المالية العالمية والكساد الاقتصادي أهداف الألفية للتنمية وأجبرت الدول الغنية علي خفض الأموال المخصصة للمساعدات وأبطأت النمو في الدول الفقيرة التي تضررت من الانخفاض الحاد في التجارة العالمية وارتفاع أسعار الغذاء والوقود إضافة إلي فقد الوظائف. وقال راجيف شاه رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إنه حان الوقت لمراجعة استراتيجيات مكافحة الفقر للتركيز علي النمو الاقتصادي ومحاسبة المسئولين ومحاربة الفساد. وصرح شاه بأن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مازالت ملتزمة برفع ميزانية المساعدات الأمريكية إلي52 مليار دولار من نحو25 مليارا, وتضغط من أجل تبني توجها جديدا لجعل المساعدات أكثر فاعلية. كما عبر وزير الخارجية النرويجي يوناس جار شتور عن قلقه من أن تحول بعض الدول المانحة أموال المساعدات لدعم اقتصاداتها التي تعاني من الكساد. وقال روبرت زوليك رئيس البنك الدولي إنه من المهم الربط بين البرامج, مؤكدا أن بناء المستشفيات لا يكفي في حالة عدم وجود طرق توصل إليها. ومن جهتها, حذرت الحملة العالمية للتعليم من أن الأزمة المالية حالت دون تحقيق تقدم في تعليم الصغار في الدول الفقيرة. وجاء في تقرير أعدته الحملة التي تشارك فيها أكثر من100 منظمة وشمل60 دولة هي الأكثر فقرا في العالم أن هناك69مليون طفل في العالم لا يذهبون إلي المدارس. ومنذ10 سنوات, وافقت الأممالمتحدة علي ثمانية أهداف للتنمية في الألفية الجديدة منها ضمان حصول كل أطفال العالم علي تعليم ابتدائي بحلول عام2015 وتقييد التفرقة بين الجنسين في كل مستويات التعليم. وقال جوردون براون رئيس وزراء بريطانيا السابق وعضو اللجنة العليا في الحملة العالمية للتعليم إن زخم السنوات العشر الماضية يمكن أن يكتسب مجددا بجعل التعليم حقيقة خلال خمس سنوات. في الوقت نفسه, بدأ اجتماع حول الطاقة والمناخ يستمر لمدة يومين, بمشاركة ممثلين عن17 دولة مسئولة عن إنتاج80% من الغازات التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض. ويندرج هذا الاجتماع الذي جاء بمبادرة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما, في إطار سلسلة من اللقاءات والاجتماعات التشاورية التي تجري بين هذه الدول منذ التوصل لاتفاق كوبنهاجن للمناخ في ديسمبر الماضي, وذلك لتهيئة الأجواء قبل انطلاق القمة الدولية للمناخ التي ستعقد في مدينة كانكون بالمكسيك في أواخر شهر نوفمبر المقبل, حيث تأمل منظمة الأممالمتحدة في توصل الأطراف الدولية لاتفاق مناخي ملزم. وشارك في المنتدي ممثلون عن جنوب إفريقيا وألمانيا واستراليا والبرازيل وكندا والصين والولاياتالمتحدة وفرنسا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وبريطانيا وروسيا, علاوة علي ممثل من الاتحاد الأوروبي. ودارت المناقشات حول ملف الطاقة النظيفة وسبل تطوير تقنيات صديقة للبيئة كسبيل للحد من الانبعاثات الحرارية, وهو النقاش الذي كان بدأ في قمة مماثلة استضافتها العاصمة الأمريكيةواشنطن في يوليو الماضي, كما بحثوا معايير فاعلية الطاقة والطاقتين الشمسية والهوائية وسبل تزويد الطاقة لأطراف لا يملكونها. ويهدف الاجتماع إلي محاولة تضييق حدة الخلاف بين الدول المتقدمة والدول الصاعدة اقتصاديا بشأن كيفية الحد من الغازات الحرارية, وكيفية الاستجابة لمطلب الدول النامية بوفاء الدول الغنية بتنفيذ وعدها في مؤتمر كوبنهاجن بتقديم30 مليار دولار لصندوق تغير المناخ في الفترة بين2010 إلي2012 وزيادة هذا المبلغ إلي100 مليار دولار بحلول عام2020, علي الرغم من أن هذه المبالغ أقل كثيرا مما تريده الدول النامية. من جانبها, ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الرئيس الامريكي سيحضر الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور قادة العالم لإعادة تأكيد التزام بلاده بحقبة جديدة للتعددية الدولية. وذكرت الصحيفة أن اجتماع الجمعية العامة هذا العام يعد مغايرا حيث أعاد الرئيس أوباما دفع حصة بلاده في تمويل الأممالمتحدة وأنهي مقاطعة امريكا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وقام بتنشيط جهود المنظمة الأممية لنزع السلاح النووي. وأكدت الصحيفة أن اوباما سيؤكد أيضا دعم الولاياتالمتحدة لأهداف الألفية الإنمائية, قبل أن تبدأ الجمعية العامة نشاطها بشكل جدي وأن الإدارة الأمريكية مع ذلك لن تقدم أية تعهدات مالية جديدة.