لم يكن الشاعر القديم مبالغا حين مدح التاريخ قائلا: ومن وعي التاريخ في صدره أضاف أعمارا إلي عمره بالأمس القريب تكلم معبد إدفو أحد أهم المعابد المصرية وأكثرها جمالا وجلالا حيث افتتح مشروع الصوت والضوء في تلك المدينة الأسوانية التليدة.جسد العرض بعض الشخصيات الأسطورية والتاريخية مثل الإله حورس والإلهة حتحور والكاهن والمسئول عن المعبد والمعلق والراوي وملك إدفو, تحدث العرض بشكل مبهر عن حياة حورس وأمه إيزيس وحربهما وانتصارهما علي إلهة الشر ست.إن استلهام تاريخنا الفرعوني والعربي والإسلامي الناصع والاستفادة منه أحد أهم التحديات التي تواجه مصر. ودعونا نتساءل: ماذا علينا لو أعدنا تدريس الفنون الفرعونية والإسلامية إلي مدارسنا بشكل شائق؟ إن الحصيلة المعرفية عن تاريخنا الفرعوني والإسلامي لطلاب بل لأساتذة مدارسنا وجامعاتنا لا تليق بشعب تمتد جذوره آلاف السنين. إن قصة إيزيس وأوزوريس التي جسدت صوتا وصورة بمعبد إدفو أخيرا لتحمل العديد من الدلالات التي ينبغي الاستفادة منها: أول هذه الدروس هو الإصرار والعزيمة التي لا تستكين في مواجهة الشر والطغيان.نتعلم من إيزيس المصرية أن النصر لا يتحقق إلا إذا وفرنا له أسبابه ومقوماته, إنها لم تستجب لأهواء نفسها وانفعالاتها السريعة, وإنما أصغت لصوت الحكمة التي تؤمن بأن الشر لا يدفع إلا بالشر, وأن القوة لا تهزم إلا بالقوة.يحمد لهذه المشروعات إقامتها في الصعيد الذي آن الأوان للاتجاه إليه والاستثمار فيه. إن آثارنا الفرعونية والإسلامية أشبه بكنز عظيم آن لنا أن نستفيد منه وننتفع به, ونقتدي بأجدادنا العظام الذين بهروا العالم بأعمالهم الخالدة.ويومئذ ستعود للشخصية المصرية هيبتها وعبقريتها التي آن لنا أن نستردها من جديد!.