في ظل التنافس المتزايد بين صناع الدراما علي تقديم أكبر قدر من مشاهد الجريمة والعنف في المسلسلات والأفلام, لم يعد غريبا أن تنتقل من الشاشة إلي الواقع بشكل يتصاعد يوما بعد يوم ويهدد بمزيد من الفوضي, ليطرح السؤال نفسه: هل يؤثر العنف في المسلسلات والأفلام علي المشاهدين؟! يجيب د.رشاد عبداللطيف أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الإجتماعية بجامعة حلوان ويقول: إن الإنسان يتأثر بشدة بمشاهد العنف التي تقدمها المسلسلات والأفلام التي تعرضها الفضائيات وتسبب له حالة من الشحن النفسي المتواصل التي تنفجر في المجتمع مع شعوره بغياب الغطاء الأمني, فيما يشبه الغضب خاصة إذا كان المشاهد بداخله الشعور بالقهر والتهميش والإستبعاد الإجتماعي. وقد أكدت دراسة جامعية حصل بها الباحث حسين خليفة حسن المعيد بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة علي درجة الماجستير تحت عنوان( أثر إستخدام الإثارة الحسية بالأفلام والمسلسلات العربية المقدمة في القنوات الفضائية علي الشباب) وفي تفسير الباحث بالمقصود من( الإثارة الحسية) يقول: أنها تتمثل في تركيز الدراما علي تقديم مشاهد الجريمة والعنف بطرق جاذبة للمشاهدين بهدف إثارة مشاعرهم وجلب الإعلانات عند عرضها علي الفضائيات وليس لكونها جزءا من البناء الدرامي للمسلسلات والأفلام التي تقدم في أحداثها الجريمة والعنف وكشفت نتائج الدراسة أن71.5% من المشاهدين يتابعون المسلسلات والأفلام التي تبالغ في التركيز علي تقديم الجريمة والعنف, بينما28.5% يشاهدونها بصفة غير منتظمة, وأن58% يتأثرون بها, في الوقت الذي تصدرت فيه فئة الشباب أكثر المراحل العمرية التي تتأثر بشدة بمشاهد العنف التي تقدمها الدراما علي الفضائيات بنسبة بلغت61%, وأنها تؤثر علي27% ممن في سن النضج و10% من كبار السن, وأن الأسباب التي تجذب المشاهدين لدراما الجريمة والعنف تتعدد وتختلف من فئة إلي أخري, فنسبة75% يتابعونها لأنها تتناول أحداثا واقعية, و74% لجرأة موضوعاتها, و73% بسبب الإعجاب الشخصي بها, و59% نظرا للتشويق المتوافر فيها, و56.5% لإحتمال حدوثها في الواقع, و40.5% لجمال مواقع التصوير, و31% لنجومية الممثلين, و27% لتقمص الفنانين لأدوارهم, و26% لتميز المخرجين, ويري65% عدم أهميتها في الدراما, ويعتقد65.5% أن لها آثار سلبية علي المجتمع, مما أدي إلي تأييد نسبة79% لحذفها, بينما رفض21.3% اقتراب مقص الرقابة منها.