كتب : أشرف أبوالهول رغم أن الهجوم الدموي الاسرائيلي غير المبرر علي سفن قافلة الحرية لغزة والمعروف بأسم عملية' رياح البحر' استهدف في الأساس إخافة دول العالم لجعلها تفكر ألف مرة قبل ان تحاول كسر الحصار الاسرائيلي الخانق المفروض علي القطاع منذ حوالي اربع سنوات فإن الواقع يؤكد أن هذا الهجوم جاء بنتيجة عكسية فبدلا من بث الرعب في قلوب المتضامنين فإنه جعل الكل ينتبه إلي مأساة الحصار ويفكر في كيفية كسره وبأي طريقة وهو أمر ماكان يحدث لو أن الاسرائيليين تركوا السفن تذهب إلي غزة بما تحمله من مساعدات. ففي ضربة قوية لاسرائيل ولعملية' رياح البحر' قال فيليبو جراندي المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة( الأونروا), إن الأزمة في غزة أكبر من مجرد أزمة إنسانية, حيث ان لها تأثيرات كبيرة للغاية علي الشعب الفلسطيني وكافة أوجه حياته, معتبرا غزة الآن' أكبر سجن مفتوح في العالم', مشيرا إلي أن الحصار علي غزة أصبح الآن أطول من الحصار الذي تعرضت له سراييفو. ووصف جراندي المفوض العام للأونروا التي تشرف علي أوضاع ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ ثلاث سنوات علي قطاع غزة بأنه سخيف, مأساوي وغير مقبول علي الإطلاق.وأضاف جراندي, في بيان نقله المكتب الإقليمي للأونروا بالقاهرة أن إسرائيل والمجتمع الدولي يتحملان مسئولية المعاناة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة بشكل يومي, لافتا إلي أنه وفقا لإحصائيات الأممالمتحدة, فإن60% من سكان غزة يعانون من البطالة, فيما يعتمد أكثر من80% من السكان علي مساعدات الأممالمتحدة.وتابع قائلا: أن ثلثي المباني التي تم تدميرها خلال الهجوم الإسرائيلي في الشتاء الماضي علي غزة لا تزال حتي الآن أنقاضا بسبب النقص الحاد في مواد البناء, معربا عن أمله في أن تكون المأساة نقطة تحول فيما يتعلق بالحصار علي غزة, وأن يفتح قادة العالم الذين يتخذون القرارات أعينهم علي معاناة الشعب الفلسطيني.واعتبر مزاعم إسرائيل بأنه لا توجد أزمة إنسانية في غزة, وأن هذا الحصار ضروري لأمن إسرائيل,' هراء', مشيرا إلي أنه إذا كان لديك مليون ونصف مليون فلسطيني يعانون علي مسافة ستين كيلو مترا فقط من تل أبيب, فإن هذا الوضع ليس وضعا صحيا بالنسبة لإسرائيل. أمتدت الأثار العكسية لرياح البحر إلي منظمات اسرائيلية أيضا حيث اكدت منظمة جيشا الاسرائيلية لحقوق الانسان, ان اسرائيل تسمح حاليا بدخول97 سلعة فقط الي قطاع غزة, في مقابل اكثر من اربعة الاف سلعة كانت تدخل قبل تشديد الحصار في2007, كما ان حمولة شاحنات البضائع التي تدخل القطاع هي اليوم اقل باربع مرات مما كانت عليه قبل هذا التاريخ. وفي تقريرها الذي يتمحور حول سنوات الحصار المشدد الثلاث الاخيرة, شككت منظمة جيشا بالذريعة الاسرائيلية التي تفيد ان هذا التدبير يتيح منع حماس من اعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية, واوردت من بين السلع المحظورة الخل والالعاب والزنجبيل والكزبرة. وعلي سبيل المقارنة, يعرض سوبر ماركت اسرائيلي كبير للبيع ما بين10 و15 الف سلعة, كما جاء في التقرير. وتدخل شهريا حوالي2300 شاحنة محملة بالبضائع الي غزة, في مقابل10400 في السابق, اي اقل بأربع مرات. وتري منظمة جيشا ان تدابير منع استيراد السلع الاساسية غير منطقية, فمثلا تحظر كتل زبدة المرجرين للاستخدام الصناعي, في حين يسمح بادخال العلب الصغيرة من المرجرين المخصصة للاستهلاك. وبالطريقة نفسها, تمنع اسرائيل' نقل الكاوتشوك والصمغ والنيلون المستخدم لصنع الحفاضات في غزة, لكنها تسمح بنقل الحفاضات المصنوعة في اسرائيل'. ولم تتوقف النتائج المباشرة لعملية رياح البحر ضد اسطول الحرية علي إعلان المزيد من البلدان العربية والاسلامية عن نيتها ارسال المزيد من سفن كسر الحصار لغزة ولكنها امتدت أيضا إلي كسر الوحدة اليهودية خلف الحصار اعلنت أديث لوتز المتحدثة باسم منظمتي' الصوت اليهودي من أجل السلام في الشرق الاوسط' في المانيا و'يهود من أجل العدالة للفلسطينيين' من بريطانيا' نيتهما ارسال سفينة' جويش بوت' الي قطاع غزة لكسر الحصار الاسرائيلي.وقالت لوتز:' هدفنا هو الدعوة لإنهاء الحصار والعقاب الجماعي ورفعه عن غزة وأهلها دون ان تحدد التاريخ والميناء المعد لابحار السفينة الي غزة'. وفي دليل علي بدء تحطم الحصار بسبب العدوان الاسرائيلي علي السفن أكد ناصر السراج وكيل وزارة الاقتصاد الوطني, بأن السلطات الاسرائيلية ستسمح بإدخال عدة سلع كانت ممنوعة في السابق الي قطاع غزة. وقال السراج ان السلع تشمل المشروبات الغازية و العصائر ومعلبات الفواكه والسلطات بجميع انواعها والبسكويت والشيبس بجميع انواعه ابتداء من الاسبوع القادم.يذكر أن هذه السلع لم تسمح اسرائيل بادخالها لسكان قطاع غزة منذ ان فرضت الحصار علي القطاع. [email protected]