تغيير نمط الحياة في تناول الطعام وممارسة الرياضة صيحة أطلقتها منظمة الصحة العالمية في مواجهة زيادة الوزن كأخطر أمراض العصر التي تهدد صحة المجتمعات, مما دعا بعض رؤساء الدول مثل أمريكا وفرنسا وايطاليا الي إعداد مشروع قومي لمكافحة البدانة, كما أقرت احصاءات المنظمة معاناة25% من المصريين من زيادة الوزن ومضاعفاته بجميع أعضاء الجسم. وقد أثبتت الأبحاث العلمية العالمية بمؤتمر الاتحاد الأوروبي لأمراض الكبد بفيينا أخيرا, أن زيادة الدهون بالكبد تفقد الخلية الكبدية وظيفتها بمرور الوقت. هذا ما أوضحته مناقشات المؤتمر السنوي للجمعية المصرية للجهاز الهضمي برئاسة الدكتور محمد عوض سلام الذي تناولت محاوره أضرار البدانة كأهم أسباب تدهور الكبد وتناول العقاقير الضارة به وشرب الكحوليات ومرض السكر من النوع الثاني, وكذلك طرق التشخيص الحديثة للاكتشاف المبكر للمرض قبل أن ينتهي بالتليف الكبدي. فقد أشار الدكتور عمر هيكل أستاذ الجهاز الهضمي والكبد الي عوامل خطر تصاحب زيادة ترسيب الدهون علي الكبد مثل مرض السكر من النوع الثاني, وزيادة الدهون بالدم, منوها الي إمكان اكتشاف حالات الكبد الدهني في مراحلها الأولي بالموجات فوق الصوتية أو زيادة وظائف الكبد, موضحا أنه قد يصاحب تطور حالة الكبد الدهني التهاب يتطور بدوره بعد نحو عشر سنوات الي تليف وفشل كبدي وما يترتب عليه من مضاعفات قد تؤدي الي حدوث أورام سرطانية علي المدي البعيد. وينصح بتناول الطعام المتوازن الذي تكثر به الألياف والمعادن والأملاح الطازجة, مؤكدا أهمية طبق السلاطة الذي يحتوي علي جميع العناصر الغذائية بمكوناته المختلفة والذي يعد من أهم الوجبات الصحية السليمة التي تساعد علي التحكم في زيادة الدهون علي الكبد, خاصة مع ممارسة الرياضة يوميا لمدة45 دقيقة حسب توصيات الجمعية الأوروبية والأمريكية لأمراض الكبد. ووافقه في الرأي الدكتور سيد شلبي أستاذ الباطنة والجهاز الهضمي والكبد بطب عين شمس, محذرا من شراهة الطعام كأهم أسباب تدهور الكبد التي إن لم تؤد الي بدانة فسوف ينتج عنها الكبد الدهني ومضاعفاته, كما أن تناول الأغذية الجاهزة الدسمة ذات السعرات الحرارية العالية كأهم العادات الغذائية الخاطئة التي أدمنها الشباب في الآونة الخاطئة تنبيء بزيادة معدل الاصابة بهذا المرض في المرحلة المقبلة بسبب زيادة السعرات عن حاجة الجسم واذا لم تترسب في شكل دهون فإنها تحترق في عمليات الأيض( التمثيل الغذائي) مما ينتج عنها نسبة كبيرة جدا من ذرات الأكسجين الشاردة أو ما يسمي بالإجهاد التأكسدي, وهذه المؤكسدات الزائدة عن معدل التمثيل الغذائي الزائد ستؤدي الي التهاب كل خلايا الجسم وبالذات خلايا الكبد.