حشدت المعارضة الإيرانية في باريس طوائف مختلفة من قوي المجتمع الفرنسي والأوروبي للتضامن مع قضاياهم, وخاصة أوضاع حقوق الإنسان في إيران إذ شهدت باريس أمس مظاهرات ضخمة جابت ميدان التروكاديرو الشهير علي الضفة المقابلة لبرج إيفل. علي نهر السين شارك فيها فنانون ومثقفون وساسة وكوادر من أحزاب المعارضة الفرنسية, وجمهور وفير من الفرنسيين المتضامنين مع المعارضة الإيرانية في الخارج, حيث أعلنوا جميعا عن مساندتهم للشعب الإيراني في مواجهة سياسات حكومته, كما كانت هناك مشاركة قوية من جمعيات حقوق الانسان. ووقعت نخبة من كبار الشخصيات علي عريضة تضامن واحتجاج علي السياسية الإيرانية في التعامل مع الشعب الإيراني واستخدام أسلوب الترهيب والقمع لإخماد ثورة المنتفضين وبصفة خاصة بعد رفضهم إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد منذ يونيو.2009 وتصدر قائمة الموقعين علي العريضة: الرئيس السابق جاك شيراك, والأسبق فاليري جيسكار ديستان,وكارلا بروني زوجة الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي, والنائبة الاشتراكية سيجولين روايال, ومن الفنانين إيزابيل إدجاني, والمفكر هنري برنار ليفي, وآخرون ممن لا يتفقون مع سياسيات إيران بالإعدام والقتل الجزافي للمواطنين لمجرد التعبير عن آرائهم بغية ترهيبهم. وطالب الموقعون علي العريضة بوقف تنفيذ حكم الإعدام رجما ضد السيدة الإيرانية سكينة المتهمة بالزنا. وفي هذا الشأن, بعث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير برسالة إلي وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون, مطالبا فيها دول الاتحاد الاوروبي بالنظر في إمكانية توجيه تحذير لإيران بفرض عقوبات لحملها علي العفو عن سكينة. واقترح كوشنير أن يتم إعطاء المعارضين الإيرانيين الحق في أبسط حقوقهم الأساسية وهي التظاهر والتعبير عن الرأي. وحث كوشنير أيضا الأتحاد الاوروبي علي اتخاذ مبادرات جديدة لتذكير السلطات الايرانية- كما في الملف النووي- بأن لجوءها إلي العزلة والانغلاق له ثمن, وأنه يمكنها التخلص من هذه العزلة لو اعتمدت سلوكا أكثر تحملا للمسئولية. وأخيرا, اقترح وزير الخارجية الفرنسي اغتنام فرصة اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في10 و11 سبتمبر المقبل لطرح هذه القضية من أجل حقوق البشر المقهورين في إيران, بحسب تعبيره. يذكر أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ذاته أدلي بدلوه في قضية سكينة الإيرانية, معتبرا أن فرنسا تعتبر نفسها مسئولة عن هذه السيدة من منطلق اعتقاده بأنه لا يجب التعامل مع البشر في القرن الحادي والعشرين بهذا الأسلوب.