نتقابل كل يوم ونتساءل: ماذا جري لنا.. لماذا أصبحنا لا نصدق بعضنا.. وأصبحت أفراحنا وأحزاننا باهتة, وأصبحت الحياة تتلون بمن نقابلهم؟.. فالدنيا ناس فهناك المخادع وآخر حرامي. ولكنه مقنع يرتدي قناع الإنسان الشريف, والأصعب حينما يرتدي قناع الطيب وهذا أخطر, ففي الماضي كان السارق أو من باع ضميره له مواصفات معينة تجعله لا يستطيع المخادعة فنحتاط منه.. أما الخوف كل الخوف أن نحاط بناس لا نعرف حقيقتهم مما يسرق منا الإحساس بالأمان ويحاصرنا بالخوف من كل شيء حولنا فأصبح الإنسان ليس إنسانا لدرجة أن الصحف أصبحت تطالعنا في أول شهر رمضان المبارك التحفظ علي9 أطنان من اللحوم الفاسدة بالجيزة..4 ملثمين اقتحموا فيلا مهندس وذبحوه وأصابوا زوجته.. فهل هذا التغيير سببه فيروس أصاب البعض منا ودمر عقولهم وجعلهم يدمرون أنفسهم ويدمرون الغير بتوحش وبلا وعي أو منطق.. هل لا يخطر علي بال هؤلاء أنه من الصعب تدمير الآخرين دون تدمير أنفسهم, فالشيء المؤكد أن هذا لايخفي علي الله, فهل الحل أن نواجه أنفسنا ونستفيد من شهر رمضان المبارك بالاستغفار والتقرب من الله وتأدية كل ما أمر الله به وتجنب كل ما نهي عنه.. وللأسف الشديد هناك من يصلي ويصوم ويتصدق ويحج, وبالرغم من أدائه لهذه العبادات لا تتغير سلوكياته ولا يؤدي ما أمر الله به, والسؤال الذي مازال يطرح نفسه: لماذا لا تغير العبادات سلوك البعض منا وتهذب نفوسنا وتطمئن قلوبنا؟.. هل لأن هناك من يعلق قلبه بالدنيا ومغرياتها, أم بسبب عدم الترابط الأسري أو لعدم قيام الدعاة بالمطلوب منهم.. أم بسبب وسائل الإعلام التي لا تعطي لعلماء الدين المساحة التي تحقق الوعي حتي في شهر رمضان, الذي أصبحت فيه البرامج الحوارية لنبش الأسرار وإظهار أسوأ ما في الضيوف, بدلا من التسابق في التعمق في الدين عن طريق استضافة رجال الدين لبث الطمأنينة في قلوبنا حتي يعود لنا الإحساس بالأمان وتستيقظ ضمائرنا بدلا من عرض هذا الكم الهائل من المسلسلات في رمضان التي أتحدي أي إنسان أن يري ربعها فلمصلحة من هذا؟.. وإلي متي؟