شهد الرئيس حسنى مبارك القائد الأعلى للقوات المسلحة، صباح اليوم الأحد، الاحتفال بتخريج الدفعة (47) في الكلية الفنية العسكرية (دفعة الفريق محمد سعد الدين مأمون ) أحد رموز العسكرية المصرية العريقة. والتى ضمت ضباطا وافدين من مملكة البحرين، وجمهورية السودان، والجمهورية العربية السورية، والجماهيرية الليبية، الذين يشكلون معا نخبة متميزة من الكوادر العلمية والهندسية والتكنولوجية القادرة على الابتكار والتطوير والبحث العلمى. وكان الرئيس حسنى مبارك قد وصل الى مقر الكلية الفنية بكوبرى القبة فى العاشرة من صباح اليوم ، حيث كان فى استقباله المشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى، والفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء دكتور مهندس اسماعيل عبد الغفار اسماعيل مدير الكلية الفنية العسكرية، حيث اصطف حرس الشرف لتحية الرئيس حسنى مبارك، وعزفت الموسيقى السلام الوطنى ايذانا ببدء الاحتفال. وبدأت مراسم الاحتفال بتخريج الدفعة (47) فى الكلية الفنية العسكرية (دفعة الفريق محمد سعد الدين مأمون) بعرض مهارات اللياقة البدنية والدفاع عن النفس ، حيث دخل إلى ساحة العرض نخبة من طلبة الكلية يستعرضون مهاراتهم البدنية والقتالية باستخدام العديد من وسائل الدفاع النفس ، وبدأ العرض بأداء الطلبة (للكاتا) المجمعة ، ثم قامت مجموعتان يمين ويسار المنصة باجتياز مجموعة من الموانع الصعبة فى أداء أظهر مدى قدراتهم البدنية العالية. ثم أدى طلبة الكلية بعض حركات الاشتباك والدفاع عن النفس والقتال المتلاحم مما أبرز كيفية تطويع استخدام وسائل الدفاع عن النفس متمثلا فى استخدام (الخنجر). ودخلت ساحة العرض عربة قتال (بيجاسو) تمثل قوات العدو قام باعتراضها موتوسيكلات الدفع الرباعى الممثلة لقواتنا ، مما أكد جاهزية القوات للتصدى لأى عدائيات مفاجئة أثناء تنفيذ المهام المختلفة. وجسد الأداء كيفية التعامل مع أكثر من خصم فى آن واحد وهو مستوى لا يتحقق إلا بالتدريب الجاد الواعي. وبعد تجمع الطلبة قاموا بأداء (كاتا) متقدمة أداها مجموعة من الطلبة الحاصلين على الحزام الأسود ، ثم بعد ذلك تحول الطلبة إلى تشكيل دائرة ، وقدموا استعراضا لبعض مهارات اللياقة البدنية والتى تمت فى صورة تشكيلات رياضية مختلفة مثل التشكيلات الثنائية والثلاثية والرباعية. ثم شكل الطلبة بأجسادهم رمز التكنولوجيا والعلوم الحديثة مرددين نشيدهم يملؤهم الفخر والاعتزاز بانتمائهم لهذا الصرح العلمى العسكرى الشامخ ، كما شكل الطلبة بأجسادهم كلمة (مبارك) وإلى جانب تشكيل كلمة (مصر) التى تتعانق مع النيل. وقدم طلبة الكلية الفنية العسكرية عرضا لمهارات الفروسية ،استعرض فيه فريق الفروسية بالكلية مهارات ركوب وترويض الخيل من خلال عدد من التشكيلات الجماعية فى تفاعل وتوافق كاملين. كما قدم الفريق مهارات قفز الموانع والسدود بارتفاعات متدرجة ، مع تدرج الصعوبة فى الأداء ، شاركهم فيها مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بالكلية. وتضمن العرض مهارات لرياضة (الكلا) ويقصد بها مهارة استخدام السلاح من فوق ظهور الخيل واستخدام السيف والمزراق ، ظهرت خلالها المهارة وخفة الحركة والمرونة فى إصابة الأهداف. ثم دخلت إلى أرض العرض مجموعات من المعدات التى شملتها مشروعات التخرج وبعض أعمال التطوير من تصميم أبناء الكلية والتنفيذ بالمعامل والورش التعليمية بالكلية وهو حشد يستعرض قدرة خريجى الكلية على المشاركة فى تطوير أنظمة التسليح الذى يثبت قدرة أبناء الكلية على التصميم والابتكار ، وهى إنجازات أبرزت قدرات خريجى الدفعة على التصميم والتنفيذ وتؤكد استيعابهم علوم عصرهم. تلى ذلك استعراض لبعض التطبيقات التكنولوجية والهندسية التى تم تنفيذها داخل معامل وورش الكلية الفنية ، مما يؤهل الخريجين للمشاركة مستقبلا فى منظومة البحث والتطوير لأنظمة التسليح بالقوات المسلحة. وقدم الطلبة مجموعة من التطبيقات التكنولوجية والتعديلات الفنية التى نفذها الخريجون على مجموعة من الأسلحة والمعدات أبرزت قدرات خريجى هذه الدفعة على التصميم والابتكار وعرضت نتائجها بنجاح أمام الحضور. وأكدت التطبيقات تميز الكلية الفنية العسكرية بمكانة رفيعة المستوى لتخريج أجيال متعاقبة دعما للكفاءة القتالية والفنية ، وتطويرا وتحديثا لأسلحة ومعدات القوات المسلحة. وأذيع تسجيل للرئيس حسنى مبارك من الإذاعة الداخلية قال فيه "سوف يظل تحديث قواتنا المسلحة فى قلب أولوياتنا خلال المرحلة المقبلة لتواصل النهوض بمسئوليتها بأقصى قدر من الكفاءة فى الدفاع عن أمن الوطن وصون مصالحه وتعزيز دوره الإقليمى درعا لمصر وسندا لأمنها وحصنا للسلام". واختتمت العروض بالعرض العسكرى الذى شارك فيه مجموعات من طلبة الكلية الفنية العسكرية يتقدمهم حملة أعلام القوات المسلحة وأعلام كتائب وسرايا الكلية الفنية العسكرية وضباط الدراسات العليا من المصريين والوافدين من مملكة البحرين وجمهورية السودان والجمهورية العربية السورية والكويت والجماهيرية الليبية. وردد الطلبة شعار الكلية (الإيمان - العلم - العمل) ، وذلك بعد استئذان قائد طابور العرض من الرئيس حسنى مبارك القائد الأعلى للقوات المسلحة فى بدء طابور العرض الذى أبرز المستوى المتميز والراقى والانضباط العسكرى الذى يعد أحد سمات القوات المسلحة. وردد طلبة كلية الفنية العسكرية مجموعة من الأغانى الوطنية ، ثم بدأت المجموعات فى المرور أمام المنصة بقيادة قائد طابور العرض العسكرى وحملة الأعلام ، وخلفهم ضباط الدراسات العليا من جمهورية مصر العربية ، ثم مجموعة من ضباط الدراسات العليا الوافدين من الدول العربية الشقيقة.