وسط غضب أوروبي عارم من تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بإجراء استفتاء حول بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي, خرجت الولاياتالمتحدة بتصريحات هادئة أكدت فيها أن كلا من بريطانيا والتكتل الأوروبي أقوي بوجودهما معا. ومع استقبال كاميرون بفتور وحذر شديدين لدي وصوله أمس إلي سويسرا لحضور قمة دافوس الاقتصادية, تعرضت تصريحاته للهجوم الواسع سواء من أنصاره أو من مؤيديه داخل بريطانيا ومن شركائه في الاتحاد الأوروبي. ووصفوا اقتراحه بتنفيذ إصلاح جذري في الاتحاد الاوروبي ووعده بإجراء استفتاء علي انسحاب بريطانيا من عضويته بأنه اقتراح أخرق وجهل بأسلوب صناعة القرار. وحذر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بريطانيا من أن الاتحاد الأوروبي لن يخضع للضغط من أجل إعادة التفاوض علي اتفاقياته الأساسية من خلال خطط لندن لإجراء استفتاء. وقال إن أوروبا يجب أن تؤخذ كما هي ولا يمكن طرح تقليصها أو تحجيمها من أجل بقاء بريطانيا بها. وسخر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من كاميرون قائلا إنه إذا كانت بريطانيا تريد ترك أوروبا فسيفتح لها الباب مرددا نفس الكلمات التي استخدمها كاميرون نفسه عندما وجه الدعوة لرجال الأعمال الفرنسيين الذين ضاقوا ذرعا بالضرائب المرتفعة للانتقال إلي بريطانيا. وأضاف في المقابل بأن بلاده مفتوحة أمام رجال الأعمال البريطانيين إذا خرجت البلاد من الاتحاد الأوروبي. وسخر كذلك جيدو فسترفيله وزير خارجية ألمانيا من بريطانيا وقال إن لندن لا يمكنها أن تتعامل مع أوروبا وكأنها أمام قائمة طعام تستطيع أن تنتقي منها ما تشاء وتختار السياسات التي تروق لها. وعبر مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي عن غضبه بوضوح قائلا إن بريطانيا توجه الاتهامات لكنها هي من يتحمل معظم اللوم عن كافة التأخيرات في أوروبا وإن كل ما يريده كاميرون هو إحداث تغيير يصب فقط في مصلحة بريطانيا وهذا ليس عدلا.