اعتدنا تسمية مدينة بورسعيد بالمدينة الباسلة, فهي عانت من ويلات ضربات حرب56, وخضعت غصبا عنها لسياسات الحاكم في مصر, ولم تسلم من التدمير وكانت في الخطوط الامامية للمواجهة. وتتحمل نفس الخطأ في هزيمة67 لتعيش فترة عصيبة وتتعرض ثانية لويلات الحرب والدمار وكأن الحاكم لم يتعلم الدرس. ثم يهجر شعبها ليعيش حياة التهجير وظلماته, فمهما منحته الحكومة و قتذاك, لن تعوض هباتها استقرار دقيقة في نفس المنازل والشوارع والأعمال والجيران والألفة. حتي عندما اعلن السادات بورسعيد مدينة حرة, لم يسلم شعبها من القهر, لان الدولة وقتها فهمت المدنية الحرة علي انها مدينة تجارة بالات وملابس, و استفاد من القرار فقط بضعة اشخاص ليصبحوا اثرياءها, واستمر بقية الشعب بائسا يجري وراء لقمة عيشه, ولتكون بورسعيد مثالا صارخا للعشوائيات والفقر والتخبط في القرارات. حتي جاء حسني مبارك ليزيد من قهرها وبؤسها ليعاقب مدينة بأكملها لمجرد ان اقترب منه شخص اراد توصيل رسالة شخصية له, وكأن الموت البطئ هو مصير شعبها,اكثر مواطني مصر خفة دم ومقدرة علي حب الحياة رغم شظفها وقلة ذات اليد. وتأتي الطامة الكبري في يوم فرحة شعب بورسعيد بفوز فريقهم علي النادي الأهلي ويقيني ان كل المدينة عن بكرة ابيها لم تكن لتنام لمدة شهرا فرحا بالفوز الكبير وإقامة الافراح بهجة بالانتصار الذي لن يتحقق مستقبلا.ولكن خفافيش الظلام ارادت اعلان وفاة المدينة, وللأسف صدق البعض ان اهل بورسعيد مجرمون في حين انهم الضحايا وتركوا المجرم الحقيقي طليقا.. ضحايا56 و67 وبطش الاغنياء والحكام وأخيرا حصارهم وعزلهم عن بقية مصر, حتي لم يمثلهم مسئول واحد في الحوار الوطني البائس. ولكن.. كلنا معكم يا أبو العربي. المزيد من أعمدة محمد أمين المصري