يأتي شهر رمضان الكريم كل عام ببركاته ونفحاته الطيبة, ويأتينا رمضان هذا العام في منتصف إجازة الصيف وقبل الدراسة بالمدارس والجامعات, ولكن بالرغم من ذلك نعاني من الزحام الشديد في المرور بسبب عودة أغلب المواطنين من المصايف ولضغط ساعات العمل الرسمية بالمصالح الحكومية. وبالرغم من ذلك يقل وجود العاملين أثناء شهر رمضان خلال ساعات العمل الرسمية إلا في بعض المصالح, حيث تقدر متوسط إنتاجية الموظف الحكومي خلال هذا الشهر من ربع إلي نصف ساعة يوميا, أو قد نعاني من سلوكيات بعضهم عند قضاء مصالح المواطنين أثناء صيامهم بسبب الظروف المعيشية وبيئة العمل الخانقة لديهم. وهذه بعض الاقتراحات التي تتبعها بعض الدول مثل فرنسا وإنجلترا وماليزيا أثناء الأعياد والإجازات المختلفة التي يمكن أن تحفز العاملين أثناء هذا الشهر علي العمل بشكل أكفأ, وتساهم في تخفيف زحام المرور المزمن: أولا: مراجعة المسئولين بالمؤسسات العامة لمدي ضرورة وجود أغلب العاملين طوال أيام الأسبوع في أماكن عملهم, فمثلا قد نجد أن بعض الأعمال تتطلب مكاتبات علي الحاسب الآلي أومراجعة تقارير أو غيرها, فلا مانع أن يطلب المدير من مرؤوسه إنجاز المطلوب منه عن بعد( أي من المنزل) وبالتالي يتطلب تواجد الموظف بالعمل4 أيام أسبوعيا علي سبيل المثال بدلا من5 أيام طالما أن الموظف ينجز المطلوب منه ولا يعطل سير العمل, ولكن بشرط التعامل مع هذه الجزئية بنظام حازم. فنظام العمل عن بعد يعتبر وسيلة من وسائل التحفيز الإدارية الحديثة وحافزا معنويا للموظف حيث سيقارن دائما راتبه الضئيل بعدد ساعات العمل المحدودة خلال شهر رمضان ثانيا: دراسة إمكانية توزيع الخدمات الجماهيرية علي مدار اليوم علي ورديتين أي أثناء ساعات العمل الرسمية( من8 إلي2) وبعد الإفطار( من7.30 إلي11.30 م) بحيث يختار الموظف وردية العمل التي تتناسب مع ظروفه الشخصية حيث سيسمح هذ النظام لفئة عريضة من العاملين اختيار مواعيد العمل الأكثر توافقا مع ظروفهم ويتيح للمواطنين إنهاء مصالحهم في أوقات مختلفة علي مدار اليوم فيخفف من اختناقات المرور في فترة الذروة قبل الإفطار. ثالثا: منح فرصة العمل بنظام نصف الوقت وبنصف الأجر أو الإجازات غير مدفوعة الأجر لبعض أيام الأسبوع في الوظائف التي لا تعاني من تكدس الخدمات خلال هذا الشهر و بشكل يسمح بعدم تعطيل سريان العمل, حيث سيساهم هذا النظام في عدم إهدار طاقات العاملين في الأوقات التي لا تستدعي ذلك, وبالتالي التخفيف من حركة المرور. رابعا: يرجح أن يتم تجربة هذه النظم المرنة المقترحة علي بعض الإدارات في مؤسساستنا العامة قبل تعميم هذا النظام ككل لدراسة إيجابيات وسلبيات النظام علي أرض الواقع قبل تعميمه علي هذه المؤسسات. خامسا: اقتراح لمبادرة أثرياء مصر ورجال الأعمال في دعم صناديق حوافز العاملين بالدولة خلال هذا الشهر لزيادة رواتبهم ودعم صناديق البطالة للمتضررين من المتظاهرين أمام مجلس الشعب الذين فقدوا وظائفهم أو نقصت رواتبهم بسبب التضخم( فعندما نعطي فنحن نلهم الآخرين علي العطاء), وحيث أننا في شهر رمضان شهر العطاء لما لا نحاكي ما قام به مؤسس شركة ميكروسوفت العالمية ز بيل جيتس بسبب الأزمة الأقتصادية العالمية عندما قام بإقناع40 مليارديرا أمريكيا بمنح الجمعيات الخيرية نصف ثرواتهم تقريبا لدعم المجتمع, بمبالغ قدرت بحوالي60 مليار دولار أمريكي. سادسا: جعل رمضان فرصة للقيادات بالمؤسسات للتجمع علي موائد الإفطار ولسماع مشاكل العاملين وإستبيان آرائهم وإشراكهم في بعض القرارات التي تخصهم.