تكرر تأكيد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشيل للرئيس محمود عباس, وفي تصريحاته الصحفية أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وذات سيادة كاملة, تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني وتمكنه من تحقيق حلمه بإنشاء دولة فلسطين, وذلك لأن السلام في الشرق الأوسط مصلحة أمريكية. وتحرص الولاياتالمتحدة علي بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين, تثبت أن سياسة أوباما في الشرق الأوسط لم تفشل بتوقف المفاوضات منذ تسلمه السلطة. وكانت الولاياتالمتحدة تطلب من إسرائيل تقديم محفزات تساعد الرئيس محمود عباس, ومن ورائه لجنة المتابعة العربية, ومن ورائها جامعة الدول العربية التي اشتركت أخيرا في التقرير بشأن المفاوضات مع إسرائيل. وكانت حزمة المحفزات التي طالب بها المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل: 1 تحويل أجزاء من المنطقة ج( وهي المنطقة التي تخضع للإشراف الأمني والإسرائيلي تبعا لتقسيم اتفاق أوسلو, التي تقدر بنحو60% من مساحة الضفة الغربية) إلي الإشراف الإداري للسلطة الوطنية الفلسطينية( أي المنطقة ب) وأجزاء إلي المنطقة أ( التي تتمتع السلطة الوطنية الفلسطينية فيها بإشراف إداري وأمني) وما تستتبعه من إقامة12 نقطة شرطة فيها, 2 تخفيف الحصار علي قطاع غزة, وذلك بالسماح بإدخال مواد البناء للهيئات الغربية والدولية لإقامة المرافق تحت إشراف وكالة الإغاثة التابعة للأمم المتحدةunrwa تخفيف الحواجز في الضفة الغربية التي تبلغ نحو630 حاجزا. لكن الضغط الأمريكي لم يفلح إزاء الانتخابات الأمريكية النصفية للكونجرس في نوفمبر المقبل, وحاجة أوباما لتخفيف المعارضة السياسية لاسيما بعد تصريحاته عن بناء مسجد في مركز قرطبة الثقافي يبعد عشرات الأمتار عن المبنيين اللذين تم هدمهما في أحداث سبتمبر2001, وكذلك لتعرضه لضغوط في عدم معالجة التسرب النفطي في خليج المكسيك بالطريقة المناسبة لإرضاء الناخبين الأمريكيين. لكن قرار الولاياتالمتحدة, ببدء الاعتراف الأمريكي التدريجي بالدولة الفلسطينية المقترحة من خلال رفع العلم الفلسطيني ورفع مستوي التمثيل الدبلوماسي للسلطة من ممثلية إلي بعثة دبلوماسية, كما سيتم استبدال المسمي الدبلوماسي من مفوض في السلطة الفلسطينية إلي سفير. وتعد هذه الخطوة مهمة لتعزيز موقف الرئيس أبومازن الذي أدي السفير معني عريقات أمامه اليمين الدستورية كسفير لفلسطين في واشنطن. لكن في تقديري أن الهدف الأكبر هو تثبيت حل الدولتين بعد أن بدأت بوادر فشل لتحقيق هذا الهدف إزاء تباعد مواقف الجانبين في كل المواضيع الممكن طرحها للبحث. وكانت منظمة التحرير قد أعلنت قيام دولة فلسطين في المنفي مع إعلانها في الجزائر في نوفمبر1987, وقبل انتقال المنظمة من تونس إلي الأرض المحررة في غزة التي وافق إعلان الجزائر علي إنشاء الدولة في أي جزء يتحرر من أرض فلسطين. ودولة فلسطين, وهي التي تذكرها مسئولو فتح في أزمة رئاسة السلطة في2009/1/9, وأعلنوا انتخاب أبومازن رئيسا لها, وبذلك يحتل نفس مناصب الرئيس الراحل ياسر عرفات رئيس الدولة رئيس المنظمة رئيس السلطة رئيس فتح. ولدي السلطة95 ممثلية دبلوماسية في الخارج منها65 سفارة و30 مكتب تمثيل وذلك بعد أن أغلقت فنزويلا سفارة إسرائيل لديها وحولتها إلي سفارة فلسطين في كراكاس عقب الحرب علي غزة. ويتوقع أن رد الفعل الفلسطيني لن يكون معارضا بشدة, حيث أخبرت به الولاياتالمتحدة إسرائيل مسبقا, التي لن تهتم سواء بالواقع علي الأرض لتحقيق مطالبها في مواضيع الحل النهائي. ولاشك أن القرار الأمريكي الأخير, الذي تلاه قرار فرنسي مماثل, سيستتبعه نفس الإجراءات في كندا ودول الاتحاد الأوروبي ويعزز من مكان السلطة. لكن هل سيقوم أوباما في المقابل بتنفيذ قرار الكونجرس بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس, وهو الإجراء الذي يؤجله كل رئيس أمريكي ستة أشهر منذ سنوات؟