أعلنت الشرطة الدنماركية أمس, عن نجاحها في احباط هجوم نفذه رجل صومالي حاول اقتحام منزل الرسام الدنماركي كورت فسترجارد 74 عاما أحد أصحاب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم في عام2005. وأشارت مصادر الشرطة, الي أن الرجل الذي يبلغ28 عاما كان يحمل فأسا في أثناء محاولة الاقتحام التي تمت أمس الأول في مدينة أرهوس, وأنه مقيم في البلاد منذ سنوات, وعلي صلة بحركة الشباب المجاهدين الإسلامية الصومالية المتشددة وقادة تنظيم القاعدة في شرق إفريقيا. وأوضح كبير مفتشي الشرطة في تايلاند الشرقية, أن الشرطيين الدنماركيين الذين استنجد بهم الرسام أطلقوا النار علي المهاجم الذي هددهم بفأس وسكين وأصابوه مرتين, وأضاف قائلا: عندما اقترب الي مسافة مترين بالفأس الذي يحمله, بادر عناصر الشرطة بإطلاق النار عليه وأصابوه في قدمه اليسري ويده اليمني, إلا أنه أكد أن حالته ليست بالخطيرة وأنه يعالج حاليا في المستشفي, مشيرا الي أن فسترجارد لم يصب بأذي. وأشار الرسام الدنماركي في حديث لوكالة الأنباء الدنماركية ريتزاو, الي أنه لجأ الي غرفته المحصنة أمنيا وحفيدته البالغة من العمر خمس سنوات عند اكتشافه وجود المهاجم, وقام علي إثر ذلك بإبلاغ الشرطة. وأضاف الرسام الذي وضع تحت حماية الشرطة منذ2006, أن المهاجم كان يتحدث بلغة دنماركية ركيكة, وأنه تلفظ بشتائم نابية وردد عبارات مثل الانتقام والدم في أثناء محاولته الدخول الي الغرفة التي تحصن بها وحفيدته وتوعد عند فشله بالعودة مرة أخري. وفي الوقت نفسه, أكد جاكوب شارف رئيس المخابرات الداخلية التابعة للشرطة الدنماركية, أن محاولة قتل الرسام فسترجارد ذات صلة بالإرهاب, وأن المهاجم عضو في شبكة إرهابية موجودة في الدنمارك وتراقبها الشرطة منذ فترة طويلة, مشيرا الي أن المتهم سيحاكمم بتهمة القتل, وأضاف شارف أن الهجوم دليل علي مدي جدية التهديدات الإرهابية التي تواجهها الدنمارك, بحسب تعبيره. وعلي صعيد متصل, كشفت صحيفة بوليتيكان الدنماركية, أن المهاجم الصومالي الذي لم تكشف الشرطة عن هويته كان مصحوبا بشخصين آخرين نجحا في الفرار بعد انطلاق أجهزة الإنذار في منزل فسترجارد. وأوضحت الصحيفة أن سيارات الشرطة هرعت الي موقع الحادث, وأن عملية تمشيط موسعة أجريت للبحث عن قنبلة يشتبه في أن المهاجمين تركوها لتفجير منزل الرسام. ومن ناحية أخري, أدان اتحاد المسلمين الدنماركيين أكبر المنظمات الإسلامية المعتدلة في البلاد الحادث, مؤكدا أنه ينأي بنفسه عن أي فعل متطرف. والهجوم علي فسترجارد ليس الأول من نوعه, حيث تم اعتقال رجلين في عام2006 بتهمة التخطيط لاغتيال فسترجارد الذي نشرت رسومه الكاريكاتورية المثيرة للجدل عن الرسول صلي الله عليه وسلم, للمرة الأولي في سبتمبر2005 في صحيفة يولاندزبوستن الدنماركية ضمن أعمال رسمها12 رساما آخرين, واعتبرها العديد من المسلمين مهينة, وأثارت موجة من المظاهرات الغاضبة ضد الدنمارك خصوصا في العالم الإسلامي. كما اعتقلت الشرطة الأمريكية في اكتوبر الماضي شخصين بتهمة التخطيط لشن هجوم علي مقر يولاندز بوستن في مدينة شيكاجو, بينما اعتقلت الشرطة الدنماركية تونسيين بتهمة التخطيط لاغتيال فسترجارد.
