فيما بدت آلة الفوفوزيلا المثيرة للجدل بصوتها الصاخب والزاعق والمثير للجدل في مونديال2010 اقرب لناي حزين مع خروج جنوب إفريقيا الدولة المضيفة للعرس الكروي العالمي من الدور الأول للبطولة يتردد السؤال الحزين علي ايقاع الخروج المبكر للأولاد هل كان ماحدث امس في بلاد البافانا بافانا هو موت وخراب ديار؟.. ورغم فوز منتخب الأولاد علي الديوك بهدفين مقابل هدف واحد فقد ودع منتخبا جنوب إفريقيا وفرنسا معا العرس الكروي العالمي من دوره الأول بينما كان من الحقائق المحزنة لجماهير جنوب إفريقيا أن منتخبهم الوطني هو اول منتخب لدولة مضيفة للمونديال يخرج من الدور الأول لبطولة كأس العالم منذ انطلاق هذه البطولة في عام1930. ومع خروج منتخب الدولة المضيفة لمونديال2010 من الدور الأول جنبا الي جنب مع منتخب فرنسا بينما صعد منتخبا ارجواي والمكسيك للدور التالي ذهبت نفوس مشجعي جنوب إفريقيا حسرات علي الأولاد الذين كتب عليهم ان يجلسوا معهم في مقاعد المشاهدين لبقية ادوار المونديال وعلي ارضهم. وكانت حكومة جنوب إفريقيا قد انفقت نحو خمسة مليارات ونصف المليار دولار علي مشاريع البنية الاساسية وحدها فضلا عن مليارات اخري في قطاعات متعددة استعدادا لاستضافة العرس الكروي العالمي علي امل ان تستعيد هذه النفقات اضعافا مضاعفة في صورة مكاسب اقتصادية واموال نقدية يضخها زوار المونديال في خزانة بلاد البافانا بافانا. ومع آمال داعبت اذهان المسئولين في جنوب إفريقيا حول عشاق الساحرة المستديرة الذين لابد وأن يتقاطروا من شتي انحاء العالم علي بلاد البافانا بافانا لحضور العرس الكروي العالمي كان من الطبيعي أن تعتبر حكومة هذه الدولة أن مونديال2010 سيكون محفزا عظيما لاقتصاد البلاد بل وقاطرة هائلة للتنمية. وستبقي التنمية المستجيبة لأشواق الشعوب هي الخيار السليم لأفريقيا التي مازالت تبحث عن ذاتها فيما يحلو لصحف شهيرة ومؤثرة كصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ان تنشر من حين لآخر قصصا عن اجيال شابة في القارة السمراء تشعر بالضياع وتحلم بالهجرة لعالم الشمال مثلما أسهبت أخيرا في سياق قصة خبرية عن لاعبي كرة السلة في اريتريا الذين يحلمون بالحياة في امريكا. غير أن تشجيع الشباب في القارة السمراء لمنتخباتهم الوطنية يثبت ضمن مؤشرات متعددة ان هذا الجيل ليس بالجيل الضائع ولا بالجيل المستعد للتخلي عن علم الوطن مقابل حفنة دولارات رغم اي ظواهر ومظاهر سلبية ويرد ببساطة علي اتهامات تروج لها دوائر متعددة في عالم الشمال وتصل لحد التشكيك في وطنية هذا الجيل وحقيقة انتمائه ومرجعية احلامه. ودون شك كان شعب جنوب إفريقيا يفضل استمرار منتخبه الوطني في المونديال وصعوده للأدوار التالية حتي لو تكبد نشاطا رئيسيا في هذه الدولة مثل الصيد والقنص خسائر كبيرة جراء احجام الاجانب من هواة الصيد عن زيارة جنوب إفريقيا لممارسة هوايتهم بسبب ارتفاع اسعار الاقامة والخدمات اثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم. وحسب ارقام رسمية تقدر مكاسب جنوب إفريقيا سنويا من قطاع الصيد والقنص بنحو مليار دولار امريكي ومع ذلك يأمل جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا أن يؤدي العرس الكروي العالمي لاتاحة مزيد من فرص العمل والوظائف في بلاده وتعزيز النمو الاقتصادي ككل. وهكذا فان زوما الذي لابد وانه يشعر بالأسي ككل مواطنيه لخروج الأولاد مبكرا من المونديال اطلق تصريحات سعي فيها لابراز اهمية استضافة جنوب إفريقيا للعرس الكروي العالمي حتي ولو جاء هذا المونديال في ادواره الأكثر اهمية واثارة خلوا من منتخب الدولة المضيفة للبطولة. واكتسبت تصريحات الرئيس جاكوب زوما قدرا كبيرا من التفاؤل والثفة في تأثير العرس الكروي العالمي عندما اعتبر أن المونديال الحالي سيبرز جنوب إفريقيا علي المسرح العالمي فيما رأي البعض داخل بلاده أن زوما حول الساحرة المستديرة لما يشبه مصباح علاء الدين القادر علي حل كل المشكلات والأزمات والمعضلات كما اعتبر فريق اخر أن دولة كبيرة مثل جنوب إفريقيا أكبر من أن تكون كرة القدم حتي ولو كانت في عيد اعيادها هي السبيل لتقديمها علي المسرح العالمي. وتؤكد التقديرات الرسمية أن نسبة البطالة في جنوب إفريقيا تصل الي25% وان كانت هناك تقديرات غير رسمية تؤكد في المقابل أن النسبة أعلي بكثير من هذه التقديرات لحكومة الرئيس جاكوب زوما فيما يشكك محللون اقتصاديون في مصداقية التصريحات الوردية لرئيس جنوب إفريقيا حول الفوائد التي ستجنيها بلاده من استضافة العرس الكروي العالمي. ضجيج الفوفوزيلا يقترب من قوة ضجيح اقلاع الطائرة النفاثة لم يأت قرار السلطات المختصة في مدينة كيب بعدم تشغيل الفوفوزيلا العملاقة اعتباطا بل كان نتاج دراسة أوروبية كشفت عن أن الفوفوزيلا الصغيرة تحدث ضجيجا يبلغ مقداره127 ديسيبيل وهو ضجيج يقل بمقدار25 ديسيبيل فقط عن الضحيج الذي تحدثه أصوات اقلاع طائرة نفاثة(150 ديسيبل) ويقل ايضا بمقدار40 ديسيبيل فقط عن الضجيج الذي تحدثه عملية اقلاع صاروخ اريان الاوروبي(180 ديسيبيل). وكانت مدينة كيب الساحلية قد قررت بدء تشغيل فوفوزيلا عملاقة يبلغ طولها37 مترا تعمل بضغط الهواء من مضخة كهربائية مع انطلاق منافسات المونديال في11 يونيو غير انها أرجأت تشغيلها بعد ان تزايدت الشكاوي من الازعاج الذي تسببه الفوفوزيلا الصغيرة من قبل المنتخبات المختلفة منذ ان بدأت تتدفق علي المدن جنوب الافريقية قبل انطلاق المونديال بنحو اسبوع. وكانت سلطات مدينة كيب قد بررت في بيان صدر يوم الاحد الماضي سبب عدم تشغيل الفوفوزيلا العملاقة بمخاوفها من تأثير صوتها السلبي علي سير المرور في المدينة بسبب الاصوات العالية المتوقع صدورها منها غير ان مصادر اخري كشفت عن ان سبب الالغاء يرجع الي ان الدراسة الاوروبية حذرت من ان هذه الفوفوزيلا العملاقة كانت ستسبب في حدوث ضجيج يبلغ شدته194 ديسيبيل وهي نفس شدة الضجيج الذي يصدر عن اختراق طائرة حربية لحاجز الصوت. وقد شملت الدراسة الاوروبية التي نشرتها صحيفة لوفيجارو الفرنسية جدولا لا يخلو من الطرافة يكشف قوة الاصوات المختلفة التي تحدثها بعض الاجهزة الحديثة في حياتنا اليومية. فغسالة الاطباق علي سبيل المثال تحدث ضجيجا يبلغ قدره40 ديسيبيل مقابل ضجيج شدته55 ديسيبيل تحدثه غسالة الملابس عند بدء عملية التنشيف بينما تصل قوة الضجيج الصادرة عن سارينة عربة الاطفاء نحو125 ديسيبيل. اما لو تشاجرت امرأتين بسبب تنافسهما علي رجل فان الضجيج الذي تحدثانه يقترب من70 ديسيبيل مقابل100 ديسيبيل للاصوات الصادرة عن سارينة عربة الاسعاف التي ستنتقل الي مكان المشاجرة لنقل الامرأتين الي المستشفي.