جئت إلي القاهرة في رحلة علاج ولما علمت أني سيطول بي الحال بها بحثت عن حجرة للإيجار ووجدت ضالتي في حي السيدة زينب العريق بمنطقة أبوالريش حارة بيومي الجزار رقم44 منزل السيدة كريمة الجعار. ولما اعتادت قدماي الخروج من السكن اكتشفت ما يعانيه أهل هذه الحارة البسطاء من كربات تتمثل في المنازل المنهارة علي الجانبين والتي لم يرخص لأصحابها بإعادة البناء, حيث إن هذه المنازل أضحت مقالب للزبالة ومرتعا للحشرات والهوام وجحافل الذباب والهاموش والبعوض وقد يكون بها ما يكفي من العقارب والثعابين. أما عن أهل الحارة فهم مستسلمون لقدرهم ويقبل علينا صيف قائظ, حيث تكون تلال الزبالة بؤرا للأمراض والأوبئة تشمل مناطق شاسعة فكيف بالله عليكم يكون مثل هذا الحال في مكان عريق به ضريح السيدة زينب رضي الله عنها وهي حفيدة رسول الله صلي الله عليه وسلم.ولقد ذهبت بفكري إلي مدينتي الفشن ورحت أقارن فوجدت أننا نعيش في الأقاليم في رحمة, فليأت أحد المصورين ليري بأم عينيه ويصور المكان ليكون واقعا مصورا. أحمد حسن محمد فضل الله