في حديث صريح مع المستشار مقبل شاكر نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان, بعد مرور نحو مائة يوم علي توليه المنصب. أكد إهتمامه خلال المرحلة القادمة بتعزيز انشطة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مع الحقوق المدنية والسياسية, وفتح الملفات الحقوقية الشائكة كالهجرة غير الشرعية وزواج القاصرات, والمواطنة. وأوضح أنه تم البدء في نظام جديد للتعامل مع شكاوي المواطنين للبحث عن حلول لها بطرحها علي اللجنة التنفيذية لممثلي الوزارات بدلا من الاقتصار علي مجرد ارسالها لهم, وتحديد موعد لمناقشة ردودهم عليها. وقال إنه يتم حاليا إجراء تقييم واسع لانشطة عمل مجلس حقوق الإنسان لمواجهة السلبيات التي يعاني منها, وأن لديه أفكارا عديدة ستجد طريقها مع الممارسة العملية, وأشار إلي أن المصلحة العامة هي جسر العلاقة مع المجتمع المدني مؤسسات الدولة والوزارات, وأن انتهاكات حقوق الانسان في مصر أقل من دول اوروبية ومتقدمة, وقال إن أوضاع السجناء وحالة السجون أفضل مما كانت عليه وتشهد تطورا مذهلا. وفي باقي ردوده علي الاسئلة التي طرحتها الأهرام جاءت إجاباته قليلة تقرأ فيها مابين السطور أكثر مما تفصح, لا ارتباطها بشخصية القاضي. الحقوق الاساسية * ماهي رؤيتكم لعمل المجلس بعد إعادة تشكيله بدورته الثالثة ؟ ** تقديم مزيد من الدعم في كل قضايا حقوق الانسان سواء في مجال الحقوق المدنية والسياسية, والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدفاع عن حق الانسان في عدم انتهاك حرياته وحقوقه ومنها حقه في العمل والتعليم والصحة والعلاج ووسائل مواصلات ثابتة. * ماهي أهم القضايا والملفات الشائكة التي تعتزم تناولها ؟ ** ملفات عديدة كالهجرة غير الشرعية, وزواج القاصرات, وتجارة الاعضاء البشرية, وأولاد الشوارع, والتمييز ضد المرأة والمواطنة وستكون محل اهتمام ونسعي لدراستها وايجاد معالجة لها ترسيخا لحقوق الانسان. * ما هي أوجه القصور التي تحتاج لعلاج في أداء المجلس؟ ** أشياء كثيرة لابد من مراجعتها, ويتم حاليا إجراء تقييم ومراجعة شاملة لأعماله بهدف تأكيد الايجابيات, ومعالجة السلبيات, ومراجعة طاقم العمل, فمن يعمل بطريقة مناسبة يستمر ومن يقصر في عمله ولا يؤديه بطريقة جيدة يترك العمل به. * إذن.. ماهي مقترحاتكم ؟ ** مازلنا في مرحلة الدراسة, وتوجد في ذهني أفكار كثيرة ومتعددة ستجد طريقها من خلال الممارسة العملية ودراسة الايجابيات والسلبيات التي تتم في الوقت الحالي. الجزر المنعزلة * كيف تعالج وجود أنشطة مستقلة في اللجان عن وحدات العمل وفي أمانة المجلس عن اجتماعاته الشهرية ؟ ** لابد أن يعمل الكل معا وان يتم التعاون بين كل أجهزة المجلس, وليس هناك جزر منعزلة عندنا, ونعمل كفريق واحد من أجل المصلحة العامة ودعم حقوق الإنسان. * ماهو السبيل لكي يحقق المجلس وجودا قويا أمام الرأي العام ؟ ** من خلال ممارسة دوره في تعزيز حقوق المواطنين والتواصل مع الناس وقيام سيارات الشكاوي التي تمر في القري والمدن بحل مشاكلهم. * لماذا لا يعلن المجلس رأيه في القضايا المهمة التي تمر بها مصر ؟ ** سوف نعلن موقفنا ورأينا في أي قضية تهم الرأي العام, وقد اصدرنا بيانا فوريا في قضية تعيين المرأة قاضية بمجلس الدولة يوضح وجهة نظرنا. * لماذا لا يملك المجلس آليات عمل مع الهيئات الحكومية لتنفيذ توصياته؟ ** وفق قانونه ليس لديه آليات عمل تنفيذية, ودوره إصدار توصيات لمختلف الجهات. * كيف يتم حث الوزارات والحكومة علي التنفيذ ؟ ** معظم التوصيات يتم تنفيذها وتستجيب الجهات المختلفة للمقترحات لأن المصلحة واحدة ولا توجد مصالح متضاربة. تقوية المجتمع المدني * ماهي رؤيتكم للتعامل مع منظمات المجتمع المدني؟ ** التعاون في كل المجالات بغير استثناء واحتضان كل المنظمات والمؤسسات الشرعية بغير تمييز ومساعدتها علي أداء واجباتها وانشطتها, والتواصل معها, ودراسة أي طلب لها لكي تؤدي دورها في المشروعات التي تنفذها. * كيف تقوي علاقة المجلس بمؤسسات الدولة ؟ ** بزيادة التعاون, لأن الهدف واحد هو المصلحة العامة وقد أعدنا اللجنة التنفيذية لمندوبي الوزارات الحكومية بعد توقف وتضم ممثلين عن وزارات الخارجية والداخلية والعدل والشئون القانونية والنيابة العامة وأتولي رئاسة اجتماعاتها كل شهر وتعرض عليها جميع القضايا والمشاكل التي تواجه حقوق الانسان ويجري الاتفاق علي التوصيات بشأنها. * كيف يتابع المجلس مع مؤسسات الدولة تنفيذ مقترحات تقريره السنوي؟ ** الجانب الذي لا ينفذ تتم متابعته من أجل معرفة أسباب تأخير التنفيذ, وفي حالة عدم حله يكرر في توصيات التقرير الجديد. الانتهاكات قليلة * ماهو تقييمكم لحالة حقوق الإنسان في مصر ؟ ** حقوق الإنسان مصونة في مصر, ونعمل علي دعمها, فالانتهاكات محددة قياسا بما يحدث في كثير من الدول حتي المتقدمة منها فبعضها به إجراءات وقيود وتجاوزات واسعة. * لماذا لايمد المجلس نشاطه لدول حوض النيل لمعالجة بعض الجوانب في ملف نهر النيل ؟ ** قضية حوض النيل سياسية وليست قضية حقوق إنسان, وتعاوننا قائم مع الدول العربية والافريقية والاوروبية ولدينا مشروعات مع الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة والمعونة الانسانية. الدعم الخارجي * لماذا قل الدعم المالي الخارجي لانشطة المجلس في عدة مجالات ؟ ** نبذل قصاري جهودنا ليكون هناك دعم وتمويل لانشطته المختلفة. * كيف تعالجون عدم انتظام حضور الأعضاء للجان والجلسات؟ ** اتفقنا منذ بدء العمل بالدورة الثالثة علي تفعيل عمل لجانه لانها العمود الفقري ويبدأ وينتهي بها العمل, وماتم الاتفاق عليه ينفذ وكل اللجان باستثناء واحدة فقط عرضت انشطتها في آخر اجتماع وتمت الموافقة عليها. * لماذا لا يطور المجلس قانونه ولائحته الداخلية ؟ ** مازلنا في مرحلة دراسة وسائل التطوير.. وماسيتم الانتهاء إليه من أراء سوف نطلقه ونعمل به. شكاوي المواطنين * كيف تزيد من فاعلية المجلس في حل شكاوي المواطنين للقضاء علي الردود الشكلية للوزارات ؟ ** الردود الروتينية والشكلية قليلة, بينما الردود الموضوعية كثيرة, وتتم الاستجابة للشكاوي, وبدأنا في تطبيق نظام جديد هو عرض الشكاوي علي اجتماعات اللجنة التنفيذية لمندوبي الوزارات والتي تقوم بالرد عليها في الاجتماع التالي لعرضها وغالبيتها ردود ايجابية, وللعلم فإن أكبر مجهود يبذل داخل المجلس يتم في وحدة الشكاوي التي تعد أنشط الوحدات. * بعد زيارتكم للسجون.. ماهي رؤيتكم للتعامل مع شكاوي السجناء وأوضاع السجون ؟ ** لا جدال أن السجون شهدت تطورات بشكل مذهل في التعامل مع السجناء, وتشغيلهم في الانشطة المختلفة ووضع العنابر من أسرة ودورات المياه, والسماح بالزيارات دون حواجز, ومازلنا نتطلع لتحقيق المزيد من تطبيق الحدود الدنيا لحقوق السجناء الانسانية. * ما هو طموحكم لدور المجلس في المستقبل ؟ ** استكمال رسالته, وتقدمه للأمام في دعم حقوق الإنسان ونشر ثقافتها بالمجتمع المصري, وتحقيق خطوات كبيرة في عمله.