لندن- كابول- وكالات الأنباء: في تناقض كبير مع موقف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من سحب القوات من أفغانستان, حذر الليفتنانت كولونيل باول جيمس قائد القوات البريطانية في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان من أن قوات حلف شمال الأطلنطي الناتو ربما تحتاج إلي مواصلة العمليات العسكرية في أفغانستان عشر سنوات أخري كاملة. ونسبت صحيفة تليجراف البريطانية في موقعها الالكتروني إلي جيمس, الذي يقود وحدة من40 فردا من القوات الخاصة الكوماندوز تقاتل الآن في مقاطعة سانجين الأفغانية, قوله إنه ليست هناك قوات ناتو كافية أو شرطة أفغانية للحفاظ علي الامن في المنطقة من تمرد حركة طالبان. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد ألمح الاسبوع الماضي إلي أنه يرغب في عودة القوات البريطانية إلي وطنهم في عام2015, برغم تشديد وزير الدفاع وليام فوكس علي أن الجنود البريطانيين سيكونون ضمن آخر جنود الناتو الذين يغادرون افغانستان. وتتجسد رؤية الجيش البريطاني منذ بداية الانتشار في هلمند, أخطر الاماكن في افغانستان, في أن الحاق الهزيمة بطالبان وبناء قوات افغانية هما مهمة بعيدة المدي وربما تستغرق عدة سنوات. وكان الجنرال ديفيد بيترايوس قد تولي رسميا قيادة القوات الدولية في أفغانستان البالغ قوامها130 ألف فرد, وأكد أن العملية العسكرية تواجه لحظة حرجة, لكنه قال نحن هنا لنربح المعركة, وذلك علي الرغم من ارتفاع عدد الخسائر وتزايد الشكوك حول مستقبل الحرب التي تدور منذ9 أعوام. وقال بيترايوس إنه من المهم أن نؤكد للشعب الأفغاني والعالم أن تنظيم القاعدة وحلفاءه المتطرفين لن يسمح لهم مجددا بإقامة ملاجئ آمنة في أفغانستان يشنون منها هجمات ضد الولاياتالمتحدة ودول أخري. وأضاف نحن هنا لنربح هذا هدفنا, لقد وصلنا الي اللحظة الحرجة, نحن نخوض حرب الإرادات وشدد بيترايوس مجددا علي توحيد الجهود العسكرية والمدنية ضد حركة طالبان, بهدف تحقيق الأهداف التي يسعي المجتمع الدولي والأفغاني إلي تحقيقها في أفغانستان. وأشاد بيترايوس بسلفه الجنرال ستانلي ماكريستال الذي أقيل من منصبه أخيرا بسبب انتقاداته لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأضاف أن التقدم الذي تحقق في أفغانستان يعكس رؤية وطاقة وقيادة ماكريستال, مشيرا إلي أن تغيير القيادة لا يعني تغييرا كبيرا في استراتيجية ماكريستال التي تجعل حماية الشعب الأفغاني الهدف الرئيسي للعملية العسكرية. ويواجه الجنرال بيترايوس تحديات صعبة خلال الفترة المقبلة من أبرزها خفض معدلات الإصابة بين صفوف القوات الدولية, لاسيما أن شهر يونيو الماضي شهد أكبر عدد من القتلي بين صفوف قوات الناتو منذ بداية الحرب في أفغانستان.