نحن بحاجة الي تفعيل أكثر من30 اتفاقية وقعت مع القاهرة, فلدينا مانقدمه لبعضنا البعض وتطلعاتنا الاستراتيجية متوافقة علي الساحة الخارجية, هذا بعض ما قاله لي وزير خارجية خامس أسرع دولة نموا في العالم, الذي التقيته علي هامش القمة الاسلامية التي عقدت بالقاهرة هذا الشهر لأعرف منه سر تقدم بلاده بهذه السرعة لتحتل خلال20 عاما هذه المكانة, أنه وزير خارجية كازاخستان يرلان إدريسوف الذي سألته عن علاقة بلاده الفريدة مع اسرائيل وعما يعرف بالأرابوفوبيا كما سألته عن الاسلاموفوبيا والي نص الحوار. بعد ثورة25 ينايرأصبحت لمصر توجهات جديدة في سياستها الخارجية تركز بشكل أكثرعلي قضايا الشعوب الاسلامية, كيف ترون هذا التوجه ؟ إن وصول قوي جديدة للسلطة في أي دولة يفرض بطبيعة الحال تعديلات محددة في أولويات السياسة الخارجية لتلك الدولة ومصر ليست استثناء من تلك القاعدة, فمصر دولة كبيرة في العالم العربي, وتلعب دورا محوريا في المنطقة, وخير دليل علي ذلك جهودها في تحقيق المصالحة الفلسطينية والمساعي والمبادرات الخاصة بتسوية الأزمة السورية, وتلك القضايا تعد مصدر قلق للمجتمع الدولي كله بما فيه العالم الإسلامي, ولذلك يهتم المجتمع الدولي باتجاهات السياسة الخارجية للقاهرة, وعلي وجه العموم لا أستطيع أن أجزم بأن اتجاه السياسة الخارجية المصرية يتركز بشكل استثنائي علي القضايا الإسلامية والتعاون مع الدول الإسلامية. كيف تري مشهد ثورات الربيع العربي وما رأيك في الأرابوفوبيا, وهل يمكن أن نشهد خريطة سياسية جديدة للدول الاسلامية ؟ أولا لابد أن نعترف بأن' الربيع العربي' قد أثرتأثيرا كبيرا علي المجتمع الدولي كله ومن ثم علي الدول الأسلامية وليس فقط علي آسيا الوسطي, ومع ذلك, يري العديد من المراقبين وجود تعقيدات' للربيع العربي' في الانتقال إلي' الديمقراطية الحقيقية', بسبب تعاظم دورالأحزاب والحركات السياسية التي تستند الي الإسلام السياسي علي حساب لإنصار القيم الديمقراطية وبما قد يعرقل مسيرة التحول الديمقراطي بها, وثانيا من نتائج' الربيع العربي' المثيرة للقلق دخول المنطقة في حالة من عدم الاستقرارالسياسي بسبب الخلافات السياسية بين القوي والأحزاب الفاعلة في المرحلة الانتقالية وأعتقد أن مستقبل البلدان الإسلامية التي تمر باضطرابات سياسية يعتمد علي مدي سرعة شعوبها والقوي السياسية التي جاءت للسلطة علي التوصل لتوافق عام للخروج من أزمة عدم الاستقرار بشكل سلمي أما اذا زادت حالة عدم الاستقرار فقد تشهد المنطقة تطورات خطيرا كتلك التي ذكرتها. في اطار ما يسمي بالأرابوفوبيا رفضت كازاخستان هذا العام إرسال الطلاب الكازاخ للدراسة في الجامعات المصرية خاصة في جامعة الأزهر خوفا من تأثرهم بثورة25 يناير, وماهو وضع الجامعة الإسلامية المصرية الكازاخستانية في ألماطي حاليا؟ نحن ممتنون للجانب المصري لدعمه لنا في مجال إعداد الكوادر المؤهلة في الدعوة الدينية والأئمة من خلال جامعة الأزهر, التي درس بها المئات من أبنائنا, ويدرس حاليا بها180 طالبا, وكما يدرس المئات من أبنائنا بالجامعة الإسلامية الكازاخية المصرية في ألماطي التي تخرج منها في الفترة من عام2004 حتي الآن262 متخصصا في العلوم الإسلامية وفي23 نوفمبر2012 تم توقيع بروتوكول مشترك يقضي بتبرع مصر بمباني الجامعة للجانب الكازاخي وإعادة تسميتها لتصبح الجامعة الكازاخية المصرية' نور', وفتح ثلاث كليات هي كلية أصول الدين والوعظ الإسلامي, وكلية الشريعة, وكلية اللغة العربية والحضارة الإسلامية ولنا مصلحة مشتركة في توسيع التعاون في هذا المجال, ويدرس الطلاب الكازاخ أيضا في جامعة القاهرة وجامعة' عين شمس' وبذلك, ماتردد من شائعات حول رفض كازاخستان لإرسال الطلاب للدراسة في الجامعات المصرية لا أساس له من الصحة ولا ننكر حقيقة انخفاض أعدادهم بسبب مخاوف الآباء وترددهم في إرسال أبنائهم إلي منطقة مضطربة. هناك موجة في العالم تسمي الاسلاموفوبيا خاصة في الغرب, كيف ترون هذه الظاهرة وكيف يمكن مواجهتها ؟ هذه المشكلة ترجع إلي عدم وجود الوعي الكافي لدي شعوب تلك الدول بالأسس والقيم الحقيقية للإسلام, كما أن الأعمال الاستفزازية من الجماعات الإسلامية المتطرفة تشوه عمدا حقيقة القرآن والسنة, ومن الضروري مواصلة الجهود التي بدأتها كازاخستان وقت رئاستها لمنظمة التعاون الإسلامي بطرح مبادرات في مجالات التسامح الديني ودعم الحواربين الحضارات من خلال مبادرة مؤتمر زعماء الأديان في العالم والتي يمكن تطويرها في اطار مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز لإنشاء مركز دولي للحوار بين الأديان ويمكن أن تلعب مصر الأزهر دورا مهما في ذلك. تحتل القضية الفلسطينية أولوية في أجندة منظمة التعاون الإسلامي, فمن وجهة نظرك هل يمكن أن تحل القضية الفلسطينية بشكل عادل خلال السنوات المقبلة؟ تؤيد كازاخستان حل القضية الفلسطينية علي أساس القانون الدولي, بمافي ذلك قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية, ونعتقد أن إقامة دولة فلسطينية في حدود1967 تعيش جنبا إلي جنب في سلام وأمن مع إسرائيل وقبولها عضوا كامل العضوية في الأممالمتحدة حلا عادلا للقضية وشرطا لاغني عنه لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة. في ضوء نتائج قمة دول منظمة التعاون الاسلامي التي عقدت بمصر, هل أنتم راضون عن واقع التعاون الحالي بين الدول الاسلامية ولماذا ؟ مستوي التعاون بين الدول الإسلامية لا يعكس في مجمله الإمكانات الهائلة والواقعية المتاحة, وفي سياق إعادة تصنيف المنظمة دوليا وتعزيز الأسس المؤسسية لها طرح رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نازارباييف مجموعة من المبادرات لإنشاء أرضية للحوار بين مجموعة الدول الإسلامية ذات الاقتصاديات الكبري في العالم الإسلامي, وتدشين صندوق لدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة وإنشاء جهاز بالمنظمة للمساعدات الغذائية بمقر دائم في الأستانة, ولجنة مستقلة دائمة لحقوق الإنسان تابعة للمنظمة. ما الذي يمكن أن تقدمه أستانة لتفعيل التعاون بين الدول الاسلامية خاصة أن لها تجربة فريدة في التنمية؟ يمكن أن تقدم كازاخستان الكثير للدول الاسلامية خاصة تجربتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية فمنذ استقلالها بقيادة الزعيم نورسلطان نزارباييف تم إتباع معادلة الاقتصاد أولا, ثم السياسة وقد أثبت النموذج الذي اخترناه للتنمية فعاليته فكازاخستان اليوم إحدي الدول الخمس الأسرع نموا في العالم بمعدل8.5%, وضمن الخمسين دولة ذات أكبرالاقتصاديات بالعالم, وقد نما نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أكثرمن سبع مرات- من1500دولارأمريكي في1998 إلي12000 دولارأمريكي في عام2012, وتدعو كازاخستان جميع الدول الإسلامية للمشاركة في الأعمال التحضيرية للمعرض الدولي'EXPO-2017'. حيث يعقد هذا المعرضEXPO لأول مرة في عاصمة دولة أغلب سكانها من المسلمين ويمكن أن يكون المعرض نقطة انطلاق لتدشين التعاون بين دول منظمة التعاون الإسلامي في مجال استخدام الطاقة المتجددة والتحول إلي الاقتصاد الأخضر. تقول بعض التقارير الاعلامية إن تعاون كازاخستان مع اسرائيل أوسع نطاقا من تعاونها مع مصر لماذا ؟ نحن نتبع سياسة خارجية متعددة الاتجاهات, تعتمد قبل كل شيء علي مصالحنا الوطنية وتستند علي مبادئ التسامح وإيجاد شراكات فعالة مع جميع البلدان, ومن ثم من غير السليم مقارنة بعض وسائل الإعلام بين مستويات التعاون بين كازاخستان ومصر من جهة, وكازاخستان وإسرائيل من جهة أخري, فمع كل دولة منهما علاقة فريدة من نوعها لها طابع خاص بها. مصر وكازاخستان دولتان كبيرتان ما هي جوانب العلاقات الثنائية التي يمكن تعزيزها بينهما في الوقت الراهن؟ الظروف الصعبة التي تمر بها مصر حاليا أثرت علي وتيرة تطويرعلاقاتنا, لكن أؤكد أننا ملتزمون تماما بمواصلة تطوير التعاون الثنائي مع مصرفي المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية ونعلق أهمية كبيرة علي التفاعل المثمرمع القاهرة في إطارالمنظمات الدولية حيث تتوافق تطلعاتنا الإستراتيجية علي الساحة الخارجية سواء في إطار منظمة التعاون الإسلامي أومؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في أسيا الذي يضم24 دولة منها مصر, ونحن بحاجة إلي إعادة تفعيل أكثرمن30 اتفاقية, وتفعيل مجلس الأعمال المصري الكازاخستاني, فلدينا مانقدمه لبعضنا البعض, خاصة في مجالات الزراعة والتعدين والبتروكيماويات والصناعات الدوائية وغيرها من الصناعات لدي كازاخستان فوائض مالية كبيرة, لماذا لا تتدفق المزيد من الاستثمارات الكازاخية الي مصر خاصة أن الحكومة المصرية ترحب بذلك ؟ لدينا تجربة تنموية اقتصادية متميزة اعتمدت علي تفعيل الاستثمارات وجذبها من الداخل والخارج فمنذ الاستقلال اجتذبنا نحو160 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية, وذلك نتيجة لسياسة فعالة لإيجاد مناخ ملائم للاستثمار وضمانات قوية للالتزام بالشروط التعاقدية, ووفقا للبنك الدولي في2012 ارتفع تصنيف كازاخستان من58 إلي المركز47 في ممارسة أنشطة الأعمال, وحاليا تحولت كازاخستان من دولة متلقية للاستثمارإلي دولة تستثمر رؤوس أموالها في المجالات الواعدة في دول أخري وتبلغ استثماراتنا في الخارج أكثرمن4.5 مليار دولار, وفي هذا السياق, يمكن أن نتعاون مع مصر, لأن مصر واحدة من أكبرالدول في منطقة الشرق الأوسط ولديها إمكانات اقتصادية متميزة وموقع جغرافي فريد عند مفترق طرق اثنين من أهم البحار, اللذين تربط بينهما قناة السويس ونحن مهتمون باستخدام الموانئ المصرية علي هذه القناة كنقطة عبور لبضائعنا الي بلد ثالث, الأمر الذي جعلنا نهتم بالاستثمار في مشاريع البنية التحتية في المدن الساحلية المصرية, وبناء الصوامع ومحطات تفريغ الحبوب, والتنقيب واستخراج المعادن والثروات الطبيعية.