الخبر الذي تناقلته مختلف وسائل الإعلام بشأن نتيجة استطلاع منسوب إلي بي بي سي يؤكد ارتفاع شعبية الإخوان ومرسي مع زيادة الكراهية لأعضاء جبهة الإنقاذ يدل علي الدور الخطير الذي تلعبه وسائل الإعلام في التأثير علي الرأي العام سواء بالسلب أو الإيجاب( رغم أن قليلها يتحري الصدق والدقة). وقد استقبل كل من طرفي الصراع السياسي الخبر بما يخدم مصالحه, فالإخوان المسلمين أخذوا يروجون لنشر الخبر من خلال وسائل الإعلام التابعة لهم, رغم أن الدكتورة نجلاء العمري مديرة مكتب بي بي سي بالقاهرة أكدت أن الاستطلاع الذي طرح للرأي العام في برنامج نقطة حوار الخاص ب جبهة الإنقاذ في مصر كان مجرد سؤال وليس استطلاع للرأي. أما جبهة الإنقاذ فسارعت من خلال وسائل الإعلام التابعة لها لتؤكد أن هذه النتيجة غير صحيحة, وقامت بعض الصحف التابعة لها بعمل استطلاعات رأي سريعة لتثبت ارتفاع شعبية جبهة الإنقاذ علي حساب الإخوان المسلمين, وهو ما أفقد كلا الطرفين مصداقيتهما, ولهذا كان تساؤل الدكتورة نجلاء العمري:' لماذا لم تحاول وسائل الإعلام محاولة فهم الخبر من المصدر؟', مؤكدة أيضا أن ذلك يعبر عن أمراض المهنة', وهو ما يجب أن يتنبه له الزملاء عند اختيار أعضاء جدد بمجلس النقابة, فعضوية مجلس النقابة ليس للواجهة الإجتماعية أو إيجاد فرصة عمل بالفضائيات وإنما لتطوير المهنة وتنقيتها من الدخلاء عليها بعيدا عن أي انتماء سياسي أو ديني. وفي رأيي أن الاستطلاع الذي قام به مركز' بصيرة' حول رضاء المصريين عن أداء الرئيس هو الأقرب للتصديق فطبقا لما قاله الدكتور ماجد عثمان رئيس المركز أنها كانت في نهاية ال100 يوم تبلغ78%, و في أواخر نوفمبر أي بعد خمسة أشهر من ولايته انخفضت إلي57% بعد إصدار الإعلان الدستوري, و في نهاية الشهر السادس من حكم الرئيس ارتفعت الشعبية مرة أخري إلي63%, وآخر استطلاع كان في يوم31 يناير وصلت إلي53%. المزيد من أعمدة ممدوح شعبان