أكدت مصادر مطلعة بوزارة الموارد المائية والري أن مصر تمتلك وثائق رسمية موقعة من كبار المسئولين بالدولة الاثيوبية تؤكد التزامهم بعدم استخدام السدود الجديدة لاغراض تخزين المياه بهدف زراعة مئات آلاف الأفدنة وأن استخدام هذه السدود علي مجري النيل يأتي فقط لاغراض توليد الكهرباء. وأضافت المصادر انه في حالة استخدام مياه النيل في اغراض التخزين والزراعة كما أعلن مؤخرا بالرغم من وجود موانع كثيرة لاتمام ذلك فستؤثر هذه الكميات عدم وصول ما يقدر ب9 مليارات مترك مكعب من المياه التي تمثل ما يصل إلي ما بين6 و7 مليارات من حصة مصر والسودان عند وصولها إلي بحيرة السد العالي بجنوب مصر وقللت المصادر من وجود برامج زراعية قابلة للتطبيق وزراعة مئات الآلاف من الأفدنة وذلك لوجود موانع طبيعية كجغرافيا المكان وعدم وجود الأدوات والعمالة الزراعية المؤهلة لذلك والتي تصطدم بعقبة التمويل في مثل هذه المشروعات التي تأخذ عشرات السنوات لتبدأ في حصاد النتائج المرجوة منها. وأكدت المصادر أن مصر لا تري أي مانع من جانبها في حالة إنشاء سدود صغيرة لتوليد الكهرباء لخدمة أغراض التنمية باثيوبيا وأن ما ترفضه هو إنشاء سدود متعددة الاغراض لتوليد الكهرباء والتخزين والزراعة. من جانبه رحبت أوغندا وكينيا بدعوة مصر دول حوض النيل للرجوع لطاولة المفاوضات وعقد اجتماع استثنائي بالإسكندرية لمناقشة المبادرة الرئاسية وفتح باب التفاوض حول البنود العالقة بالاتفاقية الاطارية. وقالت أوغندا علي لسان سفيرها بالقاهرة عمر لوبلوا أنه علي الرغم من أنه لم يتلق دعوة رسمية بذلك إلا أنه أكد أن أوغندا لن تتردد في قبول دعوة مصر وأشار إلي أن توقيع الاتفاق في عنتيبي من قبل بلاده لا يعني أن الأمور وصلت إلي طريق مسدود. وأوضح لوبلوا أن توقيع الاتفاقية لا يعني أننا أصبحنا أعداء وان اتفاق لن يكون عقبة أمام استمرار التعاون والتفاوض مشيرا إلي أن اللجنة المشتركة بين مصر وأوغندا يجري الإعداد لها قبل نهاية العام وأنه لا يوجد عائق أمام استمرار التعاون بين البلدين. وفي السياق نفسه أشاد السفير الأوغندي بتصريحات الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية التي أكد فيها حق مصر من الناحية القانونية والشرعية إلا أنه في الوقت ذاته أكد ضرورة الاستمرار في التفاوض بالتوازي. ومن جانبه أعرب دانيال ماكدويلو سفير كينيا بالقاهرة عن تقدريه لمبادرة مصر بدعوة الدول الأعضاء في مبادرة حوض النيل للجلوس مجددا للتفاوض. وأكد أن التحرك المصري ايجابي في سبيل الوصول إلي حل توافقي يكون مرضيا لدول المنبع والمصب علي حد سواء مشيرا إلي أن نجاح ذلك يتوقف علي ما سيطرح خلال هذا الاجتماع, من ناحية أخري أكدت السفيرة سعاد شلبي مدير مركز القاهرة الاقليمي للتدريب علي تسوية النزاعات وحفظ السلام في افريقياCCCPA في ندوة عقدت بالمركز خلال اليومين الماضيين أن الحكومة المصرية واليابان وبرنامج الأممالمتحدة أطلقت مشروعا ضخما لدعم مركز القاهرة الاقليمي وأربعة مراكز أخري في كل من غانا ومالي, وكينيا ورواندا لتعزيز قدرتها في مجال حفظ السلام في إفريقيا. وأكد مدير المركز أن مصر وانطلاقا من دورها الريادي في المنطقة لا تزال عنصرا فاعلا وأساسيا في دعم الأمن والسلم الدوليين والاستجابة لاحتياجات الدول الافريقية ولعب دور أكثر فاعلية في الصراعات التي تنشأ داخل دول القارة.