يبدو أن الفوفوزيلا أصبحت أحد مظاهر العولمة التي حولت العالم الي قرية صغيرة تنقل فيها الاخبار والمعلومات و الثقافات في جزء من الثانية بفضل التقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصالات. فلم تكد الفوفوزيلا تتحول الي أشهر نفير في العالم بعد أن صمت آذان الجماهير واللاعبين في استادات مونديال جنوب افريقيا2010 حتي بدأت تنتشر في أسواق مدن القاهرة و باريس و فلوريدا. فيكفي القيام بزيارة سريعة الي أسواق العتبة بوسط القاهرة حتي تتبين كم الذين يبحثون عن الفوفوزيلا التي تتراوح اسعارها ما بين50 الي100 جنيه حسب حجمها. و يؤكد أحد الباعة الجائلين في سوق العتبة أن الجميع لا يتوقف عن السؤال عن الفوفوزيلا بعد ان إنتشرت معلومات تفيد بتوافرها في العتبة و ميدان التحرير بأسعار تبدأ من50 جنيها. وأضاف أنه تخصص في بيع لعب الاطفال منذ سنوات طويلة في العتبة باع خلالها انواع مختلفة من الصافرات و الأبواق إلا انه لم يعرف من قبل مثل هذه الاعداد الكبيرة التي تسعي لشراء الفوفوزيلا التي شاهدها لاول مرة علي القنوات التلفزيونية التي تنقل مونديال جنوب أفريقيا. ويؤكد بائع آخرانه الوحيد الذي باع الفوفوزيلا في العتبة بعد أن إشتراها من أحد تجار الجملة الذي إعتاد علي تزويده بالبضائع. و أضاف انه باع المائة فوفوزيلا التي حصل عليها من تاجر الجملة خلال ثلاثة أيام فقط مؤكدا أنه طلب مجموعة أخري من الفوفوزيلا بعد لاحظ الاقبال الهائل عليها الا أن تاجر الجملة أكد له ان الكميات التي استوردها من الصين نفذت عن آخرها و انه في انتظار وصول شحنة جديدة بكميات أكبر. ويؤكد أن مشجعي الاهلي و الزمالك المنتمون لروابط الالتراس هم الذين يلحون في طلب شراء الفوفوزيلا في اطار التنافس بين روابط الناديين لنيل شرف لقب أول من أدخل الفوفوزيلا في أستاد القاهرة. ويقول أن من اشتروا المجموعة الاولي من الفوفوزيلا ينتمون لالتراس الاهلي و الزمالك لانه يعرف جيدا وجوههم من خلال متابعته لهم علي شاشات التلفزيون بتشجيعهم المتميز في المدرجات. ويؤكد أحد مشجعي النادي الاهلي انه يبحث دون جدوي في العتبة عن الفوفوزيلا لانه يريد تشجيع النادي الاهلي في مبارة السوبر امام حرس الحدود بها ليكون الاهلوية هم السباقون في نيل شرف إدخال الفوفوزيلا في الملاعب المصرية. ويقول مشجع آخر أنه يسعي لشراء الفوفوزيلا من سوق العتبة بعد أن إقترب إبن عمه وهو من رابطة التراس نادي الزمالك من الحصول علي فوفوزيلا من أحد المصريين الموجودين حاليا في جنوب أفريقيا لمشاهدة مباريات كأس العالم. ويبدي أحد الباعة دهشته من تدافع الشباب علي شراء الفوفوزيلا رغم انه وجد صعوبة كبيرة في استخدامها لكي تصدر اصواتا و لو خافتة وليس أصواتا مزعجة كما تصل الي مسامعه عبر الاقمار الصناعية من جنوب أفريقيا. مؤكدا أن الفوفوزيلا لا تحتاج قوة في النفخ بقدر ما تحتاج الي طريقة معينة في ادخال الهواء في تجويفها. والغريب في الأمر أن الفوفوزيلا مجوفة من الداخل و لذا يتعين الاعتياد عليها اولا حتي يتمكن مستخدمها من إصدار أصواتها المزعجة التي تصم الآذان. وإذا كانت الفوفوزيلا قد بدأت مؤخرا في الوصول الي عاصمة المعز فقد سبق ووصلت الي باريس عاصمة النور. وتؤكد مجلة فرانس فوتبول الفرنسية أن بعض الاسواق الفرنسية لا سيما أسواق ضواحي باريس التي يتكاثر فيها المهاجرون من الافارقة و العرب تشهد حاليا رواجا كبيرا في عمليات بيع و شراء الفوفوزيلا المستوردة من الصين. واضافت المجلة ان الفوفوزيلا التي أشتكي لاعبو منتخب فرنسا من أصواتها المزعجة خلال مشاركتهم القصيرة في مونديال جنوب افريقيا2010 سترافقهم رغما عنهم في الملاعب الفرنسية عندما تنطلق بطولة الدوري الفرنسي في أغسطس القادم إنتقاما من نتائجهم المؤسفة في المونديال. ومن جانبها كشفت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية عن أن الفوفوزيلا وصلت الي ملاعب البيزبول التي تعد اللعبة الشعبية الاولي في الولاياتالمتحدة الي جانب كرة السلة. و اضافت الصحيفة أن ال51 الف مشجع الذي أمتلأ بهم استاد نادي فلوريدا مارلينز لتشجيع فريق البيزيول بالنادي فوجئوا بمجموعة من زملائهم يوفرون لهم بعض أبواق الفوفوزيلا كانوا قد احضروها معهم لدي عودتهم الي بلادهم قادمين من جنوب افريقيا بعد أن رافقوا منتخب الولاياتالمتحدة الذي خرج من الدور الستة عشر لمونديال2010 بعد هزيمته من غانا1/2. ويبقي السؤال: هل سيتحمل أبوتريكة و عمرو زكي و شيكابالا و بركات أصوات الفوفوزيلا المزعجة عندما يستخدمها مشجعوا الزمالك و الاهلي في البطولات المصرية أم انهم سيبدون أنزعاجهم منها كما أستاء منها نجوم مونديال2010 مثل ليونيل ميسي و كريستيانو رونالدو و وين روني وحتي نجم غانا الفنان أندريه آيو الذي اعترف بأنها تمنعه من سماع توجيهات مدربه رغم أحترامه لها بوصفها إحدي مظاهر الثقافة الافريقية ؟