تأكيدا لأهمية الأهرام وتأثيرها علي القراء نوضح تعقيبنا علي مقال الاستاذ سمير مرقس المنشور بجريدة الاهرام بتاريخ2010/1/11 والذي جاء تحت عنوان مصر واثيوبيا. شراكة تنموية متكاملة علي البحر الاحمر. في عالم اليوم تكاد تكون السيادة فيه للاعلام ووسائطه يتأثر الانسان بما يسمع او يقرأ ان لم تكن له احاطة بالموضوع المثار: وبدون شك أن من قرأ مقال الاستاذ سمير مرقس سوف يعتقد ان اثيوبيا هي الدولة المسيطرة علي شواطيء البحر الاحمر في البر الغربي, كما يوحي المقال ليس من عنوانه بل في متنه وفي سياقه العام الذي تناول فيه الدور التاريخي للبحرالاحمر قائلا: الصورة لاتكتمل تفاصيلها الا بالحديث عن الرابطة التي تربط بينهما, يقصد مصر واثيوبيا من جهة اخري وأقصد البحر الاحمر. الحديث عن التاريخ القديم للدلالة عن العلاقات التي كانت تربط بين شعوب هذه المنطقة لايصلح دائما لنسج علاقات جديدة في ظل عصر جديد يختلف كليا عن العصور الماضية بإيجابياتها وسلبياته, وفي هذا الصدد لم يستدرك الكاتب الواقع الجديد المعاش والملموس ولايمكن تجاوزه عند الحديث عن البحر الاحمر وهو وجود الدولة الاريترية ذات السيادة الكاملة علي شواطيءالبحر الاحمرالذي تناوله الكاتب. ولم تعد لاثيوبيا السيادة علي البحر الاحمر وان اي شراكة بين اثيوبيا واية دولة اخري كما ذكر الكاتب لاتتم إلاعبر اريتيريا وبمشاركتها وبموافقتها اذا كان يقصد شواطيء البحر الاحمر الاريترية. ويقول الكاتب في الفقرة الاخيرة من مقاله اذا ما استخدمنا لغة العصر من خلال شراكة تنموية الابعاد.. وتأمين القنوات الحيوية بيننا وبين اثيوبيا ليس فقط. النيل ومنابعه, وانما ايضا, البحر الاحمر بالمشروعات المشتركة في شتي المجالات. نحن نريد ان نسأل الكاتب سمير مرقس كيف يمكن اقامة مشروعات مشتركة في البحر الاحمر مع دولة لاتطل علي البحر الاحمر, ام ان الكاتب لايعترف بالواقع الجديد وبتغير الجغرافيا السياسية السائدة في المنطقة التي تناولها. إن الكاتب قد تجاهل وجود الدو لة الاريترية واوحي للقار يء بأن اثيوبيا لاتزال هي المسيطرة علي الشواطيء الاريترية, ونحن نؤكد للكاتب ولقراء جريدة الاهرام ان الشواطيء الإريترية في البحر الاحمر قد اصبحت تحت السيادة الاريترية الكاملة منذ ان استقلت اريتر يا من الاستعمار الاثيوبي بعد معاناة طويلة اكثر من نصف قرن منذ عام1993 م واصبحت عضو في الاممالمتحدة والمنظمات الا قليمية وان تجاهلها ليقضي علي اي تعاون ايجابي في هذه المنطقة وان اريتيريا اعلنت مرارا وتكرارا وفي مناسبات عديدة للتعاون مع الدول الشقيقة المشاطئة للبحر الاحمر لجعل البحر الاحمر ممرا آمنا للتبادل التجاري والتعاون السلمي المشترك. ونحن نعتقد ان ايحاءات المقال ومضمونه لم تكن موفقة اذا كان القصد منه توضيحا للقراء بأن هناك امكانية.. شراكة تنموية متكاملة عبر البحر الاحمر بين مصر واثيوبيا كما جاء في المقال بالقفز اوتجاهل الوجود الاريتري وسيادتها علي شواطئها.