في كلمة مهمة بمناسبة إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين, طالب الرئيس حسني مبارك بوقف الاستيطان الإسرائيلي تماما حتي انتهاء العملية التفاوضية بين الجانبين. وطالب الإسرائيليين بأن يغتنموا الفرصة الحالية, وأن يمدوا إيديهم لتلاقي اليد العربية الممدودة إليهم بالسلام.وشدد الرئيس مبارك علي أن التوصل إلي السلام العادل يتطلب اتخاذ إسرائيل قرارات مهمة ومصيرية وصعبة. وأكد أن الاستيطان علي الأرض الفلسطينية يخالف القانون الدولي, ولن ينشيء لإسرائيل حقوقا, أو يحقق لها سلاما أو أمنا. وفيما يلي نص الكلمة: السيد الرئيس باراك أوباما.. جلالة الملك عبدالله الثاني.. الأخ الرئيس محمود عباس.. السيد رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو.. السيد توني بلير.. يسعدني أن أشارك معكم اليوم في إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. إنني أتطلع مثلكم جميعا.. ومثل الملايين من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي, وشعوب الشرق الأوسط والعالم.. إلي أن تكون مفاوضات نهائية وحاسمة.. تفضي إلي اتفاق سلام بين الجانبين في غضون عام. إن اجتماعنا اليوم.. ما كان ليتحقق لولا الجهد الكبير الذي بذله الرئيس باراك أوباما وإدارته.. إنني أحييكم وأشكركم سيادة الرئيس علي التزامكم الشخصي الجاد.. منذ الأيام الأولي لتوليكم مهام الرئاسة.. بالسعي للتوصل إلي تسوية سلمية للقضية الفلسطينية.. أتوجه إليكم بالإشادة والتقدير.. لمثابرتكم طوال الفترة الماضية.. من أجل تذليل الصعاب وإعادة إطلاق المفاوضات.. إنني أعتبر دعوتكم اليوم تأكيدا جديدا لهذا الالتزام.. كما أعتبرها رسالة بالغة الدلالة.. علي أن الولاياتالمتحدة ترعي بقوة وعلي أعلي مستوي المفاوضات المقبلة. شاهد عيان علي أحداث منطقتنا لا يدرك قيمة السلام كمن عرف الحروب وويلاتها.. ولقد شاءت الأقدار أن أكون شاهد عيان علي أحداث منطقتنا.. في سنوات الحرب والسلام.. خضت معارك الشرق الأوسط وحروبه.. وشاركت في مسيرة السلام منذ اليوم الأول.. لم أدخر جهدا للدفع بها إلي الأمام.. ومازلت متطلعا لاكتمالها ونجاحها.. لقد مرت عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بصعاب عديدة.. منذ مؤتمر مدريد عام1991.. ما بين تقدم وانحسار.. وانفراج وانتكاس.. لايزال احتلال الأراضي الفلسطينية قائما.. ومازالت الدولة الفلسطينية المستقلة حلما في ضمير الشعب الفلسطيني, ولاشك أن هذا الوضع يسبب لشعوبنا قدرا هائلا من الغضب والإحباط.. فلم يعد من المقبول أو المعقول ونحن في مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة.. أن نفشل في إقامة سلام عادل ينهي قرنا كاملا من النزاع.. يحقق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني.. يضع نهاية للاحتلال.. ويقيم علاقات طبيعية بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.. علاقات تقوم علي الندية والاحترام المتبادل.. وتحقق الأمن للجميع دون تمييز. المفاوضات المقبلة لن تبدأ من فراغ صحيح أن التوصل إلي اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي عادل.. ظل أملا يراودنا ويراوغنا طوال عقدين.. إلا أن الخبرات المتراكمة لدي الجانبين.. وجولات التفاوض الطويلة.. والتفاهمات التي تم التوصل إليها عبر السنوات الماضية.. وبالذات ما تضمنته( معايير كلينتون) لعام2000, وما تلاها من تفاهمات في( طابا) ومع الحكومة الإسرائيلية السابقة.. صارت ترسم في مجملها ومحصلتها الملامح الأساسية للتسوية المقبلة.. وهي الملامح التي أصبحت معلومة للمجتمع الدولي وللشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.. وبالتالي فإن المفاوضات المقبلة لن تبدأ من نقطة الصفر أو من فراغ. ولاشك أن الموقف الدولي.. المتمثل بشكل أساسي في البيانات المتتالية للجنة الرباعية الدولية.. وآخرها البيان الصادر يوم20 أغسطس الماضي.. قد كرس الاحترام الواجب لقرارات الشرعية الدولية.. وشدد علي أن المفاوضات المباشرة التي ستنطلق غدا( اليوم).. تستهدف التوصل لتسوية سلمية متفق عليها.. تنهي الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في يونيو عام1967.. وتقيم الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.. لتعيش جنبا إلي جنب في سلام وأمن مع دولة إسرائيل. السلام العادل يتطلب قرارات صعبة لقد اجتمعت برئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو عدة مرات.. منذ توليه رئاسة الحكومة العام الماضي.. واستمعت منه في لقاءاتنا إلي تأكيدات لرغبته في تحقيق السلام مع الفلسطينيين.. وفي أن يسجل التاريخ هذا الانجاز باسمه.. وأقول له اليوم إنني أتطلع إلي أن تأخذ تأكيداته طريقها إلي أرض الواقع.. وإلي نجاحه في تحقيق سلام طال انتظاره.. يتطلع إليه الشعب الإسرائيلي وسائر شعوب المنطقة. إن التوصل إلي السلام العادل سوف يتطلب من إسرائيل اتخاذ قرارات مهمة ومصيرية وصعبة.. لكنها ضرورية لتحقيق السلام والتعايش والاستقرار.. إن الاستيطان علي الأرض الفلسطينية المحتلة يتم بالمخالفة للقانون الدولي.. وهو لن ينشئ لإسرائيل حقوقا أو يحقق لها سلاما أو أمنا.. ولذلك فالأولي أن يتم وقفه تماما إلي حين انتهاء العملية التفاوضية برمتها.. إنني أقول للإسرائيليين: اغتنموا الفرصة الحالية ولا تدعوها تفلت من بين أيديكم.. اجعلوا السلام الشامل هدفا.. ومدوا أيديكم لتلاقي اليد العربية الممدودة إليكم بالسلام. رأب الصدع الفلسطيني وأقول للرئيس محمود عباس.. إن مصر ستستمر في دعمها للشعب الفلسطيني الصابر ولقضيته العادلة.. سنواصل جهودنا وعملنا المخلص معكم.. من أجل تحقيق تطلعات شعبكم واستعادة حقوقه المشروعة.. سنظل إلي جانبكم إلي أن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة.. علي الأراضي المحتلة منذ عام1967 وعاصمتها القدسالشرقية.. كما سنواصل السعي لرأب الصدع الفلسطيني.. تحقيقا للمصالح الوطنية الفلسطينية. أعرب مجددا عن الشكر للرئيس أوباما.. وأجدد التزام مصر بمواصلة العمل لدفع عملية السلام إلي الأمام.. بالجهد المتواصل والمشورة الصادقة.. والالتزام بالثوابت التي تتأسس عليها سياسة مصر العربية والإقليمية. لكم جميعا تحيتي وتقديري.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..