سلوي حمدي فنانة تنتمي إلي فناني الحداثة في مصر, تستهل العقد الرابع من عمرها, ولم يتجاوز ما قدمته من أعمال, في السنوات الأخيرة, ثلاثة تجهيزات في الفراغ فقط. بخلاف عدد من اللوحات والرسومات, أي بمعدل تجهيز واحد كل عام, واقتصرت علي عرضها في المعارض الجماعية إلي أن تجرأت أخيرا, وأقدمت علي تنظيم أول عرض خاص لها بعنوان( الصعود والهبوط) بمركز الجزيرة للفنون هذا الشهر. الملاحظ أنها رغم قلة أعمالها جذبت الانتباه, وأثبتت وجودها في ساحة الإبداع الفني, باعتبارها فنانة متحمسة للأساليب الحداثية, وخصوصيتها التي لم تفقد صلتها بالمجتمع الذي تعيش فيه, فهي تضع في اعتبارها دائما أن الفن لابد أن يتفاعل مع المناخ العام, يرصده, يحلله, ويفتح السبل أمام المتلقين لتقييم الكثير مما يصادفونه في حياتهم. بمركز الجزيره للفنون أقامت الفنانة التشكيلية سلوي حمدي معرضها, حيث تقدم وجهة نظر فلسفيه لرحلة الصعود والهبوط والتي اتخذت للتعبير عنها مفردات من لعبة السلم والثعبان المعروفة كرموز لهذه الفكرة التي يلعب فيها الحظ دورا كبيرا. تستقبل الفنانة الزائرين من المدخل بعناصر متناثرة لمفردات لعبة السلم والثعبان حتي القاعة,وعند المدخل مجسمات ولوحة تضم فلسفة المعرض ثم نجد داخل القاعة يتدلي من أعلي مركزها بعض السلالم والنارد المصنوع في هيئة مجسمات من خامات مختلفة مثبت عليها صور فوتوغرافية مكررة لبعض القادة العرب وخلفهم الأهرامات للإشارة الي دور مصر الفاعل علي الساحة العربية وتأكيد هذا المعني من خلال تكرار تلك الصور علي درجات السلم. ويلفت نظر الزائر للمعرض تلك الصور الضخمة لفن البوستر وتضم تركيبات صور زعماء وقادة عرب وشخصيات تلعب دورا بارزاه في عالم السياسة في إشارة للربط بين عالم السياسة ولعبة الصعود والهبوط, أما أرضية القاعة فقد افترشتها رقعة ضخمة للعبة السلم والثعبان المجسم ليشعر الزائر بمجرد دخوله القاعة أنه بداخل لعبة ضخمة تتيح له استخدام النارد الضخم الذي نفذته الفنانة ووضعته علي الباب ليلتقطه الزائر ويتحول لجزء من العمل يؤدي فن البيرفورمانس وهو يلعب ويلهو في لعبة الحياة. كما لو كانت الفنانة تقدم دعوة للزوار بالمشاركة في الحياة السياسية وعدم الاكتفاء بالفرجة من الخارج. وكما تقول الفنانة سلوي حمدي الصعود والهبوط رحلة حياة.. والحياة حلم.. والحلم ليس أكثر من حلم.. فلا تندهش حين تسطع النجوم وسرعان ما تزول لأنها فلسفة الحياة.. وليس عليك إلا أن تطأ بقدمك علي الرقعة الخضراء لتلهو في اللعبة دون إرادتك.. ولكن عليك تحديد الهدف وموقع الثعبان.. وتظل الرقعة في حالة سكون تنتظر من يريد دخول اللعبة. كما تري الفنانة أن استضافة قاعة من قاعات الدولة لهذا المعرض إنما يعبر عن مساحة من حرية كبيرة في التعبير والإبداع لأن كثيرين يرون أن هذا المعرض فيه جرأة شديدة,ومن هنا تؤكد أن حرية التعبير متاحة وعلينا فقط أن نأخذ زمام المبادرة. وتضيف أن العمل في المجال الصحفي من أقوي المؤثرات الفكرية علي حياتها,أما مرحلة عملها بقصر الفنون في قطاع الفنون التشكيلية والاحتكاك المباشر بالفنانين فتعد من أهم المراحل الفنية في حياتها بعد مرحله الدراسة بالكلية.. فمنها جاءت الخبرة الفنية واكتمل النضوج البصري والاحساس الفني بالاعمال.. وأصبحت هناك شخصية فنية دائما بداخلها تدفعها لإنتاج أعمال وممارسة الفن. والفنانة سلوي حمدي من مواليد القاهرة حصلت علي بكالوريوس التربية الفنية من جامعة حلوان1993, وماجستير بكلية التربية الفنية قسم الاشغال الفنية والتراث الشعبي في فن' البوب آرت'2008 وتقوم حاليا بإعداد رسالة الدكتوراة في مجال التصميم بكلية التربية الفنية جامعة حلوان,وعملت كمصممة في بعض الشركات ثم مارست العمل الصحفي بمجلة المحروسة السياحية ومجلة هنا لندن ثم بدار التحرير ثم إلتحقت بادارة الاعلام بقطاع الفنون التشكيلية ثم أصبحت مسئولة النشاط الثقافي والاعلامي بقصر الفنون بالقطاع1998 ثم مدير اعلام الادارة العامة لمراكز الفنون,وحاليا هي مدير متحف الفن المصري الحديث.