يعقد الرئيس حسني مبارك والرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأربعاء المقبل اجتماعا منفردا يمتد نحو ساعة أو أكثر يعقبه اجتماع موسع بمشاركة الوفد المصري المرافق للرئيس والوفد الامريكي من البيت الابيض والخارجية. وقد دعا أوباما الرئيس مبارك لحفل افطار مساء الاربعاء يشارك فيه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي, وستكون هناك فرصة كي يلقي الزعماء كلمات موضوعية تحدد رؤية الاطراف للعملية التفاوضية. وفي الاطار ذاته, يؤكد الرئيس حسني مبارك الثوابت الأساسية للموقف المصري والعوامل الرئيسية لانجاح المفاوضات المباشرة بما يؤدي لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود1967 وعاصمتها القدسالشرقية وضرورة انهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية. وصرح السفير سامح شكري سفير مصر لدي أمريكا بأن مشاركة مصر تدعم وتثري جولة مفاوضات واشنطن للسلام, مشيرا إلي أن استجابة الرئيس حسني مبارك لتلبية دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما هي تأكيد لدور مصر المحوري والمركزي في دعم المفاوضات وعملية السلام, وعلي ضوء العلاقة الوثيقة التي تربط البلدين واتساق مواقفهما بالنسبة للإطار الذي يتم من خلاله حل القضية الفلسطينية. وقال في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في واشنطن إن مشاركة مصر في إطلاق هذه المفاوضات تأتي علي ضوء قدرتها علي التأثير الإيجابي لتقريب وجهات النظر والأطراف للتوصل إلي حل يؤدي لتحقيق الشعب الفلسطيني لمصالحه وتطلعاته لإقامة الدولة الفلسطينية, وعلي ضوء إسهام مصر الدائم في العملية التفاوضية في جميع مراحلها. وأشار إلي أنه رغم تعثر المفاوضات في الفترة الماضية فإنه كان هناك اتفاق في وقت مبكر بين الإدارة الأمريكية والحكومة المصرية علي ضرورة تضافر الجهود وتقوية المساعي المشتركة لإعادة المفاوضات إلي وضعها الطبيعي والعمل علي دفع العملية التفاوضية لتحقيق إنجازات محددة والتوصل إلي حل نهائي للصراع والتعامل المباشر مع القضايا الرئيسية التي يتحتم التعامل معها للوصول إلي اتفاق نهائي لهذا السلام. وأشار إلي أن هناك توافقا في الآراء بين الجانبين المصري والأمريكي حول الكثير من الأمور فيما يتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية, كما أن هناك دائما مصارحة ومكاشفة لوجهات النظر بين الطرفين للوصول إلي نقطة التفاهم التي تصب في النهاية في مصلحة المنطقة والاستقرار الدولي. من جانبه أكد السفير ناصر كامل سفير مصر بباريس أن زيارة الرئيس مبارك للعاصمة الفرنسية اليوم تعكس دلالتين مهمتين, أولاهما تأكيد المشاركة الاستراتيجية التي تحكم العلاقة بين البلدين والقيادتين. وقال في تصرحيات لالأهرام: ومن هنا كان حرص الرئيس مبارك علي أن يتوقف في باريس للتشاور مع الرئيس الفرنسي قبل استحقاق واشنطن حول عملية السلام, وبالضرورة أيضا حول عدد من القضايا الإقليمية الأخري, والنظر فيما يمكن لمصر القيام به كدولة محورية وفاعلة في المنطقة من ناحية, وفيما يمكن لفرنسا من ناحية أخري كدولة محورية في الاتحاد الأوروبي القيام به لدعم عملية المفاوضات المباشرة, وحفز الأطراف علي المضي قدما في العملية السلمية والانخراط فيها بجدية, وذلك في ظل إدراك مصر لأهمية دور فرنسا تحديدا, ودور أوروبا عامة باعتبارها المانح الرئيسي للدولة الفلسطينية. وأضاف السفير المصري بباريس أن الدلالة الثانية لزيارة مبارك لباريس هي تأكيد رئاسة الزعيمين المصري والفرنسي للاتحاد من أجل المتوسط, التي يمكن توظيفها لتكون داعمة لهذا الجهد الدبلوماسي والنظر للاستحقاقات القادمة للاتحاد, وفي مقدمتها قمة لشبونة المرتقبة في نوفمبر, وتوجيه رسالة واضحة حول تطلعات شعوب منطقة المتوسط لتسوية شاملة وعادلة, خاصة أن الاتحاد يضم طرفي النزاع.