نهي أبو الغيط داود المدير الفني لمشروع نشاط إعادة التصنيع بجمعية رسالة بدأنا التفكير في المشروع حين فكر أحد الشباب في إعادة تصنيع الورق أو البلاستيك أو الزجاج. ونصحه البعض بأن يتوجه لجمعية رسالة لأن هناك من يتبني الأفكار الجيدة والمفيدة للمجتمع, وبالفعل تم الاتفاق علي تبني فكرة إعادة تصنيع الورق لأن المواد الأخري لها مشكلات عديدة سواء في الجمع أو التخزين. والمشروع له ثلاثة اهداف اقتصادي وبيئي وخيري, فالهدف الاقتصادي يتمثل في ان اعادة التدوير أو التصنيع توفر الكثير من الطاقة والكهرباء والمياه المستخدمة عن البدء في تصنيع شئ من بدايته, وبالتالي فإن إعادة تصنيع الورق أوفر من صناعته من المواد الخام فكل طن من الورق يعاد تصنيعه يوفر علي الأقل30 ألف لتر مياه وهي كمية تكفي لاستعمال الشخص من المياه لمدة6 أشهر وتوفر من3 الي4 آلاف كيلووات/الساعة وهي كمية تكفي لإضاءة غرفة نوم متوسطة لمدة سنة وتقلل95% من تلوث الهواء علما بأن مصر استوردت ورقا بنحو6 ملايين و508 آلاف دولار في حين ان لدينا ورقا ونلقي به في القمامة ويمكن توفير كثير من هذه التكلفة لو أعدنا تصنيع هذا الورق الهالك.ويتحقق الهدف البيئي بتجنب خلط الورق بالقمامة العادية لأنه عندما يوضع الورق مع مواد عضوية يفسد ويصبح غير قابل للاستعمال ولايمكن اعادة تصنيعه مرة أخري, وبالتالي يظل مع القمامة ويتم التخلص منه إما بالحرق أو ان يدفن في مدافن صناعية وهو ما يلوث البيئة أو يكلف الدولة الكثير اما الهدف الخيري فيتمثل في ان العائد من بيع الورق يدعم انشطة الجمعية الخيرية فإذا كان اعادة التصنيع في دول العالم يضم3 اهداف وهي3r's(Reuse,Recycle,reduse) أي اعادة استخدام اعادة تصنيع وتقليل فلدينا هدف رابع لتصبح4RS وهي التمويلresource أي مورد جديد للجمعية فقبل اعادة التصنيع نقوم بإعادة استخدام الورق الذي يصلح لذلك. وبدأنا بجمع الورق من المنازل والجرائد وكراسات المدارس والكتب وأكياس الهدايا وأية أوراق وكذلك الكرتون مثل كراتين الاجهزة الكهربائية وكراتين البيض والفاكهة والخضراوات وغيرها, واثناء عملنا وجدنا كتبا مهمة فقمنا بتقسيمها الي ثلاث درجات فالطبعات الحديثة نعطيها للأسر المحتاجة لدينا سواء لطلبة في المدارس أو لجامعيين, أما كتب الاطفال أو القصص فنمد بها دور الأيتام واطفال الجمعية في فروع القاهرة السبعة وينضم اليها فرع جديد بالمقطم نضعها بمكتبات الدار حيث يقوم الزملاء بالجمعية بدور الاخوة للأيتام. ويقرأون لهم الكتب والقصص وإذا كانت هناك كتب دراسية يساعدونهم في المذاكرة كدروس تقوية كما ان هناك قوافل من الجمعية تتجه للقري الفقيرة ونمنح الكتب للأسر الفقيرة التي لديها اطفال, بالاضافة الي اننا ننزل معارض الكتب المستعملة في الاماكن العامة مثل ساقية الصاوي والجامعات والنوادي والشركات ونعرض الكتب القيمة للبيع, وفوجئنا بأن هناك بعض الكتب التي يبحث عنها الكثيرون ولايجدونها فيشترونها فورا ونبيع الكتب بسعر رمزي فضلا عن ان هناك بعض دور النشر تعطينا كتبها الزائدة لديها أو المرتجعات فنقوم بتوفيرها للجمهور ونبيعها بأسعار رمزية وهذا أيضا يرفع عائد الجمعية ويدعم انشطتها. شركات متبرعة وهناك بعض الشركات الكبري تعطينا الفائض من ورقها وهذا ان كان مفيدا للجمعية فهو يعود بالنفع ايضا علي الشركات لأن الشركة لا تحصل علي شهادة الأيزو إلا إذا كانت تقوم بإدارة التصنيع وهذا ما تبحث عنه لجنة مراجعة الجودة فتبحث عن سلة الورق في الشركة التي تدل علي اعادة التصنيع وبعض الشركات ترغب في ان نحيطها علما بما تم عمله في الورق وتطلب تقريرا سنويا بذلك, وبالطبع نعطيها هذا التقرير الذي يضم جميع الاحصائيات وكذلك المدارس والجامعات والبنوك حيث تستطرد نهي ابو الغيط قائلة فقمنا بحملة المدارس(100 مدرسة) لزيادة وعي الطلبة ونعرفهم قيمة الورق وإعادة تصنيعه ونعطيهم ملصقات ستيكرز توضع علي كراساتهم ونترك سلة كبيرة لمن لديه ورق عليه أن يضعه فيها ونمر بعد يومين لنفرغ السلة فنجدها مملوءة فكثير من التلاميذ يتحمسون للفكرة ويأتون بالورق من بيوتهم. نحاول ان ننشر هذا المفهوم فلدينا سيارة وخط سير يومي تحدده الجمعية حسب اتصالات المواطنين, ومن يعطي المندوب شوال ورق أو اكثر يأخذ ايصالا مختوما من الجمعية ومن يتبرع بالكتب عليه أن يحدد أن هناك كتبا لا يضعها مع الورق بل فرزها من البداية حتي لا يتم فرمها مع الورق, كما يجب أن يكون الورق نظيفا ليس عليه أية مواد عضوية, ويمكنه الاتصال برقم19450 ولو شركة كبري ترغب في أن نتعامل معها يجب أن تتصل بمسئولة النشاط نفسها. يخدم البيئة الشاب محمود مختار أبوعجيزة( محلل أعمال) صاحب فكرة التبرع بالورق لاعادة تصنيعه تخرج في كلية التجارة انجليزي جامعة القاهرة عام2004 يقول بدأت الفكرة عندما فكرت مع بعض الاصدقاء في أن نقوم بعمل يخدم البيئة ففكرنا في عملية تقوم بها جميع دول العالم المتقدم وهي اعادة التدوير فقلنا من الممكن تطبيق هذا الاسلوب في مصر بأن نقوم بجمع البلاستيك والزجاج من الناس, ونكون وسيطا بينهم وبين المصانع الكبري ولان هذه النوعية من المشاريع تتبناها المعونة الأمريكية أو الالمانية في الغردقة والبحر الأحمر لكن لا توجد في القاهرة سوي في مجال جامعي القمامة فقد واجهتنا مشكلة ان بعض الناس لا يعرفون ان هناك ما يسمي باعادة تدوير او اعادة تصنيع فكان لابد من توعية اكبر قدر ممكن ولذا كان لابد ان نبدأ بشئ بسيط غير معقد وهو الورق فهو موجود في كل بيت وسهل تجميعه سواء الذي يقوم به المواطنون أو ما نقوم به نحن, وكان الاقارب والاصدقاء والمعارف هم أول من جمعنا الورق منهم, ولكن اكتشفنا ان جمع طن من الورق يحتاج عددا أكبر من الناس, فجاء الاقتراح باللجوء الي جمعية رسالة لانها جمعية خيرية يقوم عملها علي عمل المتطوعين, لذا كان من الممكن ان تتبني هذا المشروع ليزيد من الدخل الخيري للجمعية فهناك طرق وأشياء أخري يمكن التبرع بها ليس فقط النقود ولكنها اشياء قد تأتي بالنقود بدون مجهود من المواطنين حتي كان شعارنا مافيش اسهل من كدة خير واعلنا باننا نريد من المواطنين ان يتبرعوا بالورق المستعمل في كل فروع رسالة في القاهرة وفي بادئ الامر كان الناس يأتون بالورق لفروع الجمعية وأصبح ذلك عامل جذب لها وفرصة لتعريف الناس بأنشطتها المختلفة, كنا نبيع الورق بعد تجميعه لأي جهة طن أو اثنين في الشهر, وعندما جاءت الخطوة الثانية والتي تم فيها تخصيص سيارة لجمع الورق من المنازل والمدارس والشركات بعد ان يتم الاتصال بنا وتحديد الموعد المناسب للشخص المتصل ولكن يجب ألا تقل الكمية عما يقرب من شوال تقريبا سواء جرائد أو أوراق مستعملة أو كرتون أو كتب البلاستيك والزجاج وغيرها لكن لابد من مساندة جهة كبري لنا, مما لا شك فيه أنه سيوفر وظيفة لعدد كبير من الايدي العاملة وللشباب. حماس.. ويأس! ولكن من المفارقات التي قابلتنا كما يقول محمود مختار أنه في الوقت الذي اعجب فيه الكثيرون بالفكرة وتحمسوا لها ويتعاونون معنا لدرجة أنهم يقومون بفرز أنواع الورق من البداية ووضع كل نوع في كيس علي حدة, إلا أن البعض يتملكهم اليأس والإحباط من إصلاح الأمور ويبدو أن هذا المشروع لن يحل مشكلة القمامة لأنه من وجهة نظرهم القامة تملأ الشوارع وأن هذا رفاهية بالطبع هذا تفكير خاطئ فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة. وينقصنا أن تتعاون معنا إحدي الجهات سواء حكومية أو مانحة لتمنحنا قطعة ارض نضع فيها ما نجمعه ونقوم بالمرحلة التي تسبق إعادة التصنيع وهي مرحلة الفرز وفك الدبابيس والبلاستيك ولمن لا يعرف فانه في عديد من البلاد يوجد في كل حي مركز لاعادة تدوير النشاط يتوجه اليه السكان ليضعوا الفائض عن احتياجهم مقابل عائد مادي رمزي ويعود كراتب للشباب الذي يعمل في هذا المركز فلماذا لا نطبق هذه الفكرة في مصر ونحن في أشد الحاجة اليها مع انتشار القمامة في الشوارع لذا لابد أن نبدأ في تنفيذ فكرة وجود مركز لاعادة التدوير في الأحياء الكبري في القاهرة ثم تطبق بعد ذلك في الاحياء الاخري والمحافظات.