اختيارها جاء وفقا لمعايير, وبعد دراسة متأنية, وسيرتها الذاتية ومسيرتها العملية الميدانية خير شاهد علي كفاءتها.. بهذا برر المهندس سامي عمارة محافظ المنوفية قراره باختيارها لتكون أول سيدة تتولي رئاسة مدينة بمحافظته.. إنها سامية محمد الفيشاوي التي التحقت بالعمل في الإدارة المحلية عام1982 بالوحدة المحلية لمدينة سرس الليان تبعا لقسم إدارة التنمية, وكانت تسمي( الإنعاش الاقتصادي), وهو عمل ذو طبيعة جماهيرية حيث إعطاء القروض وتشجيع مشروع الإنتاج الحيواني... إلخ. وبعد رئاستها لقسم الإنعاش الاقتصادي بالوحدة المحلية لمدينة سرس الليان1990 جاء قرار المستشار عدلي حسين محافظ المنوفية حينها بترقيتها رئيسا للوحدة المحلية بقرية تلوانة بمركز الباجور1999 لتكون أول سيدة تتولي رئاسة قرية بمحافظة المنوفية, ثم تولت رئاسة الوحدة المحلية بقرية( الماي) بمركز شبين الكوم, ثم ترأست الوحدة المحلية بقرية( شنوان) ببندر شبين الكوم2006, ثم عادت لرئاسة الماي مرة أخري بناء علي رغبة أهلها وكل من سبق له التعامل معها, ثم صدر أخيرا قرار السيد المهندس سامي عمارة محافظ المنوفية برئاستها للوحدة المحلية بمدينة سرس الليان في أغسطس2010 لتصبح أول سيدة تتولي رئاسة مدينة بمحافظة المنوفية. وبسؤالها عن المعايير التي تم اختيارها علي أساسها قالت: في الحقيقة لقد كان لبدايتي الميدانية وسط المواطنين ووجودي الدائم بينهم في كل منصب توليته وتفاعلي مع مشكلاتهم والسعي الحثيث لحلها فور علمي بها, بالإضافة إلي قرابة ثلاثين عاما مدة عمري الوظيفي أمضيتها في مطبخ الإدارة المحلية, وكذلك نقاء ملفي وذمتي المالية من أي مخالفات أو جزاءات, فضلا عن شهادات كل من تعاملوا معي.. كلها معايير أسهمت في رسو الاختيار علي. ما الفرق بين التعامل مع الرجال كزملاء وكمرءوسين؟ رئيس العمل يكلف والمرءوس ينفذ, ومادمت أكلفه بعمل في مجاله واختصاصه فلابد من الامتثال والاستجابة, مع ضرورة تفعيل مبدأ الثواب والعقاب لضمان إجادة العمل, وصدقني عندما تحسن قيادة العمل يجيد الجميع. ما السمة التي تعتبرينها سر نجاحك ويجب أن تتحلي بها أي سيدة تتولي القيادة؟ - أن تكون( صاحبة قرار) وألا تصدق إلا عينيها, بمعني الابتعاد عن الشللية وعدم الركون لمقولة( كله تمام) وإنما عليها التكليف ثم متابعة التنفيذ. ما خطتك للنهوض بالمدينة التي تحملت مسئوليتها؟ - أسعي لاستكمال توصيل الغاز الطبيعي للمدينة وتذليل العقبات التي تعوقه, وكذلك إنشاء محطات رفع للصرف الصحي للكتل السكنية علي أطراف المدينة, وأيضا رد الشئ لأصله بإعادة رصف الشوارع التي انتهي العمل بها, مع الحرص والمتابعة الدقيقة لعمليات النظافة والحفاظ علي المظهر الجمالي للمدينة, وقبل كل ذلك الاستماع لشكاوي المواطنين إن وجدت وحلها بصورة فورية لأن إسعادهم هو الهدف الأساسي لأي عمل نقوم به, وإلا فلا قيمة لتجميل شارع تسكنه الهموم! أيهما أفضل.. سياسة( الباب المفتوح) أم غلق الباب بدعوي التفرغ لتحقيق أهداف استراتيجية؟ المواطن البسيط هو الهدف وبالتالي فمن حقه الدخول وعرض مشكلته في أي وقت, وهذا يضمن سرعة الحل ومواجهة المواطن بالموظف ليظهر في دقيقة موطن الخلل والتقصير إن وجد, كما أن تحديد يوم كل أسبوع أو شهر لمقابلة المواطنين قد يعطل مصالحهم وأشغالهم. أيهما أقرب لطموحك: الترشح لمجلس الشعب أم الترقي في سلك الإدارة المحلية؟ أجابت بلا تردد: الخيار الثاني مادمت في السلك الوظيفي, فأنا تنفيذية حتي النخاع, أجد سعادتي في الشارع بين جموع المواطنين, أما بعد المعاش إن كان في العمر بقية فلكل حدث حديث.