صرح عبدالحق اميري مدير المكتب الاقليمي للشرق الاوسط وشمال افريقيا للشئون الانسانية التابع للامم المتحدة أوتشا بأن المنظمة الدولة قامت باعداد دليل للمانحين. يتضمن تفاصيل الآليات الرئيسية للتمويل متعدد الاطراف لإغاثة المتضررين من الفيضانات المدمرة التي اجتاحت باكستان وتعذر الوصول اليهم الا بطائرات الهليكوبتر. أوضح اميري ان هذا الدليل يحوي معلومات كاملة لقوائم الاتصال المعنية لتقديم الدعم المادي والعيني لاكثر من مليوني باكستاني علي شفاه كارثة, ولاسيما سكان السند الجنوبي حيث اجلت السلطات مؤخرا300 الف شخص من سكانه تفاديا لوقوع انهيارات ارضية في المنطقة جراء مياه الفيضانات, كما يوجد اكثر من800 الف شخص, يصعب الوصول اليهم في اماكن متفرقة في باكستان بسبب المياه الغزيرة التي غمرت البلاد. وحول طبيعة عمل المكتب واسهاماته, قال الرجل ان المكتب الاقليمي الذي يرأسه كان يتخذ من دبي مقرا له حتي عام مضي, عندما تقرر نقله للقاهرة ويغطي حاليا28 دولة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ووسط آسيا ولديه آلية رصد ل14 دولة في المنطقة هي الاكثر تعرضا, ومن بينها افغانستان والعراق واليمن وباكستان. واستطرد موضحا ان استراتيجية عمل المكتب لتقديم المساعدات الانسانية العاجلة للدول المتضررة تمر بمرحلتين, الاولي والتي تتم بالتعاون مع الدول المتضررة لتقدير حجم الكارثة والاحتياجات والتي فاقت في حالة باكستان قدرة الحكومة, ومن ثم تأتي المرحلة الثانية في استراتيجية العمل وتعرف بآليات التنسيق الدولي للتصدي للكوارث لتقديم المساعدات الانسانية العاجلة. وقال اميري: ان الاممالمتحدة ومنظمات الإغاثة الانسانية ترحب بكل اشكال المساعدات, إلا انها في ذات الوقت تحث المانحين علي تقديم المساهمات نقدا عوضا عن المساعدات العينية, حيث ان التبرعات النقدية اسرع في الارسال, ناهيك عن استخدامها في تلبية الاحتياجات من السوق المحلية بما ينعش الحركة الاقتصادية في باكستان. واوضح ان المساهمات النقدية من شأنها دعم الخطة الاستراتيجية الحالية لحالات الطوارئ في باكستان والتي تتطلب460 مليون دولار, وقد تم تمويلها حتي الآن بنسبة59% فقط ومازالت باكستان تنتظر الكثير من المجتمع الدولي لسرعة انقاذ الناجين من الفيضانات. وحول ما يمكن ان تقدمه مكاتب ومنظمات دولية متخصصة مثل رومينيكا واوتشا من خبرات للدول النامية من اجل التصدي للازمات والكوارث, قال اميري ان الكوارث شئ حتمي لايمكن تفاديه ولكن ما يمكن عمله هو رفع درجة الاستعدادات للكوارث في الدول النامية من خلال تبني استراتيجيات وآليات ذات تقنية ومهارة عالية جدا علي ايدي فرق مختصة ومدربة علي الاستجابة الفورية والخبرة المهنية العالية بما يتواءم مع حجم الازمة حتي لاتتفاقم وتتحول الي كارثة نتيجة نقص الخبرات والمهارات وقواعد البيانات, مشيرا الي ان المكتب الاقليمي في القاهرة مؤهل لتقديم الدعم الفني المطلوب دون اي مقابل وعبر بذلك قائلا: نحن مستعدون لمد مصر بالخبرات والاستراتيجيات المختلفة لآليات العمل التي من شأنها ان تساعد في التعامل مع اي ازمات طارئة حتي لاتتحول الي كوارث كبيرة. واضاف اميري: نحن نجد تعاونا صادقا وتسهيلا لعملنا من الجهات المسئولة في مصر. وحول وجود علاقة مباشرة بين التغيرات المناخية وارتفاع حجم الكوارث من فيضانات وبراكين وزلازل واعاصير, قال: لايمكن ان ينسب ما يحدث حاليا بشكل علمي مباشر لهذه الكوارث ولكن يمكن القول ان التغيرات المناخية المتصاعدة هي نتيجة سوء استخدام الانسان للبيئة والانبعاثات الضارة الناتجة عن المصانع والاحتباس الحراري والتلوث التي اسهمت بشكل او بآخر في تغير طبيعة الارض والانهار والبحار والغلاف الجوي المحيط بنا وهو في اعتقادي الذي حول الظواهر الطبيعية كالفيضانات مثلا الي كوارث طبيعية في باكستان وبنجلاديش والهند مؤخرا