اقبال المواطنين علي شراء الألعاب النارية لأطفالهم في العيد شجع مهربي هذه السلعة علي تهريب ملايين القطع منها خاصة وأنها مصنوعة في الصين أو تكون مجهولة المصدر. ورغم أنها محظور تداولها أو استيرادها الا أن الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرصفة والشوارع التجارية يبيعونها علنا, وكذلك المحال التي تعرض لعب الأطفال تروجها ضمن بضاتها, ولاتفلح حملات الرقابة في منعها لاقبال المواطنين علي شرائها رغم ماتسببه من ازعاج واصابات ومشاجرات, وحجتهم في ذلك أنها تدخل البهجة والفرحة بالعيد في قلوب صغارهم. الغريب أن البعض من الشباب والصبية يستخدمون هذه الألعاب في المعاكسات وتخويف المواطنين وادخال الرعب والفزع الي قلوبهم مما يؤدي الي اصابتهم بالأذي والعاهات أحيانا ولم يعد استخدام هذه الألعاب مقصورا علي المناطق الشعبية ولكنها انتشرت بين ابناء الأوساط الراقية وفي النوادي الخمس نجوم وعادة ينتهي اللعب بالنيران بحرائق ومشاجرات بين الشباب ولكن السؤال الذي مازال يطرح نفسه كل عام هو متي يتم وضع حد لهذه المأساة حتي لاتتحول الألعاب النارية الي قنبلة موقوتة تقضي وتؤذي الأطفال والمواطنين؟ في البداية يقول اللواء محمد أبو شادي استاذ الاقتصاد بكلية الشرطة ورئيس مباحث التموين سابقا أن الألعاب النارية أزمة كل عام التي لاتنتهي والشكوي منها كثيرة لذلك تقوم الأجهزة الرقابية سواء الشرطية أو الأجهزة التجارية بشن حملات مكثفة ومفاجئة علي جميع محلات بيع الألعاب بالأخص التي تبيع مثل هذه الأنواع حتي الألعاب النارية لأنه محظور تداولها في الأسواق أو حتي استيرادها وبيعها للمواطنين لأن القانون يعتبرها نوع من أنواع المتفجرات ولها عقوبة وغرامة مادية ويضيف انه في احدي السنوات الماضية تم ضبط شحنة مهربة من الصين تدخل مصر بها مايزيد عن70 مليون وحدة ألعاب نارية في رسالة تم استيرادها من الخارج داخل شحنة احدي ألعاب الأطفال بجانب ألعاب الأطفال البلاستيكية رخيصة الثمن وهي نوع آخر يضر بصحة الأطفال لأنها مصنعة من مواد خام رديئة وملونة بألوان تؤذي الأطفال وتصيبهم بأمراض ولذلك يمنع دخول مثل تلك الأنواع حتي الألعاب ونتصح الأهالي بعدم الاقبال علي شراء مثل هذه الألعاب مهما انخفض سعرها, كما أن الألعاب النارية تشكل عند الطفل سلوكا عدوانيا ينمي لديه الشر وايذاء الغير وأيضا مما تتسبب في مضايقة المواطنين لما تسببه من ضوضاء وازعاج. الشباب يفضلونها وفي جولة ميدانية في سوق الموسكي يوضح الحاج سليمان فرج صاحب أحد محال لبيع لعب الأطفال أن هذه النوعية من لعب الأطفال بالأخص الصواريخ النارية والمضيئة ذات الألوان والبمب والمفرقعات دائما كان يطلبها الأطفال ولكن الشيء الطريف ان الشباب يقبل علي شراؤها كنوع من أنواع اللعب والبهجة في المناسبات, كما أن دولة مثل الصين التي عادة ماتصدرها لنا تعرف جيدا مايحتاجه السوق المصري في المناسبات وتبدأ بطرح منتجاتها ولكن بطريقة غير قانونية حيث يتم اخفاؤها داخل كراتين للعب الأطفال حتي لايتعرضوا للمساءلة القانونية. ويضيف أن مثل هذه الأنواع من الألعاب تعرض بائعها أو التاجر الذي يقوم باستيرادها أو شراؤها للحبس والعقوبة والغرامة المالية وفي بعض الأحيان تؤدي الي غلق المحل لعدة شهور لأنه عندما تمر مباحث التموين وتقوم بالتفتيش الدوري وتجد مثل هذه الألعاب تحرر محضر شبطية ويحول التاجر الي جهات التحقيق. كما توجد أيضا أماكن في مصر يقوم فيها بعض الأفراد بتصنيع تلك الألعاب النارية وبيعها في السوق المصري ولكن في بعض الأحيان كما نسمع تؤدي الي مصائب وانفجارات بمكان التصنيع, فهي بمثابة أنبوبة بوتجاز.وتقول فريدة أنور ربة منزل انني في مأساة بسبب هذه الألعاب النارية منذ حوالي خمس سنوات أصيب ابني الصغير محمود عشر سنوات بعمي جزئي في قرنية العين والسبب هو اللعب بهذه الألعاب عندما كان يلهو مع اصدقائه في الحارة وحاول أحدهم تخويفه فرمي عليه احدي هذه الألعاب النارية فأصابته في الحال. كما تشترك في الحديث احدي الفتيات وتقول أن عادة مايقوم الشباب باستعمال تلك الألعاب النارية لمعاكسة الفتيات ومضايقتهم وتخويفهم في الشارع لذلك تطالب الأجهزة المعنية والمسئولين بتشديد العقوبة والقبض علي من يستعمل هذه الألعاب النارية التي استاء المواطنون منها ومن الحديث كل عام عنها مطالبين بايجاد أي حل لمنعها من الشارع المصري.