برر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو اليوم الاحد الحصار البحري المفروض على قطاع غزة بمنع دخول الاسلحة الى القطاع الفلسطيني، مبديا استعداده في الوقت نفسه للسماح بعبور المساعدات الانسانية اليه. وقال نيتانياهو للصحفيين لدى بدء جلسة مجلس الوزراء "ان المبدأ الذي يوجه سياستنا واضح: منع دخول اسلحة ومعدات حربية الى غزة والسماح بدخول المساعدة الانسانية والبضائع التي لا يمكن استخدامها لاغراض عسكرية". واضاف نيتانياهو ان "المباحثات التي نجريها في الوقت الراهن تهدف الى ضمان تطبيق هذه المبادىء على الارض. سنواصل هذه المباحثات هذا الاسبوع"، من دون توضيحات اخرى. واوضح رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يواجه ضغوطا من المجتمع الدولي لتخفيف الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ اربعة اعوام "قبل قضية الاسطول، كنا نجري مباحثات في مختلف المنتديات حول مواصلة سياستنا حيال قطاع غزة. واستمرت هذه المباحثات الاسبوع الماضي، وخصوصا مع الموفد الخاص للجنة الرباعية الدولية توني بلير". وتضم الجنة الرباعية الدولية كلا من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة. وتكثفت الانتقادات ضد الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة الذي فرض في 2006 وتعزز منذ يونيو 2007، داخل المجتمع الدولي بعد الهجوم الدامي الذي شنه الجيش الاسرائيلي على الاسطول الذي كان ينقل مساعدات انسانية الى غزة في 31 مايو. وقتل تسعة اشخاص على متن سفينة تركية من سفن الاسطول في هذه العملية. وردا على ذلك، اعلنت السلطات الاسرائيلية تخفيفا للقيود على بعض المنتجات، وابقت في الوقت نفسه على منع دخول مواد البناء. والاسبوع الماضي، وصف بلير الحصار على غزة بانه "ذو مفعول عكسي". وتؤكد اسرائيل ان الحصار ضروري للابقاء على الضغوط على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تأسر جنديا اسرائيليا منذ يونيو 2006 وتسيطر على قطاع غزة منذ يونيو 2007، وان الوضع الانساني في غزة "جيد". وفي الثاني من يونيو، برر نتانياهو ايضا الابقاء على الحصار البحري لكي "لا تصبح غزة مرفأ ايرانيا يهدد المتوسط". وقال انذاك "ان واجبنا هو تفتيش كل السفن التي تصل. ولو لم نكن نقوم بذلك، لاصبحت غزة مرفأ ايرانيا ما قد يشكل تهديدا حقيقيا للمتوسط واوروبا". ويستعد الاتحاد الاوروبي لعرض "آلية جديدة" تهدف الى تحسين وزيادة عبور السلع والاشخاص الى غزة، بحسب وثيقة عمل ستعرض الاثنين على وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها. و منناحية أخرى، نفى الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة نفيا قاطعا ما ذكرته اليوم الأحد صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الرئيس محمود عباس طلب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدم رفع الحصار عن غزة.
وقال أبو ردينه - في تصريح لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" - إن الرئيس عباس أثار موضوع ضرورة رفع الحصار عن غزة بنفس مستوى مصير عملية السلام. وأضاف أن الرئيس يثير في كل لقاءاته العربية والدولية موضوع رفع الحصار، مشيرا إلى أن على المجتمع الدولي أن ينتهز مرحلة ما بعد العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية، للضغط على إسرائيل لرفع حصارها عن قطاع غزة" كون ذلك يشكل خطوة ضرورية لإنهاء معاناة المواطنين في القطاع، وكذا كونه يهيئ فرصة مناسبة لإحياء عملية السلام.