في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ الشرق الأوسط يقدم الرئيس مبارك نصيحته الثمينة من أجل السلام في الشرق الأوسط, فرجل الدولة الذي خبر ويلات الحروب وعرف صعوبات السلام يقول للجميع نحن اليوم أمام فرصة تاريخية. وإذا لم يتم استغلال الفرصة فإنها قد لا تعود مرة أخري. إلا أن السلام له شروط أهمها: هناك قرارات صعبة لابد من اتخاذها وهذه القرارات الصعبة لابد من اتخاذها في الوقت المناسب, ولذا فلابد من زعماء أقوياء لا يعرفون التردد.. وبالتحديد هذه هي جوهر المعضلة ليس فقط في الشرق الأوسط, بل في مناطق اخري من العالم وفي مواجهة قضايا مختلفة, فالحلول دائما موجودة, إلا أن الشئ المتعذر دوما رجال دولة لا ترتعش أيديهم بل وقادرون علي مواجهة شعوبهم بالحقائق وبثمن السلام المكلف! ولم يتوقف مبارك أبدا عن الحديث بصراحة لجميع الأطراف خاصة في مواجهة الرأي العام الإسرائيلي, فهو يخاطبهم دوما بالواقع والوقائع إلا أن أهم ما قاله لهم مؤخرا في حواره مع التليفزيون الإسرائيلي وقف بناء المستوطنات لمدة3 أو4 أشهر مسألة تافهة جدا, ولا تتساوي مع ما قد ينتج عنها من القتال والعنف والارهاب. ولعل من أهم النقاط التي توجه بها للإسرائيليين مسألة يهودية الدولة, فهو بداية يتحفظ بقوة ويقول بصراحة ان إسرائيل هي من وضعته, وبلهجة صريحة يطالب إسرائيل بألا يعقدوا الأمور أمام المواطنين وأن يتركوا الأمل موجود في عيون الفلسطينيين لأنه في نهاية المطاف: بدون سلام يصنعه زعماء أقوياء في الوقت المناسب, وإذا جري تعقيد الأمور, وإشاعة اليأس والإصرار علي يهودية الدولة.. فنحن أمام وصفة للتفجير والغليان لن يكون لها قرار. تري هل يدرك الإسرائيليون النصيحة؟ أم تضيع فرصة السلام!. الوقت وحده سوف يجيب علي ذلك!!