خلال محاضرة ألقيتها بدار سكن مصر ببرازيليا أمام حشد غفير يزيد عن المائة من عضوات نادي سيدات البرازيل, وضم كوكبة مميزة من السيدات البرازيليات العاملات في كافة المجالات الحياتية المهمة والمؤثرة في المجتمع حول قيمة مصر التاريخية والدينية ودورها الحالي وتأثيرها في محيطها الاقليمي والدولي, رأيت أعين بعض الحضور تفيض من الدمع تأثرا واستحضارا لقيمة ومكانة وقدر هذا البلد العظيم مصر الذي نشرف جميعا كمصريين بالانتماء اليه. وكم هو مهم أن نتشاطر الأفكار مع شباب مصر أمل المستقبل, حتي يتذكروا دوما قيمة بلدهم العظيم وتترسخ هذه الأفكار في قلوبهم وأذهانهم, ليبذلوا الجهد الواجب, ويتفانوا في خدمة وطنهم مصر ويعملوا جاهدين ويعتزوا بانتمائهم اليه ويشحذوا الهمم ويصدقوا النوايا لرفعة شأنه بتجرد كامل ونكران للذات, من أجل أن يتبوأ هذا الوطن العزيز مكانته التي يستحقها بجدارة وطنا عزيزا شامخا بين الأمم كافة, ولكي يكونوا هم وغيرهم من ابنائه جديرين بالانتماء اليه. من أنتم ياشباب مصر ومن هي مصركم ومن هم أجدادكم وجداتكم. أنتم أحفاد بناة أعظم حضارة في التاريخ, لاتزال تتحدي الدهر برغم الغزاة وعدوان المعتدين, وتقف شامخة مقتدرة دالة علي عبقرية أجدادكم وبلدكم العظيم ليس فقط هنا في مصر, بل في دول العالم. أنتم ياشباب مصر أحفاد السيدة العظيمة هاجر المصرية زوج أبي الأنبياء والمرسلين نبي الله ابراهيم وأم ابنه نبي الله اسماعيل جد العرب المستعربة عليهم الصلاة والسلام أجمعين وجد رسول الله نسبا إلي الجد العاشر عدنان. أنتم تنتمون لمصر بلد السيدة العظيمة ماريا القبطية أم المؤمنين زوج رسول الله سيدنا محمد أم ابنه إبراهيم عليهم الصلاة والسلام أجمعين. أنتم من شرفتم السيدة مريم الطاهرة المطهرة عليها السلام والتي رفع الله عز وجل من شأنها في القرآن وطهرها واصطفاها علي نساء العالمين, وابنها السيد المسيح روح الله وكلمته عليه السلام بالزيارة والإقامة, طلبا للأمان بعدما ضاقت عليهما الأرض بما رحبت واتخذ من بلدكم مأمنا وملاذا. ياشباب مصر, أنتم من قام أجدادكم وأباؤكم من الجند والقادة وعلي مر العصور والأزمان بقهر الاعداء وتحقيق أعظم الانتصارات والانجازات. أنتم من حقق جندكم جند مصر خير أجناد الأرض أعظم الانتصارات في العصر الحديث بالعبور العظيم ونصر السادس من أكتوبر المجيد وأخل بتوازن المعتدي المغتصب لأرضكم والمؤيد من دول عديدة في أقل من6 ساعات, وحققوا بتصميمهم وبسالتهم وبفضل من الله وتأييده حققوا أعظم الانتصارات والانجازات في العصر الحديث. وتحطيم أسطورة العدو الذي لايقهر. ياشباب مصر مصركم صاحبة الكلمة والقرار في الحرب والسلام وكانت بلدكم العظيمة مصر منارة التحرر من الاستعمار والشرارة التي أشعلت فتيل التحرر في قارات العالم أجمع ولاتزال رائدة متميزة في الدبلوماسية والثقافة والعلوم وشتي نواحي الحياة, وأسست بلدكم مصر المنظمات الدولية والاقليمية وأثرت ولاتزال بفاعلية واقتدار في اتخاذ القرارات وكانت مصركم سباقة في ممارسة الديمقراطية, مصركم بلد أمير الشعراء أحمد شوقي وسيدة الغناء العربي أم كلثوم وخير الأدباء نجيب محفوظ وأفضل العلماء أحمد زويل. ياشباب مصر أوصيكم كما أوصي ابنائي بأن تحبوا مصركم حبا متجردا من أي غاية أو انتفاع وان تفخروا ماحييتم بالانتماء اليها, وأخلصوا اليها النوايا وأشحذوا الهمم, واجتهدوا في علمكم. اخلصوا لمصر, وتساموا وترفعوا عن الصغائر ولاتردوا الاساءة بالاساءة, فانتم تنتمون للبلد العظيم مصر, خذوا حذركم ممن يريدون بوطنكم الفتن وشق عصاكم كي تفشلوا وتذهب ريحكم, لحقد أو حسد أو مرض في القلوب. حافظوا علي ثقافة وقيم بلدكم وتمسكوا بها, وخذوا ما ينفعكم وينفع بلدكم من علوم البلدان والثقافات الأخري, وكما قال الشاعر, خذوا العلم علي أعلامه, واطلبوا الحكمة عند الحكماء.