كشفت واقعة طرد محمد فضل فى المران الأخير لمباراة هارتلاند النيجيرى التي فاز بها الأهلى وتأهل إلى المربع الذهبى لدورى أبطال إفريقيا عن حجم الأزمة التى يعيشها الفريق. فى المرحلة الأخيرة من الانفلات الإدارى، بالإضافة إلي تحول الفريق إلي جزر منعزلة ليس داخل الجهاز الفني والاداري بل بين اللاعبين أيضا. ان واقعة محمد فضل عبرت بصدق عن واقع الحال داخل صفوف الفريق حول حقيقة الأزمة وهل كانت بالفعل بين فضل ومعوض أم بين فضل والمدير الفني, وبالرغم من قيام معوض وخشبة بنفي الواقعة كان حسام البدري في المقابل يؤكد الواقعة بين فضل ومعوض كل ذلك مرة دون أن يلحظه أحد ولكن المصادر اكدت ان الازمة بين فضل وحسام البدري في الملعب وتطورت فصولها في أتوبيس اللاعبين وبلغت قمة التوتر بين الطرفين حتي أن حسام البدري خرج عن شعوره محملا خشبة مسئولية الانفلات وعدم قدرته علي ضبط الأمور وكادت الأمور تتطور وسط ذهول اللاعبين ولكن الغريب في الأزمة هو قيام خشبة بدور الوسيط بين اللاعب والبدري الذي انتهي بالاعتذار وبدلا من معاقبة فضل إذا كان قد أخطأ إلا إذا كان اللاعب لم يرتكب ما يستحق عليه العقاب لو باستبعاده من المباراة لأنه لم يكمل المران ولكن فوجيء اللاعبون بفضل في الملعب وكل شيء انتهي وهو أمر يفتح بابا ربما لا يقدر البدري ولا خشبة علي غلقه مرة أخري لأن سر نجاح الأهلي يكمن في إعلاء المصلحة العامة علي الخاصة والانضباط علي الانفلات إن مصدر تفوق الأهلي علي مدار تاريخه الطويل يعود إلي الالتزام وإعلاء مفاهيم أن الفريق مصلحته فوق أي لاعب حتي لو خسر الفريق بطولة والتاريخ الطويل للنادي مليء بهذه الأمثلة. لاشك أن واقعة فضل لن تكون نهاية المطاف ولكنها ضمن سلسلة من المواقف التي مر بها منذ انطلاقة الموسم الحالي ولكن علي لجنة الكرة ألا تدع الأمور تصل إلي حد قد لا ينفع وقتها أي علاج سوي البتر في الوقت الذي وفرت لجنة الكرة كل الامكانيات لانجاح مهمة الجهاز الفني والاداري ولم تبخل عليهم بأي جهد من تدعيم الفريق إلا أن الكيل بمكيالين داخل صفوف الفريق, بالإضافة إلي التفريق في المعاملة يهدد المسيرة ويوغر صدور اللاعبين الذين شعر بعضهم بالتفريق في المعاملة وهو ما جسدته أزمة سيد معوض الذي تعرض لخصم50 ألف جنيه لقيامه يتصوير إعلان لأول مرة في حين أن بعض اللاعبين صوروا ثلاثة إعلانات لم يتم خصم مليم واحد من المستحقات وهو ما سرب إحساسا بالظلم لدي اللاعب. يتحمل الجهاز الاداري المسئولية الكاملة عن قصد أو غير قصد في عدم ردع محاولات الخروج عن النص منذ واقعة أحمد السيد في المانيا وإلقائه شارة الكابتن علي الأرض واكتفي الجميع بنفي الواقعة واصدار بيانات والهروب من مواجهة الحقيقة ووضع الرأس في الرمال. غاب الجهاز الاداري عن أزمة أسامة حسني وشوقي مع المدير الفني والتي بلغت قمة التصعيد في حضور الفريق حتي انقسم الفريق علي نفسه وهاجم اللاعبون بعضهم البعض وتطورت الأمور وبدلا من اتخاذ قرارات رادعة صمت الجميع دون حل تاركين النار تحت الرماد دون محاولة لاطفائها. غضب حسن حمدي الشديد التي تجسد في مباراة شبيبة القبائل وإقبال لاعبي الأهلي وتحرشهم بحكم اللقاء في واقعة لم يصدقها رئيس النادي الذي طالب وقتها بعقاب الجميع لأن الأهلي لا يقبل بمثل هذه التصرفات. صمت هادي خشبة حول تصرفات متعب العائد من بلجيكا واطلاقه تصريحات تعكس حالة التوتر التي يعيشها اللاعب وكأن الأمر لا يعني أحد وهي تصرفات غريبة وغير مفهومة. يتحمل الجهاز الاداري أيضا والذي اكتشف بالمصادفة أن عقد حسام عاشور ينتهي مع نهاية الموسم الحالي وكذلك أحمد فتحي لتعود من جديد أرمة متعب مرة اخري, بالإضافة إلي سيد معوض الذي طالب بانصافه وهو الذي ضحي من أجل اللعب للأهلي ودفع250 ألف دولار حين عاد من تركيا. يحتاج الجهاز الاداري والفني للأهلي مزيد من العمل لتفادي مثل هذه المواقف من خلال إعلاء مبدأ أن الجميع سواسية وليس هناك لاعب دمه خفيف وآخر تقيل علي القلب خاصة أن ظاهرة الجزر المنعزلة بدأت في الظهور وهو مؤشر خطير وهذا ينطبق أيضا علي علاقة حسام البدري مع جهازة المعاون والتي تحتاج إلي مزيد من جسور الثقة بينهم في الجهاز المعاون وأن يستمع لآرائه مثلما كان جوزيه يفعل معه وهذا لن يقلل من قيمة البدري لأن النجاح في النهاية سيكتب للأهلي.