اشتعلت أمس حدة الخلافات بين جهازين أساسيين من أجهزة الدولة الاسرائيلية وهما الجهاز الدبلوماسي ممثلا في الخارجية الإسرائيلية والجهاز الأمني ممثلا في الموساد. وذلك يعد أن وجه الدبلوماسيون الاسرائيليون الذين يطالبون بزيادة رواتبهم اتهامات للموساد بتخريب اضرابهم وانتهاك الخطوط الحمراء معلنين انهم سيقاطعون عناصر هذا الجهاز المخابراتي. وتعود القصة إلي أمس الأول حين أعلن الموظفون الإسرائيليون العاملون في سفارات بلادهم بكافة ارجاء العالم الإضراب عن ممارسة عملهم من أجل زيادة الرواتب. ووفقا للإضراب الإسرائيلي فإن الموظفين يذهبون إلي مواقع عملهم, إلا أنهم يرفضون مزاولة المهام المنوطة بهم, بالاضافة الي ذلك لا يلتزمون بالزي الرسمي, ويتوجهون إلي أماكن عملهم بالجينز أو الشورت والصنادل, مما يمثل صورة غير مألوفة بالنسبة للعاملين في السلك الدبلوماسي. وأسفر هذا الاضراب عن توقف تام او جزئي لعمل100 قنصلية وسفارة إسرائيلية, وتحدثت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن أن الاضراب قد يؤثر علي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو المقررة بعد غد الإثنين إلي اليونان, كما انعكس علي المستوي الدبلوماسي, فسائقو وزارة الخارجية لم يهتموا بعدد من المسئولين الاجانب الذين كانوا يقومون بزيارة الي اسرائيل, حتي أنهم اضطروا في النهاية إلي اللجوء الي سفاراتهم. ولكن الأزمة أخذت أبعاد مختلفة أمس حين وجه حنان غودر رئيس لجنة الموظفين في وزارة الخارجية الاسرائيلية اتهامات للمخابرات الإسرائيلية الموساد بالتعدي علي مهام الدبلوماسيين وتجاوز الخطوط الحمراء بتنظيمه الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء لليونان بدلا من الاجهزة الدبلوماسية التي تقوم باضراب, وصرح غودر للاذاعة العامة أمس بأنه من غير المقبول أن يستخدم رئيس الوزراء هيئة مكلفة بالقضايا الامنية حصرا لكسر حركة اضراب. وأمام تدخل الموساد في عملهم اعلن ان الدبلوماسيين في المقابل, لن يقدموا المساعدة لممثلي الموساد في البعثات الاسرائيلية في الخارج, باستثناء قضايا حياة او موت. يذكر أن الاضراب الحالي هو الثاني من نوعه, حيث كان الموظفون قد اتخذوا تحركا مماثلا في نهاية شهر يونيو ومطلع شهر يوليو الماضيين, الا أن الموظفين قرروا استئناف الاضراب بعد فشل المباحثات التي دارت بين نقابة العاملين في وزارة الخارجية ووزارة المالية في اسرائيل. ويثير استياء أعضاء النقابة انخفاض رواتب موظفي وزارة الخارجية في إسرائيل,حيث انها اقل من رواتب نظرائهم من الدوائر والوزارات الإسرائيلية الاخري الموفدين للعمل في الخارج. وفي شأن إسرائيلي آخر, كشفت صحيفة الجارديان البريطانية النقاب أمس عن أن المخابرات الأمريكية تمتلك أدلة علي قيام إسرائيل بتجارب نووية, حيث نقلت الصحيفة عن البروفيسور دوزمن دومبي الاستاذ في جامعة ساسكسالبريطانية قوله إن المخابرات المركزية الامريكية سي. أي.إيه رفعت عام2004 السرية عن احد التقارير الذي يعود لعام1979 جاء فيه أنه في شهر سبتمبر1979 وردت تقارير عن حالة تأهب خلال اجراء البحرية في جنوب افريقيا تمارين عسكرية, كما منع من17 إلي23 سبتمبر الاقتراب من قاعدة سايمونزتاون البحرية, ووضعت قاعدة سالدانا في حالة تأهب قصوي من21 الي23 من الشهر نفسه. ويشير التقرير وفقا لما صرح به الاستاذ الجامعي إلي أن اجراء اسرائيل تجارب نووية قد تكون له جدوي لناحية ما يمكن أن يشكل حاجة لإسرائيل إلي تطوير ترسانة أسلحتها بشكل تدخل اليها التفنية النووية بدرجة تكتيكية محدودة تمكنها من استخدامها في الميدان, وهو أمر لا يمكن أن يتحقق دون إجراء تجارب علي ما تم تصميمه.