حول مائدة مستطيلة, في قاعة متوسطة الحجم داخل فندق يقيم فيه الوفد المصري بوسط مدينة بيونيس ايرس, جلس مايقرب من25 من رجال الأعمال المصريين الشباب. أغلبهم بالكاد تجاوز الثلاثين عاما بقليل, بل إن بعضهم في العشرينيات من عمره, ومعهم المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة ودخلوا في حوار عن اتفاقية التجارة الحرة التي وقعتها مصر أمس مع تجمع دول أمريكا اللاتينية الاقتصادي( الميركسور) وكيفية الاستفادة منها, كان الحوار مهما للغاية, لأنهم بعد ساعات سيلتقون مع نظرائهم الأرجنتينيين, ليستكشفوا معا خريطة طريق للتعاون وتبادل الاستثمارات والسلع والتكنولوجيا. وتحدث رجال الأعمال المصريون الذين يمثلون جيلا جديدا أكثر طموحا وانفتاحا علي العالم, وهم مابين مستوردين لسلع لاتينية: لحوم وسكر ودجاج وحبوب وزبدة, ومصدرين لسلع مصرية: أسمدة وجلود وغزول القطن وخضروات مجمدة ومنتجات كهربائية وصلت إلي بناء مصنع عدادات في البرازيل بالمشاركة مع أكبر بنك صناعي هناك. وكان المهندس رشيد يجيب عن أسئلة وردت في ثنايا كلامهم يحل بها صعوبات أو مشكلات يعانون منها, وأيضا عن تعظيم المزايا النسبية التي يتمتعون بها وتمكنهم من الدخول إلي الأسواق الجديدة. ثم شرح لهم: لماذا مصر في أمريكا اللاتينية؟!, وقال إنه من الضروري أن نضمن تأمين الاحتياجات المصرية من السلع بأفضل الشروط والأسعار, فمصر لن تتوقف عن الاستيراد الذي ينمو بزيادة السكان وارتفاع مستوي الدخل القومي.. وان سوق أمريكا اللاتينية خلال سنوات قليلة ستكون واحدة من أهم الأسواق في العالم: إنتاجا وتجارة, ولايمكن تجاهله. وبالفعل وصلت مصر إلي شروط جيدة مع دول الميركسور في الاتفاقية منها السماح بتسجيل الأدوية المصرية, وأن المفاوضات مازالت مستمرة مع الدول اللاتينية الأربع لتحديد أربع قوائم للسلع المتبادلة والتدرج في الإعفاء الجمركي لها علي مدي ثماني سنوات. وحث المهندس رشيد رجال الأعمال المصريين علي استغلال المنتديات الاقتصادية التي تعقد مع نظرائهم في البرازيل أو الأرجنتين وشرح مزايا السوق المصرية لهم, لجلب استثمارات برازيلية وأرجنتينية والدخول في مشروعات مشتركة وتعاون تكنولوجي وإنشاء مصانع جديدة مستفيدين من موقع مصر الذي يمثل بوابة دخول شديدة الإغراء إلي أسواق الشرق الأوسط وأوروبا. وطلب رشيد من رجال الأعمال أن يفهموا الثقافة اللاتينية, فهي المفتاح للبيزنس المشترك والتعرف علي أذواق الناس وأنماط استهلاكهم, وقال: أنا مطمئن من الموقف الرسمي لدول الميركسور, ويبقي مجتمع رجال الأعمال وهذه مهمتكم. ثم سألهم رشيد: من الذي شاهد عروض التانجو؟ وأجاب: فهم الناس هو أقصر طريق للعمل المشترك. وبعد اللقاء وقف رجال الأعمال مع بعضهم البعض وعقد بعضهم صفقات مشتركة, فمستورد السكر يدفع نولون شحن أكبر لأن السفن تعود فارغة إلي البرازيل, فاتفق مع مصدر الأسمدة أن تعود محملة بالأسمدة المصرية, وهذا يوفر في الطن ما بين40 و55 جنيها, وهو مبلغ كبير يتيح قدرة أكبر علي التنافس!