عصفوران بحجر واحد مثل ينطبق علي ما تنفذه حاليا إحدي شركات الأسمنت ببني سويف باستثمارات تبلغ4 ملايين يورو, بالإعتماد علي المخلفات الصلبة كوقود لجزء كبير من أفرانها, التي تعمل بالغاز الطبيعي, وهو أسلوب يعتمد علي أحدث التكنولوجيات في تحويل المخلفات إلي طاقة دون أضرار بالبيئة المحيطة, كحل عملي ذي مردود اقتصادي هائل لمشكلة المخلفات الصلبة المعقدة التي تشكل عبئا ثقيلا علي البيئة المصرية, وما كشفت عنه جلسة الإستماع الخاصة بهذا المشروع مؤخرا يؤكد أن استثمار تلك التكنولوجيا في عدد من مصانع الأسمنت الأخري في أسيوط وغيرها يفتح الباب لتشجيع القلاع الصناعية الأخري للسير علي نفس الخطي, بإحلال المخلفات كبديل لجزء من الطاقة التي تستهلكها كوقود. وكما تقول الدكتورة شاكيناز الشلتاوي الأستاذ بهندسة القاهرة ومستشارة مركز الدراسات والبحوث البيئية بجامعة القاهرة: صناعة الأسمنت من الصناعات الشرهة جدا في استهلاك الطاقة إذ تستحوذ وحدها علي80% من إجمالي الطاقة اللازمة لكافة الصناعات عالميا, واستخدام المخلفات الصلبة كوقود في أفران الأسمنت يعتبر من التكنولوجيات المطبقة عالميا بعدما أثبتت التجارب نجاح استخدام الوقود البديل بما يحتويه من مكونات عضوية قابلة للإحتراق ومكونات غير عضوية تتحد مع مكونات الكلنكر( خام الأسمنت) مكونة جزءا من المنتج النهائي, أما أفران الأسمنت فتتميز بخواص تجعلها مثالية لآستخدام الوقود البديل من حيث القيمة والإحتراق الآمن, إذ يزيد من ارتفاع درجة الحرارة التي تزيد علي1400 درجة مئوية كما تصل درجة اللهب إلي2000 درجة مئوية و لاتتعدي فترة بقائها أكثر من4 ثواني, والمشروع المصري ببني سويف يقام بنفس المواصفات والمعايير العالمية, ويتم من خلال دراسة تقييم الأثر البيئي للتعرف علي جميع أبعاده, ومدي ملاءمته للبيئة والمجتمع وتوافقه معهما, وتضيف الدكتورة مي كمال رئيس مركز البحوث البيئية بجامعة القاهرة, إن إحلال الوقود البديل يتم بمعايير علمية دقيقة تعد من مصادر لموارد الطاقة المتجددة, والتي تمد الأفران بطاقة حرارية تعادل الطاقة الناتجة من الغاز الطبيعي مع احتفاظها بالتكلفة المالية الأقل علي المدي البعيد, ووجد أن التركيب الكيميائي للمخلفات الصلبة المختارة يتوافق مع الغاز الطبيعي, وبرنامج الوقود البديل الذي تم اختياره يتوافق مع المتطلبات القومية المصرية خاصة استراتيجية إدارة المخلفات. وعن توافق التطبيق مع البيئة تقول الدكتورة هانم سباق الأستاذ بكلية الهندسة: لايمكن استخدام أي مخلفات, لها آثار صحية أو بيئية ضارة كوقود بديل مثل المخلفات التشريحية للمستشفيات أوالتي تحتوي علي الإسبستوس أوالإليكترونية أوالمشعة أو القابلة للانفجار أو المخلفات المنزلية غير المفروزة.