عنف وصراخ دماء وأشلاء حرائق وانفجارات دخان ورصاص قتلي وجرحي مطاردات ومشادات غضب ودموع ضحايا وأبرياء قصاص وانتقام طائرات تحلق في الجو ودبابات علي الأرض واعتصامات بين القوي السياسية والرئاسة حول غياب الرؤية والتسبب في اشتعال الوطن . هذه هي الصورة التي تفرض نفسها علي مصر خلال الأيام الحالية فكل طرف يتهم الآخر بالرغبة في استمرار العنف لتحقيق مصالحه الشخصية والنتيجة مزيد من العنف والقتلي والجرحي والاحتقان والانقسام فهل نري حلا خلال الساعات المقبلة. الدكتور عمرو حمزاوي عضو جبهة الانقاذ الوطني اعتبر أن المبادرة التي طرحتها جبهة الانقاذ خلال اليومين الماضيين والتي تتمثل في الغاء الدستور وتشكيل حكومة انقاذ وطني للتعامل مع الملف الأمني والاجتماعي هي الحل الوحيد لوقف العنف في الشارع المصري. وأن الدعوة لحوار وطني دون تحديد أجندة واضحة وتوضيح سقف المطالب مضيعة للوقت والجميع يعرف ما الذي وصلت إليه جلسات الحوار الوطني والتي بدأت منذ أكثر من شهر. أضاف حمزاوي أن الحديث عن فرض حالة الطوارئ واتهام المعارضة بأنهم وراء التخريب وتشويه المعارضين ما هو إلا ابتعاد عن المشكلة الرئيسية وهو غياب الحل السياسي في التعامل مع الأزمات التي تواجه الوطن. وأنه من العيب أن يخاطب الرئيس الشعب من خلال شبكة التواصل الاجتماعي تويتر فالدماء تملأ الشوارع والاحتقان يتزايد ولابد من التحرك بسرعة لإنقاذ الموقف وليس ببطء كما يتصرف النظام الحالي, وشدد حمزاوي أن جبهة الانقاذ تدين كل أشكال العنف وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وأن الحل الأمثل في مثل هذه الظروف سياسي وليس أمنيا. طارق الخولي وكيل مؤسسي حزب6 ابريل رفض اتهام الثوار أنهم وراء التخريب والتعدي علي الممتلكات وأنه ليس كل من يوجد بالشوارع ينتمون للأحزاب السياسية حيث يوجد عدد كبير منهم ليس لهم توجه سياسي. وأن سر قوة الثورة في سلميتها وأنه يوجد تشديد علي أعضاء حركة6 ابريل في سلمية كل المظاهرات والاحتجاجات. أضاف الخولي أن حالة العنف الموجودة بالشارع سببها وزارة الداخلية التي أصبحت تؤمن بالعنف في حل المشاكل السياسية. عكس ما كان يؤمن به وزير الداخلية الحالي الذي يعمل بكل جهده لحماية النظام وليس حياة المواطنين. وشدد الخولي علي أن سياسة الاهمال التي يتبعها النظام القائم واغفال مطالب المتظاهرين هي أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلي العنف واشتعال المظاهرات في كل محافظات مصر وعلي الرئيس والحزب الحاكم الاستجابة لمطالب الثوار حتي تهدأ الأمور. وأن العناد السياسي لا ينفع في مثل هذه الظروف وسيؤدي إلي مزيد من الكوارث التي ستعصف بالجميع. شماعة الفشل طارق سباق مساعد عام حزب الوفد يري أن التيارات الاسلامية وعلي رأسها جماعة الاخوان المسلمين تعلق فشلها في ادارة الدولة علي التيارات الليبرالية والحركات السياسية والأحزاب وأنهم وراء أعمال العنف والتخريب وهذا غير حقيقي, وإذا ثبت هذا فعليهم أن يقدموا الدليل, ونحن لن نعترض علي هذا, وأضاف سباق أن الحل في حل الأزمة أن يخرج الرئيس علي الشعب ويقدم اعتذارا واضحا وأن يبتعد عن الاخوان المسلمين إذا أراد أن ينتشل مصر من حالة الفوضي. وان عدم طرح حل سياسي سيؤدي إلي مزيد من العنف واحراق البلاد. وأن دعوة الرئيس للحوار الوطني في خطابه الأول هو تكرار للحوارالوطني السابق الذي لم يؤد سوي لمزيد من الاحتقان والفشل. مبادرة للحل الدكتور أحمد بديع المتحدث الرسمي لحزب الوطن أكد أن الحزب يعمل حاليا علي مبادرة بقيادة الأزهر الشريف لتقريب وجهات النظر ولم الشمل والتوافق بين الفصائل السياسية المختلفة حتي يتم حل الأزمة الراهنة وستكون هذه المبادرة بمشاركة كل القوي السياسية الموجودة علي الساحة السياسية وأنه سيتم الاعلان عنها قريبا. أضاف بديع أن عددا من القوي السياسية تريد احراق الوطن بافتعال المظاهرات والاضرابات, ويتصور هؤلاء أنهم يحركون الشارع من أجل رحيل السلطة المنتخبة من الشعب وهم واهمون في هذا فمن جاء بالصندوق لن يرحل سوي بالصندوق فمصر أكبر من كل هذه الحركات والأحزاب التي تفرض نفسها علي الشارع. وشدد المتحدث الرسمي لحزب الوطن أن الرئيس يتحمل مسئولية عدم وضوح الرؤية وغياب الشفافية ورفض مشاركة الجميع في اعادة بناء الوطن فحزب بمفرده لن يستطيع أن يفعل شيئا. وأن سياسة اليد المرتعشة ستؤدي إلي مزيد من الكوارث. وأن الحل في يد الرئيس وحده.