شريف الغمرى: تتسابق شبكات التلفزيون فى دول العالم على إنتاج مسلسلات عن حياة الملكة كليوبترا خاصة فى أوروبا وأمريكا، ويتزامن ذلك مع عرض المسلسل العربى عن كليوبترا والذى يذاع الأن فى التلفزيون المصرى وبعض شبكات التلفزيون العربية فى رمضان. ورغم أن مسلسل كليوبترا العربى جاء متأخرا بعد أن سبقنا العالم بسنوات طويلة فى الإهتمام بقصة هذه الملكة المصرية والأحداث التى أحاطت بعصرها، إلا أن القائمين عليه لم يستطيعوا تلافى الكثير من السلبيات التى كانت تؤخذ على التناولات الغربية لشخصية كليوبترا. فهناك على سبيل المثال قصة الحب غير المنطقية بين كليوبترا ولص ينام على أرصفة الشوارع مما أفقد القصة مصداقيتها. كما أن الديكورات والملابس تختلف عن ما كان معروفا فى عصر كليوبترا خاصة خلفيات مواقع التصوير البعيدة عن الفرعونية أو المصرية. وأيضا بعض الأخطاء التاريخية مثل واقعة سفر كليوبترا إلى روما مع أبيها الملك فى حين أن سفرها إلى روما جاء بعد أن توجت ملكة. ومن إيجابيات المسلسل الأداء التمثيلى لسولاف فواخرجى والتى جاءت مناسبة للدور من حيث الشكل والأداء، وكذلك الفنان يوسف شعبان فى دور الملك بطليموس والفنان الكبير محى إسماعيل فى دور يوليوس قيصر. وعودة إى الإهتمام العالمى بالقصة المثيرة لتلك الملكة المصرية نجد أن السينما الأمريكية أنتجت فى عام 1945 فيلما عن حياة كليوبترا يحمل عنوان "قيصر وكليوباترا"، وقامت ببطولته النجمة الشهيرة فيفيان لى (بطلة فيلم ذهب مع الريح) أمام النجم البريطانى الشهير سير لورانس أوليفر ، ثم عادت السينما الأمريكية لتناول شخصية كليوبترا فى فيلم أخر فى عام 1963 فيما وصف حينها بأضخم إنتاج سينمائى وقامت ببطولته النجمة العالمية إليزابيث تيلور أمام النجم ريتشارد بيرتون فى دور أنطونيو والنجم ريكس هاريسون والذى لعب شخصية يوليوس قيصر وحقق الفيلم نجاحا هائلا فى جميع أنحاء العالم. وتعد السينما الأمريكية حاليا إنتاج نفس القصة لتلعب دور كليوبترا هذه المرة النجمة الأجمل عالميا أنجلينا جولى ، وبالرغم من أن شركة الإنتاج لم تستقر حتى الأن على من سيؤدى دور أنطونيو ، إلا أن المعلومات المبدئية ترشح زوجها براد بيت. أما التلفزيون الأمريكى قد قدم كليوباترا فى التسعينيات من القرن العشرين فى مسلسل لعبت فيه دور البطولة ممثلة من شيلى خمرية اللون إقتنع المخرج أنها الأقرب شبها لكليوباترا ، ونجح العمل رغم بعض التحفظات التى رأى أصحابها أن المسلسل ركز على أنوثة الملكة أكثر مما ركز على شخصية كليوبترا نفسها. وفى بداية الألفية الجديدة عرضت شبكات التلفزيون الأمريكية مسلسلا جديدا عن كليوباترا إستمر من يناير 2000 وحتى مارس 2001، وقد راعى المسلسل هذه المرة تقديم الصورة الحقيقية لكليوبترا كأمرأة قوية وحازمة تتمتع بدراية كبيرة فى علوم الفلسفة والطب والفلك ، مما جعلها قادرة على التأثير على عظماء العالم فى عصرها مثل يوليوس قيصر ومارك أنطونيو. أى أن الصفات الشخصية لكليوبترا وليس جمالها فقط كأمرأة هو الذى جعلها بكل هذا التأثير. كما خصص المسلسل فى جزءا كبيرا لتناول شخصية إبنها قيصرون الذى أنجبته من زوجها يوليوس قيصر ، وهو الإبن الذى إختفى تماما عقب موتها بسم الثعبان، وقيل أن أتباعها قاموا بتهريب الطفل حتى لا يقتله قادة الرومان الذين هزموها فى أخر معركة حربية لها معهم. وفى أحد المسلسلات الأخرى والتى تم إنتاجها عن كليوبترا وجاء تحت عنوان “SON OF HADES” جاءت ضمن أحداثه تفاصيل غير معروفة عن ولادة تؤأم لكليوبترا من أنطونيو وهما الإبن هيليوس والإبنة سيلسن. ويبدو أن الإهتمام من جانب هوليود والذى أعلن فى يونيو 2010 عن إعادة إنتاج هذه القصة التى تلعب بطولتها أنجلينا جولى دفع بدوره شبكات الإنتاج التلفزيونى إلى التسابق لإنتاج مسلسلات جديدة تتناول جوانب مجهولة من حياة تلك الملكة المثيرة للإهتمام رغم مرور آلاف السنين على موتها.