مع مستهل الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أسابيع قليلة وتحديدا يوم الثلاثاء الثالث من سبتمبر القادم من الأهمية ان تتصدر مسألة اعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس العربية. أجندة التحرك الدبلوماسي العربي في أروقة المنظمة الدولية سواء علي مستوي الجمعية العامة أو مجلس الأمن أو مجلس حقوق الانسان أو المجلس الاقتصادي والاجتماعي.. الخ. ويكتسب إعلان الدولة الفلسطينية شرعيته الدولية ومرجعياته من منظومة قرارات دولية صدرت تباعا في أروقة الأممالمتحدة ابتداء من قرار تقسيم فلسطين الي دولتين: دولة عربية ودولة يهودية في نوفمبر.1947 كما تكتسب القدس عروبتها كعاصمة للدولة الفلسطينية من واقع قرار مجلس الأمن رقم478 الصادر في20 أغسطس1980 بعدم الاعتراف بالقانون الأساسي الذي أصدره الكنيست الاسرائيلي بشأن توحيد القدسالشرقية والغربية وجعلها عاصمة موحدة لاسرائيل, وكذا منظومة قرارات مجلس الأمن بشأن انتهاكات اسرائيل للمعالم العمرانية والأملاك العربية في مدينة القدسالشرقية, وأعرب مجلس الأمن في وقت مبكر13 اكتوبر1990 عن حزنك لأعمال العنف التي وقعت في8 اكتوبر في الحرم الشريف وفي الأماكن المقدسة الأخري بمدينة القدس, ولاتزال تلك الأعمال تقع حتي الان ويكفي الاشارة الي ما تقوم به اسرائيل حاليا في مقبرة مأمن الله الأثرية وكشفت مؤسسة الأقصي للوقف والتراث في بيان لها صدر منذ أيام قليلة ان قوات الاحتلال الاسرائيلي تقوم بتجريف وهدم وإزالة عشرات القبور في هذه المنطقة الأثرية. وفي سياق دبلوماسية اعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية من الأهمية ان يدرك المفاوض الفلسطيني حاليا الدروس المستفادة من مفاوضات المسار الفلسطيني السابقة بمختلف مراحلها( انتقالية ونهائية) مثل واي بلانتشين وشرم الشيخ, و(الماراثونية) مثل كامب ديفيد 2 سابقا, ومنتجع طابا يناير..2001 فأن تلك المفاوضات وغيرها قد تحطمت حول صخرة القدس لان المدينة المقدسة من وجهة النظر العربية وعلي مستوي كل المراحل التاريخية ليست أرضا قابلة للتنازل أو المقايضة أو التعويض أو الايجار أو الهبة أو المساومة.. الخ. ولقد عبر المفاوض الفلسطيني عن وجهة النظر العربية بكل صدق علي كل موائد المفاوضات الثنائية ومتعددة الأطراف, أي بوجود الوسيط الأمريكي أو في غيابه, كما عبر الشارع الفلسطيني عن وجهة النظر العربية باندلاع انتفاضة الأقصي عندما اقتحم شارون زعيم الليكود انذاك ساحة الحرم القدسي الشريف وتحديدا في28 سبتمبر2000 وجاءت الانتفاضة لتعكس بأمانة إرادة الأمة العربية في التصدي لآثار القدم الهمجية. ويدرك المفاوض الفلسطيني من واقع خبراته ان الحديث عن الذهاب الي مفاوضات مباشرة دون شروط لعملية التفاوض ينسف كل المرجعيات التي قامت عليها عملية السلام, كما ينسف كل امكانية حول وضع جدول زمني لهذه العملية. ومن ناحية أخري فإن المفاوض الفلسطيني يدرك حاليا ان أية مفاوضات مباشرة لا تتحقق فيها الشروط الفلسطينية فإنها ستكون مجرد مظهر للعلاقات العامة واستعراض للعضلات السياسية الذي تبحث عنه حكومة نيتانياهو للخروج من مآزقها المتتالية. ومن المؤكد أن مخططات نيتانياهو سوف تبدد لو أدرك أن المفاوض الفلسطيني الذي يجلس أمامه لايمثل دولة فلسطينية فحسب بل يمثل أمة عربية كبري, ومن ثم فإن تعبئة قوي الأمة العربية بشأن حسم إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس خلال الشهور العربية الأخيرة( سبتمبر ديسمبر2010) ويتحقق هذا بتوزيع الأدوار, وتكاملها وعلي سبيل المثال يمكن إعطاء أولوية لتلك الأدوار وعلي سبيل المثال فقد بعث صائب عريقات( رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية) برسائل إلي عدد من المسئولين الدوليين حول الممارسات والاجراءات الاسرائيلية في القدسالشرقيةالمحتلة وذكر عريقات في بيان صحفي صدر مؤخرا(31 يوليو الماضي) انه بعث برسائل الي وزيرة الخارجية الأمريكية ونظيرها الروسي والأمين العام للأمم المتحدة والمفوضية العليا للسياسة الخارجية الأوروبية ووزير خارجية بلجيكا الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حاليا. وأوضحت الرسائل ان المخطط الإقليمي الذي أعدته اسرائيل للقدس حتي عام2020 هو فرض لأمر واقع وتدمير لكل ما تسعي عملية السلام الي تحقيقه نظرا لعمليات الطرد الجماعي لأبناء الشعب من القدسالشرقيةالمحتلة وكذا عمليات الاستيطان الصارخة وفضلا عن هذا محاولة اسرائيل اجراء المفاوضات المباشرة دون شروط لعملية التفاوض المباشر مما ينسف كل المرجعيات التي قامت عليها عملية السلام. ومثل تلك الرسائل الفلسطينية لا تحقق جدواها الا بمتابعة عربية جماعية من رؤساء ومسئولين عرب, وفي هذا السياق يمكن للجامعة العربية وبموافقة الملوك والرؤساء العرب تشكيل لجان ثلاثية أو رباعية( رئاسية) لمتابعة تطورات الأحداث مع هؤلاء المسئولين الدوليين وعلي مستوي كل المحافل الدولية. وأخيرا فإن استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية فورا وبدون شروط مسبقة تعطي للمفاوض الفلسطيني ثقله ومرجعيته ومصداقيته في دفع المفاوضات الي الأمام وفق ثوابت لا تستطيع اسرائيل التلاعب بها أو التهرب من الالتزام بها.