فجر الدكتور احسان كميل جورجي كبير الأطباء الشرعيين مفاجأة من العيار الثقيل جدا في تقرير الطب الشرعي لمقتل الناشط السياسي محمد الجندي..حيث أكد أن التقرير لم يجزم بوفاة الجندي إثر تعرضه لحادث سيارة لأن بعض اصاباته كانت نتيجة حادث سيارة .. والأخري ممكن أن تحدث من حادث سيارة أو من الضرب.. ولا يمكن الجزم أنه لم يتعرض للتعذيب لأن عبء اثبات التعذيب يقع علي الشاهد.. فإذا ظهر شاهد.. وأكد أنه شاهد الجندي وهو يتعرض للضرب علي يد ضابط شرطة أو داخل معسكر للأمن المركزي أو قسم الشرطة.. ففي هذه الحالة نؤكد أنه تعرض للتعذيب وقد يكون سبب الوفاة هو تعرضه للتعذيب. وأوضح كبير الأطباء الشرعيين أن نتائج تشريح جثة الناشط السياسي محمد الجندي كشفت عن وجود اصابتين في أعلي يسار الجبهة وأقصي يسار الظهر وتلك الاصابتان ممكن أن تحدثا من حادث تعرض نتيجة ارتطام الجسم بجسم آخر صلب.. أما باقي الاصابات في جسده فهي اصابات ردية احتكاكية واحتكاكية وممكن أن تحدث نتيجة التعرض لحادث سيارة أو نتيجة اصابات مباشرة من جراء التعدي بالضرب والركل وغيرها.. ولكن مجمل الاصابات أدت بعد فترة إلي وفاته.. أي أن اصابات السيارة لم تؤد وحدها إلي الوفاة.. وانما شاركت في إحداث الوفاة مع الاصابات الأخري التي تعرض لها الناشط السياسي. وأكد أن تقرير وفاة الجندي مكون من16صفحة.. بالإضافة إلي ثلاثة ملاحق فوتوغرافية مصورة لجميع اصاباته التي أدت إلي وفاته ولم نجزم في التقرير أنه توفي إثر تعرضه لحادث سيارة أو إثر تعرضه للتعذيب.. والشاهد هو الفيصل الوحيد في القضية.. فإذا ظهر أمام النيابة شاهد وأكد في أقواله.. أنه شاهد الجندي وهو يتعرض للتعذيب علي يد قوات الشرطة.. وسرد للنيابة أدوات تعذيبه والطرق التي تعذب بها.. ففي هذه الحالة يطلب الطب الشرعي الشاهد لسؤاله ومطابقة أقواله مع الاصابات التي لحقت بالجندي.. فإذا تطابقت الأقوال مع الاصابات.. يتم اعداد تقرير بأن الجندي توفي إثر تعرضه للتعذيب لأنه شاهد الرؤية هو الوحيد الذي يقطع باليقين أنه تعرض للتعذيب. وأضاف الدكتور إحسان كميل جورجي.. أن الطب الشرعي استبعد تعرض الجندي للسحل علي الأرض في الشارع لعدة أسباب منها.. أن اصابات الجندي في الظهر مصحوبة بكسور.. والسحل لا يمكن أن يؤدي إلي كسور لأن احتكاك الجسم بالتراب علي الأرض يؤدي إلي تجلطات في الجلد لعدم وجود قوة كافية لكسر العظام. ثانيا: أن المألوف للسحل أن الاصابات نتيجة الجر تكون في الظهر أو البطن ولا يمكن أن تكون الاصابات في الجانب.. واصابات الجندي في جانبه الأيسر.. لذلك استبعد التقرير تعرضه للسحل. وأضاف كبير الأطباء الشرعيين.. أن الشاهد الوحيد الذي أكد أمام النيابة.. أنه كان ضمن جماعة الاخوان المسلمين.. إلا أنه انشق عنها وتوجه إلي معسكر للأمن المركزي وسمع الجندي وهو يتعرض للتعذيب ولم يذكر أمام النيابة طرق ووسائل التعذيب التي تعرض لها الجندي.. وجاءت أقواله مرسلة ولم يسرد معلومة واحدة محددة.. لذلك لم يطمئن الأطباء الشرعيون إلي شهادته. وتساءل الدكتور احسان في استغراب شديد.. لماذا ذلك الهجوم علي الطب الشرعي.. ولماذا قامت ثورة الشك ضدنا مع أننا لم نجزم أن الجندي قتل في حادث سيارة. وقال أين هؤلاء الثوار من الفترة التي قضاها الجندي في مستشفي الهلال.. فهو لم يتلق العلاج الكافي كما جاء في الأوراق لأن أوراق علاجه في مستشفي الهلال لم تعرض كاملة مع الطب الشرعي.. بالإضافة إلي أنه كان يعاني من نزيف حاد في المخ والصدر والمستشفي لم يتعامل مع ذلك النزيف بدليل أنه لم يرسل أوراق علاجه من النزيف ولا الأدوية التي تعاطاها للعلاج من النزيف.. وأوضح أنه تلقي من مستشفي الهلال بعض الاشاعات والتحاليل التي توضح اصابات الجندي.. ولكنه لم يتلق أوراق علاجه مما يرجح أن المستشفي لم يتعامل مع اصاباته كما ينبغي. وعلي صعيد آخر.. أكد الدكتور عماد عبدالله الديب مساعد كبير الأطباء الشرعيين ومدير ادارة التشريح بالطب الشرعي.. أن المصلحة انتهت من تشريح جثث38شهيدا من بورسعيد.. وكشفت نتائج التشريح عن اصابة73 بطلقات الرصاص من أسلحة آلية وشخص واحد لقي مصرعه أثر تعرضه للاختناق لاستنشاقه غازا أدي إلي وفاته.. وتم تسليم التقرير النهائي لنيابة بورسعيد ومرفق معه الطلقات التي تم استخراجها من أجساد الشهداء وملابسهم الملطخة بالدماء.