أنا أب لولد مازال في المرحلة الابتدائية, ابني هذا في بداية تعليمي الصلاة له وحتي وقت قريب كان لا يواظب علي الصلاة كثيرا, وفي سن11 سنة قلت له من باب الاهتمام بالصلاة أن الله أمرني أن أضربك اذا لم تصل وأنا لا أريد أن أضربك فأما أن أدخل النار أو تصلي فندخل معا الجنة, فقال لي: يا بابا ان شاء الله لن تدخل النار ولن تضربني. ومرت الأيام ولم أضربه مرة واحدة ولكننا كنا نذكره دائما بمبطلات الصلاة ونتدرج معه في سن الصلاة والفرق بين الصلاة الصحيحة والصلاة غير الصحيحة ومنذ فترة قصيرة لاحظت عليه والدته أنه يكرر الصلاة في الفرض الواحد أكثر من مرة, فكان يكرر الصلاة مرتين ليتأكد أنه صلي صلاة صحيحة, ثم أصبحت ثلاث مرات ثم أربع, ولا يرضي عن صلاته إلا إذا صلاها أكثر من مرة وبعد أن يجهد نفسه ويتعب بدنيا. وبدأت أضيق عليه وألزمه بألا يكرر الصلاة والوضوء فكان يقول لي: يا بابا أنا حاسس إن صلاتي مش مقبولة لأني نقضت وضوئي اثناء الصلاة, وكل مرة أروح أتوضأ تخرج مني غازات. وذهبنا الي طبيبة أطفال وعملنا تحاليل سوء هضم وقالت في النهاية أنه لا يوجد أي دليل علي وجود غازات في بطنه وان الموضوع كله وساوس شيطان. وعندما سمعت زوجتي ذلك انهارت تماما واصبحت لا ادري أتعامل مع أبني أم زوجتي؟ وسبب فزع زوجتي أن لها قريبا في الأسرة مصاب بمرض الوسواس منذ فترة ولا يوجد علاج ناجح له حتي الآن. وبعد أن كنت أحثه علي الصلاة أصبحت أتمني أن ينسي ميعاد الصلاة لأنه بمجرد سماع الأذان تبدأ مرحلة العذاب لنا جميعا فقبل أن يتوضأ اذكره بألا يستمع لوساوس الشيطان ويتوضأ مرة واحدة ويصلي مرة واحدة مهما أحس أن صلاته غير صحيحة وأن الله سيتقبل منه, ولكنه بمجرد أن يبدأ تبدأ المأساة ويظل يكرر ويقسم أنه سمع وأحس بخروج غازات منه وفي النهاية يقول لأمه يا ماما أنا عارف أن ربنا مش راضي عني علشان زعلتك النهاردة أو يخترع أي حجة تكون سببا في عدم رضا الله عنه. ومشكلة المشاكل يا سيدي في صلاة الجمعة, حيث يبدأ اليوم ببكاء أمه ودعائها له لعلمها ماذا سيحدث لأنه سيذهب الي الجامع, وفي أثناء الخطبة سيأتي الي البيت ليتوضأ مرة أخري ثم يذهب الي المسجد ثم يخرج ليتوضأ, ويقول وهو يكاد يبكي مش عارف ربنا بيعمل معايا كده ليه؟. أكاد أجن من عجزي عن التصرف وأريد أن أجرب القسوة معه والشدة بأن يلتزم بألا يكرر الصلاة ولكني أضعف أمام كلامه الذي علمته أياه( يا بابا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) حتي أنني أقسمت عليه في يوم أن يكتفي بما أداه من الصلاة ويذهب للنوم ودهشت أنه سمع كلامي, ولكنني فوجئت به بعد أن نام الجميع يصحو وحده ويصلي!!. الآن أنا وزوجتي نلوم أنفسنا علي أننا قسونا عليه في الصغر لتعليمه أصول الصلاة الصحيحة حتي أصبح عنده هوس الصلاة والوضوء والخوف من النار وزيادة الحسنات, والفوز بالجنة ونعيمها.. ولكن كيف لطفل أن يصاب بهذا؟ سبحان الله هل يوجد علاج لهذا أو رقية أو تجربة يمكن أن تهدينا الي تخفيف عذابي؟. * سيدي.. لأنها مشكلة ليست عادية, ولأني أؤمن بالتخصص وما يعاني منه ابنك قد يفيد فيه رأي طبي أو ديني أو كلاهما, فسأعرض الأمر علي متخصصين, وسأقدمه لك الأسبوع المقبل مع ما قد يأتي من أصدقائنا القراء, لعل في علم أو تجارب بعضهم ما يفيد, وهي فرصة لأن نلتف معا في هذه الأيام المباركة حول مشكلة عمادها الحرص علي الالتزام الديني ومع ذلك وصلت بالتعامل الخطأ الي ما وصلت اليه.. والي لقاء بإذن الله.