كان يتحتم علي الكاميروني عيسي حياتو رئيس الإتحاد الأفريقي لكرة القدم صاحب الفرح باستضافة قارته للمونديال أن يتقمص الدور الذي بادر به الفارس الأبيض جوزيف بلاتر رئيس الفيفا عندما دافع بثقة وشجاعة عن ثقافة الجمهور الأفريقي وتصدي دون حرج لإنتقادات المشاهير من النجوم والمدربين الذين شنوا هجوما ضاريا علي الفوفوزيلايين وهم المشجعون الأفارقة الذين اعتادوا التشجيع عن طريق الفوفوزيلا .. والفوفوزيلا لمن لا يعرفها عبارة عن بوق طويل مصنوع من البلاستيك يطلق أصواتا صاخبة يتردد صداها في أرجاء الملعب وهي سمة وظاهرة تتميز بها غالبية الملاعب في القارة السمراء .. بادر بلاتر وخطف الأضواء من الجميع بما فيهم صاحب الفرح عيسي حياتو الذي يستحق لقب الرجل الصامت وواجه انتقادات نجوم المونديال مؤكدا أن الفوفوزيلا حق أصيل لأفريقيا وثقافة كروية نمت وترعرعت في القارة السمراء وصارت جزءا لا يتجزأ من المونديال الجنوب الأفريقي الذي يقام في ضيافة القارة السمراء رافضا كافة الأصوات التي طالبت وبقوة بمنع هذه الأبواق من الإنطلاق والدوي في المدرجات ..وسريعا جاءت الردود الطبيعية من الملاعب الأوروبية التي رحبت بشكل غير مباشر باستيراد أول منتج يتم تصنيعه في المدرجات الأفريقية لتصبح ولأول مرة أفريقيا مصدرة وليست مستوردة للثقافة الكروية .. ويبدو أن هذه البطولة ستكون شهادة ميلاد عالمية للبوق الأفريقي فقد تلقت الفوفوزيلا دعما كبيرا علي الصعيد الدولي عندما صرح متحدث باسم مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز قائلا : إنه لا يوجد في قواعد المسابقة ما يمنع الجماهير من استخدام هذه الأبواق في مدرجات الملاعب الإنجليزية.وتشير تقارير بالفعل إلي أن هذه الآلة بدأت في غزو الأسواق البريطانية بعد مباراة إنجلترا الأولي في النهائيات التي تعادلت فيها مع الولاياتالمتحدة بهدف لمثله..التقارير الواردة من أوروبا وتصريحات متحدث الدوري الإنجليزي أكدت علي بعد نظرة بلاتر الذي قدم لنا من هذا الموقف الواعي ما يجعلنا نؤمن بأحقية تواجده في هذا الكرسي الذي يحكم به مملكة الكرة في العالم كما أن ذلك يجعلنا نتساءل هل من الممكن أن تصبح الفوفوزيلا أول منتج أفريقي يقتحم العالم الأوروبي الذي ذلنا لفترات بأنه مدرسة متقدمة عنا لها سماتها وعلاماتها في التشجيع واللعب وفنون الكرة مع أن التاريخ والجغرافيا وكل ألوان الطبيعة تؤكد أن الكرة نشأت وترعرعت في أحضان أفريقيا وبالتحديد في مصر أيام الفراعنة ..وكان يتحتم علي الكاميروني عيسي حياتو القابض مع شلة من محترفي الإنتخابات القارية علي كرسي رئاسة الكاف بيد من حديد الظهور هذه المرة وتوضيح حقيقة الفوفوزيلا والدفاع أمام العالم عنها باعتبارها فن من فنون التشجيع الكروي الأفريقي وليثبت لنا ولو لمرة أنه يدافع عن الحقوق الأفريقية المهدرة في مدرجات الأوروبيين الذين يدافعون عن حقوقهم بشراسة وكأنهم صناع التاريح . وترتبط آلة الفوفوزيلا بثقافة التشجيع الكروي في جنوب أفريقيا علي وجه الخصوص ومعظم بلدان القارة السمراء بشكل عام..وأثارت هذه الآلة جدلا واسعا في هذه البطولة طغي علي النقاشات حول فنيات اللعبة ونتائج ومفاجآت البطولة مما يجعلني أنا شحصيا أعتبرها البطل في الجولة الأولي للمونديال ، وانقسم اللاعبون والخبراء والجماهير بشأنها ما بين مؤيد ومعارض..وفرضت الفوفوزيلا نفسها في البطولة الحالية بالرغم من المحاولات العديدة لحظرها منذ العام الماضي بعد احتجاجات معظم الفرق التي شاركت في كأس القارات التي نظمتها جنوب أفريقيا في 2009..وأول من انتقدوا الفوفوزيلا هو قائد المنتخب الفرنسي باتريس إيفرا الذي قال بعد تعادل الديوك الفرنسية مع باراجواي في الجولة الأولي من مباريات المجموعة الأولي يوم الجمعة الماضي إن هذه الآلة تؤرق وتزعج اللاعبين وتمنعهم من التركيز في مجريات المباراة.كما تعلل بها حارس مرمي المنتخب الدنماركي بعد الهزيمة من هولندا بهدفين مقابل لا شيء يوم الإثنين في الجولة الأولي من مباريات المجموعة الخامسة. وقال حارس الدنمارك وفريق ستوك سيتي الإنجليزي توماس سورنسن إنه اقترح علي زملائه استخدام لغة العيون والإشارات فيما بينهم للتغلب علي أصوات الفوفوزيلا، مشيرا إلي أن الحراس علي وجه الخصوص يعانون من هذه الآلة لأنهم يحتاجون للصراخ والصياح لتوجيه تعليمات للمدافعين خاصة في الكرات الثابتة.وانقذت الفوفوزيلا المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي من الطرد أثناء مباراة منتخب بلاده أمام الدنمارك.ففي الدقيقة 61 من عمر المباراة رفع الحكم المساعد رايته معلنا تسلل فان بيرسي المنفرد بمرمي الدنمارك وأطلق حكم اللقاء الفرنسي ستيفان لانوي صافرته محتسبا التسلل، لكن لاعب الأرسنال الإنجليزي سدد الكره تجاه المرمي.وعلي الفور ركض الحكم تجاه اللاعب الذي تعلل بعدم سماع الصافرة بسبب أصوات الفوفوزيلا الصاخبة في المدرجات. ولو لم يقتنع الحكم بمبررات فان بيرسي لكان اللاعب نال الإنذار الثاني له في المباراه وهو ما يعني طرده.وقبل مبارات منتخب بلاده ضد سويسرا، انتقد لاعب الوسط الإسباني تشابي ألونسو صوت الفوفوزيلا لكنه اعتبرها غير مشتتة للتركيز.وقال لاعب ليفربول الإنجليزي "هل هذه بوق؟ إنها ليست جيدة. في الواقع لا تسبب (الفوفوزيلا) تشتتا، لكن صوتها ليس جيدا لتسمعه." وأضاف "لقد عانينا من هذا الأمر إبان مشاركتنا في كأس القارات العالم الماضي، لكننا لم نشهد حتي اللحظة أية إجراءات عملية من قبل المنظمين لحظرها."وانضم كريستيانو رونالدو نجم منتخب البرتغال إلي الساخطين علي الفوفوزيلا قبل مباراة البرتغال ضد كوت ديفوار التي انتهت بالتعادل السلبي أمس الأول .و اتهم رونالدو الفوفوزيلا بالتسبب في خروج اللاعبين عن تركيزهم في أرض الملعب بصوتها المزعج. وأضاف رونالدو أن العديد من اللاعبين لا يروق لهم صوت الفوفوزيلا، لكنه طالب اللاعبين بالاعتياد علي صوتها.كما شكا مدربون من أن الفوفوزيلا تعوق التواصل بينهم وبين اللاعبين في أرض الملعب بسبب صوتها المزعج. لكن هناك لاعبين مثل ويسلي شنايدر لاعب وسط منتخب هولندا وفريق انترناسيونالي الإيطالي دافعوا عن الفوفوزيلا. وقال شنايدر عقب مباراة هولندا والدنمارك "الفوفوزيلا ثقافة هذا البلد لذا يجب أن نتعامل معها. أنها جزء من البطولة. إنها لا تزعجني خلال المباراة."