شهد جاليري هاي هيل عرضا فريدا يمزج بين لوحات الفنان المصري جمال مليكة وتماثيل أوجست رودان أحد أهم مثالي العصر الحديث. والفنان المصري الكبير جمال مليكة. وقد تم عرض أكثر من30 لوحة تصويرية عن مصر التي تعد واحدة من مصادر الالهام الرئيسي للفن. وحضر افتتاح المعرض كثير من النقاد من لندن وفرنسا وأمريكا. وأعمال الفنان جمال مليكة في التصوير الجداري البطل الأساسي فيها قوة التكوين وأصالة الموضوع. ومن الواضح تماما حرص الفنان علي الهوية المصرية والأصول في الموضوعات التي يتناولها حتي في درجات الألوان خاصة الأعمال الجدارية التي يلعب فيها اللون الذهبي المأكسد دورا كبيرا في تأكيد بصمات الزمن وعبق التاريخ. ولعل ما يفسر هذا الإصرار علي الأصول المصرية هو حياة الفنان في إيطاليا, فهو يأتي الي القاهرة ليعرض أعمالا تؤكد استمرارية تواصله مع الجذور المصرية ثم يعود مرة أخري بعد أن يكون قد جمع من المشاعر مايعاونه علي مواصلة الإبداع دون الانفصال عن أصول المجتمع المصري وليس هناك شك في أن إصرار الفنان علي هذه الزيارة بين الحين والآخر هو أكبر عون علي الاستمرار في نفس المسار دون أن يفقد هويته. إن جمال مليكة يستخدم كلا من الحداثة والأصالة كأسلوب خاص به للتعبير عن أعماله ويعتمد علي الحسية والحركية, ولعل هذا لم يأت من فراغ بل كان ثمرة جهد وبحث دقيق أهلت هذا الفنان ليصبح متفردا في كل شيء بما في ذلك المواد التي يستخدمها كعجينة الراتينج المطلية بالذهب بشكل فني بحت بعيدا عن أي تكلف أو زينة. ان أعمال مليكة تحمل تحديا شجاعا لحاجز الامن ولذة الحياة لدي كل منا وهدفا كبيرا لكل ما يدور بداخل كل منا من خيال شخص فريد.. بحيث يلتقي المشاهد داخل مربع سريالي تحيطه مومياوات غامضة.. وكأنهم جمعيا ممثلون داخل مسرح الحياة. واستطاع من خلال أعماله الأولي أن يوسع دائرة بحثه ويصنع لنفسه اتجاهات خاصة به ميزت أعماله كرغبته في التعبير عن صفر الرؤيا والبعث والحياة ما بعد الموت. كذلك كان لجمال مليكة نصيب من الألقاب الشرفية,وعلي سبيل المثال حصل علي لقب' أستاذ الريشة' من مدينة ناردو,وعضو معرض الفنون الدائم بميلانو مع جائزة أمبروجينو التقديرية. كذلك تم استغلال بعض أعماله كأغلفة لبعض الكتب المهمة وكملصقات بعض المنتجات. وقد افتتح مليكة في قلب مدينة ميلانو الإيطالية معرضه الدائم لعرض أعماله الفنية; هذا المعرض الذي كان محط أنظار العديد من الخبراء والنقاد والهواه من مختلف أنحاء العالم. وقد شاركت أعمال جمال مليكة في العديد من المتاحف والمعارض والتجمعات الفنية من بينها: معرض الفن الحديث بروما,ومؤسسة الأهرام للفن الحديث, والقنصلية المصرية بايطاليا,ومركز تنمية العلاقات المصرية- الايطالية بايطاليا,ومعرض ماروجات الفني بامارة اندروا,ومعرض كيللير بزيورخ بسويسرا,ومعرض زماريكي بميلانو, ومعرض بوردر لاين بميلانو ومعرض ميتنجرات, ومعرض فالكو آرت,ومعرض المستقبليين بايطاليا. ومنذ عام2000 وشارك مليكة في العديد من المعارض الفنية بلوحاته التي استخدم فيها أحدث التقنيات في الرسم,ومن هذه المعارض بينالي القاهرة الدولي الثامن, والبينالي الدولي للرسم الحديث بطهران بإيران,وبينالي القاهرة الدولي التاسع والذي حصل فيه علي الجائزة الأولي عن عمله' داخل الباركود',ومعرض بينالي الكتاب الفني الذي نظمته مكتبة الإسكندرية, والبينالي الدولي الثالث للفن الحديث في طهران. يقول عنه الناقد الفني ماريو مونتي فاردي: فنان مصري درس بأكاديمية الفنون الجميلة تنحو أعماله نحو السريالية التي تعرض لنا خيالات غير مرئية علي لوحات حديثة البناء قوية في التعبير المنظوري تتردد من خلالها اصداء الجحيم والعالم الآخر عند دانتي, إلي شاعرية أمسيات الشتاء الرقيقة الباردة التي تعكس الوجه المضاد للذة الحياة,تنبع أفكارها من خلال تزاوج بين صوت الحضارات القديمة والكوابيس الذهنية التي يترجمها لنا مليكة بجهد من يحاول ان يوصل شيئا غريبا يعبر عن مجالات الفن المقروء.. مليكة يقدم لنا أفكاره من خلال رموز قوية وبأشكال فضائية شرسة تجعل المشاهد يعيش دراما قد يكون هو نفسه واحدا من أبطالها.