للشوارع في مصر سمات وصفات تكتسبها دائما من سلوكيات البعض منا نحن المواطنين وأحيانا من المسئولين وإليك بعضها: من الوهلة الأولي ستكتشف أن السادة المحافظين فعلا محافظون علي التقاليد والقيم. لأنهم يتعاملون مع الشوارع وكأنها لقيطة لآباء وأمهات مجهولين, وأنهم وجدوها ملقاة علي باب جامع أو كنيسة ولذا لم يسموها مطلقا وأن المنازل والعمارات المتراصة فيها أيضا محرومة من أرقامها باعتبارها أبناء وبنات سفاح!! {{ إذا سألت أيا من العابرين عن عنوان تبحث عنه فلن يتردد لحظة واحدة في وصفه لك بعد أن يكسب صوته عمقا أقرب إلي مؤدي برنامج قال الفيلسوف الذي كان أحد البرامج الإذاعية الناجحة طوال عدة سنوات مضت لتكتشف بعد أن تدوخ دوخة القرود علي الشجر وفقا للوصفة أنك كنت تقف بالفعل أمام العنوان الذي كنت تسأل عنه قبل ما يرميك حظك أمام من سألته!! {{ أحيانا يطلب منك سائق تاكسي أن تتبعه عندما تسأله عن شارع أو مكان.. وفجأة يختفي من أمامك بعد أن يتصور أنك أحد محضري محكمة الزنانيري وأنك تطارده بحكم نفقة!! {{ في بعض الأحيان يقترح عليك من تسأله عن عنوان أن يركب معك ليوصلك إليه.. وبعد نحو نصف ساعة وأنت تخترق شوارع وحواري يطلب منك أن تقف هنا ليفتح الباب ويقول لك بنبرة فاترة ما تتفضل معانا تشرب حاجة.. لحظتها تكتشف أنك أوصلته لبيته دون أن يدلك علي العنوان الذي تريده.. وعندما تسأله مرة تانية يرد بعدم اهتمام خليك علطول وتكتشف إنك في حارة سد!! {{ إذاكنت تسيرعلي الكوبري أو في أي شارع سواء5 نجوم إن كان لا يزال عندنا هذا النوع من شوارع الجنوب الفقيرة فستجد نفسك مشاركا في فيلم عن حرب النجوم.. فالأطباق الطائرة تنطلق من قاعدتها سواء كانت سيارة سيات أو مرسيدس أو جاجور.. والقنابل الذرية تلقي هنا وهناك.. والألغام تتناثر علي الأرض لتكتشف بعد لحظات أن الأطباق الطائرة ما هي إلا الغطيان البلاستيكية لعلب الكشري.. وأن القنابل الذرية ماهي إلا قوالح كيزان الذرة.. وأن الألغام ماهي إلا قشرة اليوسفي أو البرتقال إذا كنا في الشتاء.. وبالهنا والشفا!! {{ إذا لم يعجبك أن تشارك في الفيلم السابق فإنك ستجد نفسك في ميدان للرماية فجميع السيارات تصوب مقدمتها نحوك بعد ضبط سن نملة الدبانة أسفل منتصف الغرض الذي بالتأكيد هو باب سيارتك إو إكصدامها..!! {{ في معظم الأوقات عليك أن تحتفظ في سيارتك بمقص للأظافر وماكينة حلاقة للرجال, وبالنسبة للسيدات فإن عليهن استبدال ماكينة الحلاقة بسيشوار الشعر وذلك لزوم الركنة في الشوارع أو علي كوبري أكتوبر حتي يمر موكب سيادة الوزير أو المحافظ أو غيرهما من علية القوم.. وهنا أقترح علي محافظي القاهرة والجيزة إجراء مزايدة لتأجير أسوار الكوبري لمحلات الوجبات السريعة!! {{ في بعض الأحيان ستظن انك أصبحت إما زعيما أو نجما سينمائيا, وأن الجماهير قد خرجت لتحيتك علي مطلع أي كوبري.. وبعد أن تتوقف لترد التحية ستكتشف أنهم كانوا يشيرون لك لكي توصلهم في طريقك!! {{ عند نزولك للشارع ستري العديد من الرجال ملو هدومهم سواءكانت بدلة أو جلابية يسندون برؤوسهم أعمدة الكباري وأحيانا جدران بعض المباني, فتظن أنهم مكلفون من جانب الدفاع المدني بحمايتها من السقوط, غير أنك بعد لحظات ستتأكد أن استنتاجاتك جميعها خاطئة إذ ستلاحظ أن فروعا للنيل تنساب خلفهم وأعتقد أنك فهمت!! [email protected] المزيد من مقالات عبدالعظيم درويش